شعار الموقع (Our Logo)

 

 

تعاني الغالبية العظمى من كبار الفنانين المتقدمين في العمر من البطالة, الأمر الذي جعل بعضهم يطالب بحقوق الاداء العلني للممثل كما توفرها جمعية المؤلفين والملحنين لأعضائها. وعلى رغم قدم المشكلة لم تتحرّك النقابات الفنية لحلها, والغريب ان هذه النقابات تتخلى عن الفنانين المعنيين حال تعرضهم الى الاصابات او المرض الذي قد يلزمهم الفراش. وكان كمال الشناوي فجر أخيراً هذه المشكلة عقب وفاة المخرج كمال الشيخ حينما اتصل بأحد البرامج على شاشة القناة الأولى, وأكد ان الشيخ عانى كثيراً قبل وفاته واثناء مرضه وكان الدواء الموصوف لحالته غير متوافر الا في الخارج.

وتساءل: أين كانت نقابة المهن السينمائية وبقية النقابات الفنية؟ والمؤسف أن المنتجين والمخرجين لا يلتفتون كثيراً الى هؤلاء الكبار على رغم وجود أدوار يصلحون لتجسيدها وقد يلجأون الى الاستعانة بشباب لتجسيد ادوار المتقدمين في العمر بعد تبييض شعرهم...

وهذا الأمر الغريب, الذي لا يحدث الا في منطقتنا العربية, جعل عدداً كبيراً من النجوم ذوي المواهب والخبرات يبتعدون عن الساحة الفنية.

ومن هؤلاء ليلى مراد وسعاد حسني ويوسف فخر الدين قبل رحيلهم, وزبيدة ثروت ولبنى عبدالعزيز ونادية لطفي وهند رستم وماجدة وإيهاب نافع, وكذلك احمد رمزي الذي استعين به في مسلسل "وجه القمر" امام فاتن حمامة وجميل راتب وتأليف ماجدة خير الله واخراج عادل الاعصر.

وكان عدد كبير من النجوم عانوا مشكلات كبيرة بسبب قلة اعمالهم بعدما تقدموا في العمر على رغم تقديمهم العشرات من أدوار البطولة أو الأدوار الثانية في شبابهم ومن هؤلاء عماد حمدي ومحمود المليجي واسماعيل ياسين وتحية كاريوكا وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وعبدالمنعم ابراهيم ومحمد عوض وزهرة العلا ونعيمة الصغير ووداد حمدي وزوزو نبيل ومحمد توفيق وتوفيق الدقن وكمال يس ومحمود السباع وجلال عيسى ومحمد خيري وآخرون.

وعلى رغم اتجاه التلفزيون الى الانتاج الدرامي المكثف خلال الاعوام الاخيرة, فإن الاستعانة بالنجوم الكبار تأتي في نطاق ضيق للغاية. وفي المقابل تنازل عدد من النجوم عن ادوار البطولة وأصبحوا يقبلون ادواراً ثانية وثالثة وأحياناً مشاهد بسيطة لأنهم لا مهن لهم غير التمثيل, الى جانب ان عدداً منهم لم يحتاط لعوامل الزمن. ومن هؤلاء أمينة رزق ومريم فخر الدين وشويكار ونجوى فؤاد وزيزي البدراوي وسعيد صالح ويونس شلبي ومحمد الدفراوي ورجاء حسين وعمر الحريري ومحسنة توفيق التي تقول "كنت في شبابي اختار في شكل صارم فلم أكن أقبل إلا ما يعجبني, أما الآن فإنني أقبل أي عمل يُعرض عليّ اذا لم يكن الدور هزيلاً لأن إصراري وتشبثي بالبقاء والوجود واشتياقي الى الكاميرا والناس الذين احبهم وحرصي على مواصلة العلاقة معهم كلها اعتبارات تحكم اختياراتي الآن لذلك اشارك في اعمال متوسطة القيمة الفنية اذا لم تكن تدينني كممثلة".

وفي مقابل هؤلاء توجد نوعية اخرى من الفنانين الذين يملكون طاقات كبيرة لا تستغل بالشكل الأمثل على رغم اصرارهم على القيام بأدوار البطولة او حد معين من الادوار, الأمر الذي يجعلهم لا يتواجدون الا على فترات متباعدة ومن خلال التلفزيون فقط. ومن هؤلاء فاتن حمامة ومحمود مرسي وكمال الشناوي وعبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس وجميل راتب وعايدة عبدالعزيز وكريمة مختار وهدى سلطان التي تحافظ قدر الامكان على توهجها. وكان سبق هؤلاء فريد شوقي الذي كان يحاول التغلب على هذه الازمة بالانتاج احياناً وبالتأليف احياناً اخرى ليضمن مكانته التي احتلها طويلاً.

وبعيداً من هؤلاء النجوم يوجد عدد من المخرجين والمؤلفين الذين عانوا كثيراً أيضاً, ومنهم كمال الشيخ وحسين كمال وحسين حلمي المهندس وحسن الصيفي وأشرف فهمي وتوفيق صالح وحسام الدين مصطفى وعبدالحي أديب وآخرون.

جريدة الحياة في  27 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

لماذا يخوض الفنانون الكبار معارك شرسة من أجل البقاء

سعيد ياسين