شعار الموقع (Our Logo)

 

 

"إيلاف"من الرباط : تجري في عروق الممثل المصري العالمي عمر الشريف ، دماء إسبانية ورثها عن والدته التي ظلت تعيش في العاصمة مدريد حتى وفاتها منذ ثمان سنوات ،ومع حليبها رضع اللغة القشتالية التي يتحدثها بطلاقة إلى الآن ، لم تؤثر على لكنته ولسانه اللغات الأخرى التي يجيد النطق بها أو الفترات التي قضاها متنقلا بين البلدان معاشرا أقواما من جنسيات أخرى.

وما يزال فتى الشاشة الذي خفقت له قلوب العذارى طوال عقود، وأوقع أكثر من غادة في شباك غرامياته، يتردد على وطن والدته، وصادفته الأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في العاصمة "مدريد"في مطار "باراخاس" في طريقه إلى جزر الكناري، حيث نظم المهرجان الدولي الخامس للسينما الذي كرمه ومنحه جائزة، لقاء مجمل أعماله الفنية.

لا يتحدث ،عمر الشريف، كثيرا في السياسة ويتجنب اتخاذ المواقف المحرجة ولا تسأله الصحافة في الغالب إلا عن هواياته ومغامراته، لكن هول ما وقع في مدريد ، فرض عليه أن يخرج عن عادته ويدلي برأيه لمندوب وكالة "إيفي" الإسبانية حول مرتكبي تلك الفظاعات الذين شبههم بالحيوانات التي تستوي عندها الحياة والقتل.

ويعتقد، الشريف، أن ألفقر الذي يعانيه العديد من الناس هو أحد أسباب العنف ، لذلك ، فلا بد من تقديم يد المساعدة إليهم. وفي نفس الوقت يحذر من الخلط الذي يمارسه البعض بين الإرهاب الذي تمارسه جماعات متطرفة وبين الثقافة العربية الإسلامية، مؤمنا باستحالة فرض الديموقراطية على الإسلام والمسلمين ، فالقرآن الكريم ينظم العلاقة بين الإنسان وخالقه، ويشير إلى نمط من الحياة يجب أن يعيش وفقه المؤمنون في الدنيا.

ويضيف إن ما يجب القيام به حيال العرب هو تعليمهم القراءة والكتابة والتفكير حتى يمكن أن تتغير الأشياء، وهذا ما لا يمكن أن يتم قبل مضي  نصف قرن على الأقل.

ويدعو بطل دكتور "زيفاغو" إلى تغيير الفلسفة السائدة في العالم ، تلك التي تجعل العرب أنفسهم يقتلون بعضهم بعضاً  مثلما يحدث الآن في العراق حيث الضحايا العراقيون أكثر من الأميريكيين.

وفي هذا الصدد ، يعول عمر الشريف  على مجموعة من الأسلحة يعتبرها أكثر فعالية، في مقدمتها التلفزيون ، لأن السينما في رأيه باتت ضعيفة التاثيرعلى الناس ، لكنه يلاحظ في ذات الوقت أن التلفزيون يهتم بالمشاهد العنيفة التي أصبحت  لا تخلو منها حتى الرسوم المتحركة، بينما تستطيع هاته الوسيلة(التلفزيون) أن تربي الناس دون أن تدخل عليهم الحزن.

ويؤمن، عمر الشريف ،أن كثرة الجوائز تدل على أنه أصبح متقدما في السن (71 سنة)، ولكنه مع ذلك يعتز بالجائزة (سيزار) التي منحت له أخيرا في فرنسا لقاء الدور الذي مثله في فيلم"السيد إبراهيم وأزهار القرآن" فالدور كان إنسانيا، يدعو إلى التسامح من خلال قصة مسلم يتبنى صبيا يهوديا يتعهده بالتربية. ويخلونفس الفيلم من المشاهد المثيرة.

موقع "إيلاف" في  20 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

الأحداث الإرهابية صادفته في مطار مدريد:

عمر الشريف يلوم الغرب ويطالبة بتعليم العرب القراءة والكتابة

محمد بوخزار