بقانون البيع والشراء لا بأس.. بعد أن تحولت الدنيا إلي سوبر ماركت كبير كل شيء فيها قابل للمساومة .. والتداول.. البقاء فيها للأغني.. !! وهل ثقافة أمة.. وتاريخها المسجل علي شرائط سينمائية.. قابل للبيع بشكل نهائي!!.. وماذا لو ان صاحب نيجاتيف الفيلم.. استطاع بتدخل التكنولوجيا الحديثة أن يغير محتواه.. ويضيف ويشطب كما يحب.. أسئلة عديدة تغلي في عقول ونفوس وقلوب أهل السينما المصرية.. بعد الأخبار التي نشرت مؤخرا حول شراء رجل أعمال عربي لأكثر من 1000 فيلم تمثل ربع الانتاج الاجمالي للسينما المصرية منذ انطلقت عام 1927. وإذا عرفنا ان هناك حوالي 1000 فيلم أخري أصبحت مملوكة.. لقناة فضائية.. فماذا تبقي تحت أيدينا.. في ظل حالة الاهمال البالغة التي تتعرض لها الأفلام النادرة والتي سبق "للجمهورية" أن حذرت منها.. وطالبت بأسلوب تخزين حديث وعملية تبويب تليق بسينما رائدة في المنطقة كلها.. والذين لا يرون في بيع الأفلام.. عيباً وجريمة علي أساس أن العالم قد تحول إلي قرية صغيرة سماواته مفتوحة.. وعقوله أيضا ينبغي أن تكون مفتوحة.. لا فرق فيها بين عربي ولا أعجمي.. إلا بالتكنولوجيا.. بصرف النظر عن القيم والتقاليد والمحافظة علي الهوية.. · هؤلاء أريد أن أسألهم: هل يمكن لهوليوود أن تبيع أصول أفلامها؟!.. وهي السينما الأولي في العالم؟.. هل تفعلها فرنسا؟.. هل تفكر فيها إيطاليا؟. · أترك هذه الأسئلة معلقة.. لذوي العقول والنفوس الوطنية الغيورة؟.. واربط فقط بين هذه الهجمة الشرسة.. لامتلاك القنوات الغنائية "الهشك بشك".. وامتلاك الأفلام.. والسيطرة علي شبابنا من باب الأغاني الحديثة والتقاليع وبرامج التفاهة والانفلات علي الهواء مباشرة عبر رسائل الغرام والدلع.. علي الشاشة عياناً بياناً ومع ذلك نرحب بالانفتاح علي الدنيا.. ولا نخشي أحداً.. وثقافتنا قادرة علي المواجهة.. الند للند.. ولا داعي لأن نمسك بأيدينا وأسناننا في نفايات وبقايا الخواجات.. ونترك الإيجابيات انظروا إلي ما يحققه فيلم "آلام المسيح" عبر عواصم العالم كله.. الجدل الذي أثاره.. الأرباح التي حققها والتي قفزت إلي المرتبة الأولي فوق "تيتانيك". أليس نجاح هذا الفيلم الجاد المشحون بالمشاعر أكبر قلم علي قفا أرباب المراهقة وكلام الليل واللحم الرخيص.. الذين يضحكون علي أنفسهم وعلي الناس.. لا نجحوا مع الجمهور.. ولا نالوا احترام النقاد.. ومع ذلك يصرون علي المضي في طريقهم تحت شعار الحرية والتنوير والبدنجان.. مع العقاد وفي حديث هام تناقلته مواقع الانترنت حذر المخرج العربي العالمي مصطفي العقاد الذي يعيش في أمريكا.. من سيطرة اليهود علي الإعلام والفن في العالم.. وطالب العرب بالتواجد حتي داخل أمريكا لأنها مجتمع قوميات بلا تاريخ. وقال: من الضروري أن يستثمر العرب أحداث 11 سبتمبر لصالحهم ليس للانقسام ولكن للتماسك والمقاومة كما فعل اليهود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد الاضطهاد الذي وقع عليهم. وأوضح العقاد انه اقترب من جمع التمويل اللازم لفيلم صلاح الدين الأيوبي وهو مشروعه الذي يعد له من سنوات وأصر أن يكون برأس مال عربي 100%.. حتي لا يتحول البطل العربي إلي كاوبوي رغم أن الفيلم موجه في المقام الأول إلي الغرب ولهذا اختار لدور البطولة جيمس بوند الأسبق "شين كونري" خاصة ان الفيلم مطلوب جدا لتوضيح أخلاقيات الإسلام الصحيحة بطريقة تجذب المتفرج العادي ولا تتعالي عليه.. وفي حديثه انتقد العقاد يوسف شاهين في فيلم "المصير" فقد اهتم جدا بحرق الكتب ولخص بذلك حضارة الأندلس.. واعترف العقاد بأنه لجأ إلي اخراج سلسلة أفلام تجارية لكي يعيش وطالب مجدداً بعرض فيلم "الرسالة" في مصر أسوة بما حدث في السعودية والأردن والعديد من البلدان العربية. قال العقاد: إن الفنان العربي مشوش ولا يمثل علي طبيعته فهو يشغل نفسه بالاضاءة وعدم الخروج من الكادر.. لأن العناصر الخبيرة الموجودة تقدم واجبها تماما.. بما يفرغ ذهن الممثل لعمله فقط.. ويذكر أن العقاد قدم أيضا فيلم "عمر المختار" بطولة "انتوني كوين". الجمهورية المصرية في 26 مارس 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
جريمة قتل للسينما المصرية.. والفاعل معلوم العقاد: صلاح الدين الأيوبي.. لن يتحول إلى "كاوبوي" سمير الجمل |
|