شعار الموقع (Our Logo)

 

 

راسم منصور ممثل ومخرج مسرحي وسينمائي، اخرج للمسرح أكثر من ثماني مسرحيات منها (ماكبث، الطبيب الطيب، حمام بارد، مس جوليا) وقدم للسينما “الزمن الآخر” و”وردة سوداء”، اخرج بعد سقوط النظام أول فيلم عراقي بعنوان “فيض” الذي عرض مؤخراً بولاية نيويورك الأمريكية، ينشغل منصور الآن بإخراج فيلم “النخيل”، التقيناه في بغداد وكان هذا الحوار:

  • هل استطعت ان توفق بين الفن وما يدور في العراق الآن؟

- الفن شيء وما يحدث في العراق شىء آخر.. لأني افهم الفن والابداع على انه صناعة الحياة وتنظيمها وهو نقض الخراب والدمار والقتل الذي يحدث يومياً، فالواقع الذي نعيشه هو واقع سريالي مشوه اختلطت فيه الوان الرسام بالدماء، ورائحة الدخان وكلمات الشعراء بلغط المذياع والقنوات الفضائية. ورؤى المخرجين بمشاهد الدمار اليومي لهذا تجدني ألوذ بالصمت في هذا الوقت الذي تعالى فيه هدير الدبابات واصوات الانفجارات المتكررة وصيحات جنود الاحتلال التي لا أفهم منها الا شيئاً واحداً هو البقاء للأقوى.

  • ما هي المسافة بينك وبين بغداد؟

- ما شيده المبدعون في بلدي طوال قرون عديدة وحقب زمنية متعاقبة قوض في ايام، فالمدن لم تعد كما كانت و”بغداد” تغيرت ملامحها كثيراً.. بغداد التي عشقناها جداً والتي تحيلنا الى مواقع طفولتنا وصبانا ونزحنا اليها أصبحت “مقرفة” فكيف لك ان تعشق مدينة مدنسة لهذا تخلى عنها الكثيرون.. أولهم من يطبلون لأنفسهم كثيراً كعراقيين وسياسيين عباقرة وأخرهم عمال النظافة الذين تركوها لتتحول إلى كومة من القمامة.. اما الفنان فهو دائماً يعيش على هامش الذكرى وهامش الطموح بل على هامش الحياة في مجتمع لا يعطيه قدره الحقيقي، لهذا هذا ايضاً تخلى عنها ولو انني الآن قدمت عرضاً مسرحياً او فيلماً سينمائياً بكل تأكيد سيكون هذا العمل مشوهاً.. لأنني انا نفسي يملؤني التشوه سواء في هذا الشكل أو النظر أو التفكير.

  • كيف تنظر إلى المجتمع العراقي في ظل هذه الفوضى؟

- ما اقول ليس بؤساً أو انهزاما.. ربما هو حالة انكسار، فما حدث ليس بالشيء اليسير انه مهول ومروع، فيه من المآسي ما يكفي نصف الكرة الأرضية بسكانها لذا تجد الانكسار هو الحالة السائدة جداً في المجتمع الذي عانى كثيراً نتيجة تهور البعض، وهنا لا اعني فترة محددة بل جميع الفترات التي مرت على المجتمع.. تخيل انك عندما تكون غير قادر على الخداع هنا لا تستطيع ان تواصل حياتك، هل هناك كارثة أكبر من ذلك؟ أصبحنا نبدع بالخديعة والرياء والكذب، لهذا تجدني لا احتمل الآخرين. حتى الفن لم يعد بعيداً عن خداع هؤلاء وكذبهم كونهم عانوا الكثير، واحياناً أخرى اتمزق الماً عندما أرى انهم أكثر شراً من الآخرين... باختصار اصبح الشر يشغل جميع الناس في هذا الوقت.

  • هل هناك دور للمثقف العراقي في رسم حياة عراقية جديدة؟

- علينا جميعاً كمشاركين في العملية الثقافية والابداعية ان نلتزم الحياد. فالمثقف الآن كمن يعزف جيتاراً وسط ساحة معركة! قطعاً لا يسمع عزفه، علينا جميعاً ان نؤجل ذلك الى المستقبل وان كنت اتوقع انه سيكون اكثر جوراً على المثقفين المبدعين.

ويضيف: اكثر ما يحزنني الآن هو اني لم اعد اثق بالمسرح ولا بالسينما، وذلك له اسبابه أولها، انهما في طيات الفعل والشعور عند الانسان.. هل يمكن لنا ان نقدم مسرحاً او أي نشاط ابداعي آخر وسط القتل، الدمار، الخراب، العشائرية، التزمت، الركض وراء السلطة.. الحقيقة الوحيدة في بلدي التي لا يستطيع احد انكارها هي حقيقة (الموت)، لهذا اؤمن به ايماناً كاملاً الآن، وسأعمل جاهداً كي اقلل منه .. يومياً اسمع اخبار الموت. هذا ما يحدث اليوم في بلدي، لذلك تجدني مشغولاً بمحاولة افتراضية لإيقاف القتل، لهذا بدأت من خلال مشروعي السينمائي القادم ان افترض اننا لم نقتل من قبل الآخر!! ولم يقتل بعضنا بعضاً.. ما الذي سيكون، ذلك هو افتراضي القادم وان فشل، فبعدها سأحاول مرة اخرى، المهم أنني احاول افتراض شيء واقعي عند المتلقي، هذا هو عملي الآن.

الخليج الإماراتية في  23 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

يستعد لإخراج فيلم "النخيل"

راسم منصور: لم أعد أثق

في المسرح أو السينما

علي حبش