شعار الموقع (Our Logo)

 

 

حبس فيلم «16 ساعة في بغداد» للمخرج والسناريست العراقي طارق هاشم انفاس جمهور جاليري الاورفلي على مدار ساعة متواصلة من الشهادات الشفوية لناس بغداد وسكانها ومعاناتهم حول الحرية والديمقراطية في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين وحضورها او غيابها.. وان كانت الشهادات لنساء ورجال مثقفين صغارا وكبارا، اجمعوا على المعاناة الحقيقية التي يعيشها الناس والضياع الذي تشهده الشوارع بعد الاحتلال وغياب الامن بسبب غياب الشرطة العراقية التي اصبح دورها يقتصر على ارتداء القميص الازرق و«الباجة».

وكان مخرج الفيلم اكد قبيل العرض على ان «كل عراقي يريد ان يعيش كانسان، مثل أي انسان آخر».

وتدور حكاية الفيلم حول عودة شاب الى بغداد بعد 23 عاما من الغياب القسري ليبحث عن اصدقائه والاماكن الاولى التي شهدت طفولته وبواكير حياته، ويعيش في رحلة البحث حيث يجري مقابلات واحاديث عفوية - وان كانت مختارة بعناية فائقة - في الشوارع العراقية وتحديدا شوارع العاصمة بغداد.. ويطوف المخرج - الذي يظهر كمحاور في الفيلم - يلتقي الناس يبثون همومهم للكاميرا.. فيتحدثون عن فقدان الكهرباء واضطرارهم لشراء «محولات كهربائية» رغم ضيق ذات اليد.. فضلا عن مواجهة الجندي الاميركي الذي يطوف شوارع المدينة ببندقيته وخوذته.

ويطرح الفيلم ازاء عنجهية الجندي الاميركي فكرة الانتماء للوطن ومع كل الدموع والمآسي.. والفقدان واللوعة يصر العراقي على القراءة عادة والمتابعة.. ويخصص الفيلم جزءا مهما لهذا الجانب، فنشاهد الارصفة المزدحمة بالكتب والناس يقبلون عليها يقلبونها ويختارون العناوين التي تستهويهم او يبحثون عنها.

وفي تعليق ذكي لأحد المتحدثين يقول: «ابحث عن كتب منعت من قراءتها طوال 35 عاما»، ويتابع «صحيح ان الشعب العراقي يحب القراءة.. ولكننا لم نكن نقرأ ما نريد.. بل كنا نقرأ ما يريد النظام».

واكدت احدى المشاركات في الفيلم «16 ساعة في بغداد» على ان القوات الاميركية هي التي تفتعل الحوادث ليظل وجودها مبررا تعيث في امن البلاد والعباد.

ويصور الفيلم الوثائقي أحد المعارض التشكيلية لمجموعة من الفنانين العراقيين يقام في جاليري «حوار» في بغداد يظهر قدرة الفنان على مواكبة الاحداث والتفاعل معها رغم ما يعاني من احباط.

ويصور الفيلم حياة الناس العامة حيث اخذت «البطالة» منهم كل مأخذ، فلا يوجد عمل ولا يوجد امل في فرص عمل جديدة.

وينهي هاشم لقطات فيلمه الذي يمتد على مدار ساعة من «الالم» وحضره جمهور كبير من العراقيين المقيمين في عمان والمهتمين.

بجملة تقول : «لم أر القمر من قبل في بغداد كهذا.. فهل تعود بغداد الى ما كانت».

واكد هاشم ان عودته الى بغداد بعد غيابه القسري عن بغداد بعد 23 عاما جاء للبحث عن المكان الاول والاصدقاء مؤكدا لـ «الرأي» ان كل اهل بغداد اهله وكل العراقيين اهله، وان اسرته الصغيرة لم تعد موجودة باستثناء شقيقته التي تعيش برفقته في كوبنهاجن/الدنمارك، مشيرا الى ان والده قتل على يدي النظام السابق، وان والدته توفيت بعد ذلك بقليل بسبب كثرة معاناتها واستجوابها من قبل السلطات العراقية السابقة.

وقال : ان سفري العام 1981 الى الدنمارك كان بسبب الوضع الذي لا يطاق.. فذهبت لأحقق نفسي في مكان آخر.

وبيّن هاشم الذي درس الاخراج السينمائي في صوفيا/بلغاريا انه قدم سلسلة افلام سينمائية ووثائقية للتلفزيون عن الفنانين العراقيين الذين يعيشون في الخارج وكذلك مجموعة افلام عن الفنانين الاجانب.

واشار الى انه قام بتسجيل الشهادات نهاية العام 2003 في بغداد وتم مونتاجه في عمان حيث عرض اول امس للمرة الاولى.

الرأي الأردنية في  27 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

"16 ساعة في بغداد"

فيلم يرصد معاناة العراقيين قبل الإحتلال وبعده

سميرة عوض