كتبوا في السينما

الشيخ إمام عيسي المغني المصري الذي قدم الكثير من أغاني الهجاء السياسي والاحتجاج منذ ستينيات القرن الماضي، يعود للحياة «وهل فارقها» بعد مرور أكثر من ثمانية أعوام علي رحيله.

يعود هذه المرة ليشارك المغني الأسباني لويس باستور بطولة الفيلم التسجيلي «خارج الإطار»، الذي كتبه ويخرجه المخرج (المصري ـ الأسباني) باسل رمسيس. يتناول الفيلم التاريخ السياسي والاجتماعي لكل من مصر وأسبانيا، بدءا من عام 1968 إلي الآن، ففي هذا العام 1968 أصبح الشيخ إمام وما يقدمه من أغاني لسان حال لـ«مصر» من مثقفين وفلاحين وعمال وطلبة بعد الضربة الموجعة التي عرفت بهزيمة يونيه. وهو نفس العام الذي شهد ظهور لويس باستور في أسبانيا ضمن حركة القسس ـ العمال كحركة معارضة لنظام فرانكو الفاشي بـ«أسبانيا» وقدم أول أعماله «الإضراب» قصيدة الشاعر التشيلي الشهير بابلو نيرودا في نفس العام، وتوالت بعدها أعماله التي كان آخرها بعنوان «لا للحرب» التي تحولت لشعار يرفعه المتظاهرون الأسبان ضد الحرب علي العراق والمشاركة الأسبانية فيها.

يصور الفيلم ما بين الغورية بـ«مصر» (الحي الشعبي الذي شهد إمام وأغانيه حتي رحيله) وأحد الأحياء العمالية بـ«مدريد» العاصمة الأسبانية (الحي الذي يعيش فيها لويس باستور إلي الآن).

قدم باسل رمسيس خلال مشواره مع الإخراج (الذي بدأه منذ التحاقه بمعهد سينما ـ آرتس بأسبانيا) خمسة أفلام أولها فيلمان 16 مللي من إنتاج المعهد، وهما: «ألماني» طوله 4 دقائق يحكي عن شخص يدعي ألماني، والآخر: «الحقيبة» طوله 12 دقيقة، بعدهما قدم فيلما تسجيليا طويلا بعنوان «الجانب الآخر للاقتراب من لابابيس»، عن حي المهاجرين في مدريد. هذا الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا داخل أسبانيا وخارجها. مما دفع قناة أودسيا الأوروبية أن تسند لـ«باسل» إخراج فيلمين تسجيليين مدة الواحد منهما 55 دقيقة، الأول: بعنوان «الجمال بالمشرط» عن عمليات التجميل المنتشرة بكثرة الآن، والثاني: «حياة كلاب» عن الكلاب المتخصصة ككلاب المكفوفين أو التمثيل.

واجه فيلمه «خارج الإطار» بعض الصعوبات منها أن البيت الذي عاش فيه الشيخ إمام لم يعد موجودا، إلا أنه صمم علي تصوير المنطقة التي يعتبرها جزءا مهما في ثراء الشيخ إمام واستمرارية حضوره.

سلاما إلي الشيخ إمام عيسي الذي يحيا «داخل إطار» قلوبنا.

جريدة القاهرة في 23 مارس 2004