شعار الموقع (Our Logo)

 

 

شهدت الولايات المتحدة الاميركية هذا الشهر، ولأول مرة، اول مهرجان للفيلم المسلم. وقد توقع المنظمون ان يبلغ عدد الذين يقبلون على العروض في اليوم الاول حوالي 200 مشاهد وان يرتفع هذا العدد في اليوم نفسه ليصل الى نحو 400 مشاهد.

بدأ أول ايام المهرجان في الثالث عشر من اذار الحالي في قاعة محاضرات جامعية في بيركلي، وسيكون العرض التالي يوم 24 نيسان في جامعة سانتا كلارا في الخليج الجنوبي.

يعرض في المهرجان 12 فيلماً اربعة منها جاءت من خارج الولايات المتحدة (كندا، ايران، مصر، والدنمارك). وتتضمن هذه الافلام عروضا كوميدية ووثائقية بالاضافة الى عروض في الموسيقى المصورة.

جوفيريا عليم، مديرة المهرجان، قالت ان اكثر ردود الفعل إيجابية حيال المهرجان جاءت من غير المسلمين، وان هناك من بين الذين اقبلوا على مشاهدة العروض من اخبرها بأن بعض الافلام كانت افلاماً »تعليمية«. وحقيقة الأمر ان تثقيف غير المسلمين بطبيعة المجتمعات الاسلامية هو ما أوحى لها بأن تعمل فيلماً يطرح ما يجعل النساء المسلمات يضعن الحجاب على رؤوسهن وبالتالي جعل من فكرة المهرجان تتبلور على نحو تلقائي.

لقد بدأت عليم بوضع المنديل على رأسها منذ كانت في العاشرة من عمرها، وما زالت تضعه لأنه جزء من الدين وليس لأسباب تتعلق بالاحتشام.

وكان الخروج على القوالب وتحطيمها هو الإيقاع السائد على عروض المهرجان وقد لجأ كل من الافلام المتنوعة المعروضة الى وسائله الخاصة من اجل نقل الاسلام عن طريق الصورة المتحركة for Terrorist هي كوميديا سوداوية حول القالب النمطي الذي يظهر عليه المسلمون في الاعمال السينمائية، ويشارك في بطولته الممثل توني شلهوب وهو مقتبس عن مسلسله (مونك) الذي كان من اكثر العروض التلفزيونية الأكثر حظاً بالإعجاب. اما الفيلم الطويل »أطفال النفط«، وهو فيلم من إيران، فيدور حول اطفال ينشأون بلا آباء في مدينة مسجد سليمان المعروفة بكثرة انابيب النفط فيها.

الفيلم الوثائقي »من مواليد امريكا« يعرض مقابلات مع مسلمين مصريين مثقفين على نحو جيد يعيشون في نيوجيرسي - أميركا ما بعد احداث 11 ايلول. حيث تقوم الكاميرا بمتابعتهم في حياتهم اليومية في العمل وفي نشاطاتهم الاجتماعية وكذا في حفلاتهم ومع اصدقائهم.

يقوم الفيلم بكسر الصورة النمطية الغربية السائدة حول المسلمين؛ مثل الاعتقاد بأن معظم المسلمين هم عرب (في الواقع فإن 25% فقط من المسلمين، داخل الولايات المتحدة هم عرب). وان النساء المسلمات لا يضعن الحجاب باختيارهن وأن المسلمين لهم الثقافة نفسها.

الفيلم الكوميدي القصير »تهديد بالموت« لمخرجته زرقا نواز ذات الجنسية الكندية هو فيلم كان قد شارك في مهرجان تورنتو للافلام عام 1998 ويدور حول شابة مسلمة لا تستطيع ان تجد ناشراً لروايتها، فتقدم على اصدار فتوى بالقتل ضد نفسها من اجل لفت الأنظار كمحاولة لنشر تلك الرواية. ولكن ذلك يعطي عكس النتائج المرجوة حين تظهرها وسائل الإعلام بوصفها ضحية للمسلمين وليس بوصفها كاتبة موهوبة. وقد قالت زرقا نواز انها ارادت من خلال الفيلم ان تبين انه: »عندما يقوم المرء باستغلال مجتمعه فإن الأمر سينتهي به الى ان يصبح هو نفسه إنساناً مستغلاً من قبل الآخرين«.

وتقول ان كبار السن من المسلمين المحافظين قاموا بتشبيهها بسلمان رشدي وان معظم الإطراء الذي حاز عليه الفيلم كان من »الشباب الذين يتفهمون اسلوب الهجاء التهكمي«.

في فيلمه »ارضيات مشتركة« يقوم أحمد زهرا بتتبع ثلاث مجموعات متدينة جنوب كاليفورنيا وهي في طريقها الى المكسيك، حيث معاً يقومون ببناء بيت لعائلة فقيرة الحال. وقد اراد زهرا من هذا الفيلم ان يكون مثالاً تحتذيه الجماعات الأخرى: »علينا أن نقوم بأعمال مثمرة« وليس مجرد الجلوس وتبادل الاحاديث في وسط مكبوح وموجه، وإن الفكرة من الفيلم هي ان نبين للعالم اننا نستطيع القيام بذلك. وهو يأمل ان يقبل عرض هذا العمل في مهرجان سان فرانسيسكو للفيلم اليهودي.

استناداً الى آراء المشاهدين الذين اقبلوا على العروض قوبل المهرجان على نحو حسن. النقد بأغلبه جاء من المسلمين المحافظين كبار السن الذين لم تعجبهم اللغة القوية في بعض الافلام وعلى نحو هزلي جاء النقد الحاد من الناس الذين لم يشاهدوا اي عرض.


عن "الهيرالدتربيون"

الدستور الأردنية في  1 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

عرض خلاله 12 فيلماً سينمائياً:

الأمريكيون يشاهدون أول مهرجان للفيلم "المسلم"

الياس محمد سعيد