«ما تبقى» اسم لفيلم لابد أن يبقى في الذاكرة باعتباره واحدا من الأفلام الفائزة في مسابقة «أفلام من الامارات» في دورتها الثالثة والتي اقيمت مؤخرا بالمجمع الثقافي بأبوظبي. الفيلم من اخراج صالح كرامة الذي عرف في الساحة الاماراتية كمخرج ومؤلف مسرحي وقاص صدر له عن اتحاد الكتاب «سهرة مع الأرق». انه مبدع يرى في التعددية اغناء لعمله الابداعي، فالابداع لا ينفصل أبدا. وعن هذا الابداع المتكامل كان لنا الحوار التالي: الهم الابداعي المتوقد
ـ نتيجة للغموض الذي يحيط الفيلم وللغة العالية توقعت ألا تصل فكرة الفيلم الفلسفية، ولكن الآن أشهد للجنة التحكيم وعلى رأسهم رئيس اللجنة المخرج محمد ملص بالذوق العالي لتقديرهم قيمة هذا النمط في السينما، والتي تعتمد على المحاكاة البصرية والشفهية، وعلى الخلجات النفسية العالية، فقد استوحيت موضوع الفيلم من مادة ارتجالية ناتجة عن قصة قصيرة تناولها بشاعرية متميزة «كورناك كلارك» وتطورت الفكرة لتخدمة الفيلم البصري الذي صورته في لندن.
ـ بداية دراستي للسينما لم تكن مصادفة فأنا أؤمن بأن كل الاعمال الأدبية والبصرية كالرسم والموسيقى عالم واحد ولا يمكننا أن نفصل الأدب عن السينما كله متداخل، لكن لكل عمل ابداعي تقنيته الخاصة وأدواته المختلفة، لا أحد يختلف معي بأن المسرح أبو الفنون جميعها وعندما عشت في المسرح اكتشفت الممثل، وكيفية تحريكه وتحريك الاضاءة، وعالم السينما لا يختلف كثيرا عن عالم المسرح باستثناء استخدام الكاميرا ويبقى العامل المطلق كيف تحرك الممثل في السينما والمسرح. ففي المسرح يحتاج الممثل الى نبرة صوت عالية ومدروسة يستخدمها الممثل بعيدا عن التشنج، أما عن الدراسة في لندن فقد لاحظت هناك اهتمامهم بالعمل الجماعي في حين ننزع هنا نحو الفردية ففريق العمل يتحرك بشكل جماعي ويتم جدولة العمل قبل الانطلاق بالتوقيت وبرسم جدول زمني كمايتم دراسة المسائل بشكل صحيح لتأتي فيما بعد التقنية ولهذا أقول الذي يتمكن من أدواته التقنية ينتصر على كل العقبات ويبقى السؤال الأساسي لماذا نصنع السينما؟ حسب اعتقادي الهم السينمائي متوقد في الشخص ويحتاج الى طقوس خاصة واخلاص كبير من اجل اخراجه، ولذلك لا يمكنني ان يكون الدخول في هذا الفن من العبث انما بعد الرقي بالاحساس والتمكن في الأدوات البصرية.
ـ أول شيء اكتسبته معرفة الزاوية أو الموقع الذي يجب ان يتحرك من خلالها الممثل بعد ان كنت متمرسا في تقنيات تحريك الممثل على المسرح وإن اختلطت التجربة في مشاهد سينمائية خاصة من خلل التجربة البصرية. بدايات لم تكتمل
ـ سأستمر بها جميعها عندما أرتاح من السينما اذهب الى المسرح والعكس. والآن لدي مشروع سينمائي عن طقوس الصحراء فهذا الفيلم التراثي يوضح فكرة العالم غير المكتشف سيناريو الفيلم مكتمل والفكرة متخمرة وتبقى مسألة انتاج الفيلم.
ـ بداية أشكر مسعود أمر الله الذي يساهم كثيرا في استمرارية هذه المسابقة فمن خلالها تقدم أفلام راقية ومتطورة. انها بادرة جيدة في أول طريق الانتاج السينمائى، وعلينا ألا نستعجل النتائج فالمسألة تحتاج الى دعم كبير من أجل تطوير هذه الرؤية، لكن على الشباب أن يسعوا في سبيل تطوير قراءاتهم فالقراءات تبلور الرؤية السينمائية والابداعية بشكل عام.
ـ تدور أحداث الفيلم عن العالم الداخلي للانسان الذي يبحث في قالب فلسفي، وتكرس الاحداث عن اللحظة الفلسفية بين الحياة والموت هل يعيش هذا الانسان أم لا من خلال شخص يبحث عن الأهل ويمثل حلقة أولى، أما الحلقة الثانية فتتجسد في ثلاث فتيات يبحثن عن الحلم فيلتقي الحلم والأمل في حلقتين يدوران مع بعضهما ولا يلتقيان، وقام بهذه الأدوار مجموعة من الممثلين البريطانيين المحترفين وقدم الفيلم باللغة الانجليزية لمدة 40 دقيقة ويعد بهذا من أطول الأفلام الوثائقية في الامارات.
ـ مسرحية «المهاجر» نتاج تعاون مشترك بين مسرح العين الشعبي ومسرح الاتحاد والمسرحية من اخراج د. حبيب غلوم الذي كان قد تبنى ورشة مسرحية تابعة لوزارة الاعلام والثقافة ومن بعدها احتضن الشباب المشاركين وصهر تجربتهم في هذه المسرحية المأخوذة عن نص لـ «جورج شحاتة» فمن خلال هذا العمل اضفت الكثير الى تجاربي من واقع تجربة الدكتور حبيب غلوم المتمرس بتحريك الممثل بحرفية عالية. واستفدت ايضا من روح التعاون التي بادر بها مشكورا سلطان النيادي في مسرح العين.
ـ هناك مسرحية للاطفال بعنوان «هيا نلعب» اخاطب بها الطفل بواسطة ممثلين تتراوح اعمارهم ما بين 15 الى 17 سنة وفيها نعتمد على مسرح «ليلي للطفل» اذ يمكن ان نقدم العمل على خشبة المسرح، في غرفة التدريس وذلك بواسطة الاضاءة المتحركة التي تمنح العمل هذه الليونة وسوف نبدأ بالبروفات قريباً جداً. البيان الإماراتية في 23 مارس 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
فيلمه "ما تبقى" حصد جائزة أفضل عمل صالح كرامة: أوازن بين الإخراج المسرحي والسينمائي |
|