ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
أنا اللي قتلت الحنش

1984

Ana Ely Katlt El-Hanash

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 19 يناير 1994
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

عادل إمام + سعيد صالح + يوسف شعبان + معالي زايد + صفية العمري

إخراج: أحمد السبعاوي ـ تصوير: إبراهيم صالح ـ تأليف: عبد الحي أديب ـ  موسيقى: عمر خيرت ـ مونتاج: فكري رستم ـ إنتاج: الشركة المصرية اللبنانية للتجارة والسينما

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

أنا اللي قتلت الحنش

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

فيلم (أنا اللي قتلت الحنش - 1984)، هو واحد من الأفلام الكثيرة التي قام ببطولتها النجم الجماهيري الكبير عادل إمام، هذا الفنان الذي شكل لوحده ظاهرة متفردة في السينما المصرية، إذ يحقق كل فيلم يشارك في بطولته النجاح الجماهيري، حتى ولو كان الفيلم ذا مستوى متدن.

قام بالتمثيل في الفيلم إضافة إلى عادل إمام، يوسف شعبان، صفية العمري، سعيد صالح، معالي زايد، أحمد راتب، وحشد كبير من الممثلين. كتب السيناريو عبدالحي أديب، وأخرجه أحمد السبعاوي.

عادل إمام في هذا الفيلم، كما في أغلب أفلامه، بطل متعدد الجوانب، فهو هنا بطل عاطفي عاشق للنساء إلى حد الجنون، وهو بطل اجتماعي يعبر عن أحلام أفراد قريته البسطاء، ويرسم لهم طريقهم للنجاة، ويقود خطاهم ويوجه مصيرهم، لدرجة أن أجهزة الأمن نفسها تصبح عاجزة عن تحقيق ما يستطيع تحقيقه هو بمفرده. وهو أيضاً بطل عسكري، له جولاته وصولاته في حرب أكتوبر، التي يشهد له بها قوادها، هذا إضافة إلى أنه بطل في الجري والقفز والملاكمة والصيد واللعب بالنار، قاهر خصومه سواء كانوا منفردين أو مجتمعين، سواء كانوا يحاربون بالعصي أو بالمدافع الرشاشة.

تدور أحداث الفيلم في إحدى قرى الصعيد المصري الساحلية، والتي يعاني فيها الصيادون من سطوة وسيطرة ونفوذ المعلم الحنش (يوسف شعبان)، الذي يملك أسطولا ضخماً للصيد يستغل به الصيادين ويبطش بكل من يقف في طريقه.

يشعر حسنين (عادل إمام)، الشاب العائد من الجيش بعد اشتراكه في حرب أكتوبر، والذي يعمل حالياً كميكانيكي لإصلاح الموتورات، بآلام أهل قريته الصيادين، فيتصدى للحنش ويطلب من الجميع أن يقفوا في وجهه. ولكن محاولاته تبوء بالفشل، رغم مساعدة عزيزة (صفية العمري) التي تحبه، خصوصاً عندما يتهم حسنين بمحاولة قتل الحنش عندما يصاب الأخير بطلق ناري. وبالرغم من شهادة عزيزة بأن حسنين كان يرافقها في نفس ليلة الحادث، إلا أنه يساق إلى السجن ويقضي به عدة سنوات. كما تثور القرية ضد عزيزة بإيعاز من الحنش، فتضطر للهجرة إلى اليونان.

عندما يخرج حسنين من السجن، يعمل في مركب عمه ويتفق مع ابنة عمه شريفة (معالي زايد) على الزواج، ويحاول أن يكسب رزقه من الصيد بقارب صغير، إلا أن الحنش يضيق عليه الخناق ويحرق له القارب، كما يحاول الحنش أن يستميل الصيادين إلى صفه. هنا يسافر حسنين إلى اليونان، ليفاجأ بوجود عزيزة هناك، عزيزة التي سبق أن شهدت معه عندما اتهم بقتل الحنش، والتي تعمل في اليونان كراقصة في الكباريهات. فيتزوجها عندما يعلم بوجود ابنة له منها، وتساعده عزيزة بعلاقاتها على أن يبدأ حياة جديدة في اليونان. بينما يطارد الحنش شريفة زوجة حسنين ويغريها بطلب الطلاق حتى يتزوجها هو. وتزداد في نفس الوقت شروره ويتعاظم نفوذه، خاصة بعد أن توسع في مشروعاته الاستثمارية واستورد سفناً ضخمة للصيد بمساعدة الخواجة أبو داود.

من جهة أخرى، يعود حسنين إلى قريته بعد أن استطاع شراء موتورات لمراكب الصيد، تساعده في التصدي للحنش والوقوف أمام جبروته وسلطته. فيقف الصيادون مع حسنين في وجه الحنش، الذي استغنى عن خدماتهم، إلا أن الحنش يستعين بالخواجة في الخلاص منهم ومن حسنين، فتدور معركة بين الحنش والصيادين ويقودهم حسنين، الذي ينجح في قتل الحنش ويخلص مجتمع الصيادين من شروره.

عادل إمام في الفيلم هو المنتصر في المعارك والمواقف المتعددة، إنه يمثل العدل الاجتماعي والوفاء لأبناء قريته، حيث أن الفيلم يطرح الموضوع السياسي، متناولاً الانفتاح ابتداء من التطبيع مروراً بالطغمة المستفيدة منه وصولاً إلى قضايا الشعب المعيشية، ومستفيداً من شخصية البطل عادل إمام (المحبوبة) الذي يدعمه سعيد صالح والذي يتمتع بشخصية جماهيرية أيضاً، في التخفيف من جفاف الطرح السياسي.

من الواضح أن أحداث الفيلم ليست جديدة، وإن قصته تكاد تكون مكررة في بعض تفاصيلها، هذا بالرغم من تسارع الأحداث وتشابكها، لتصل إلى درجة من التعقيد تقارب اللامعقول أو اللاواقعي. فمن خلال ذلك الصراع الدائر بين الحنش من جهة وبين الصيادين وحسنين من جهة أخرى، ينفتح الموضوع على علاقات الحنش بإسرائيل (أبو داود)، حيث نفهم أن الأحداث تدور في مرحلة ما بعد (كامب ديفيد) ويستعيد ذكريات العبور في حرب أكتوبر، وينفتح أيضاً على مجموعة من الخيانات والتنازلات التي أملتها الميول والمصالح في إطار هذا الصراع، خصوصاً تلك التي يدبرها الحنش لتفكيك الجبهة الشعبية ضده وعرقلة توحيدها في قوة تستطيع حسم الصراع لمصلحتها.

حسنين هنا هو البؤرة التي تنعقد فيها هذه الصراعات والخيانات وذلك من خلال محاولته مقاومة الحنش والانتصار عليه. إنه يعكس المقاومة الشعبية لهذا الانفتاح الاستسلامي.

ولا ينسى صانعوا الفيلم المسألة السياحية، والتي أصبحت تقليداً في الكثير من الأفلام المصرية، حيث يذهب بنا الفيلم إلى أثينا، دون مبررات كافية ومقنعة سوى الترفيه والنزهة، لجذب المزيد من المتفرجين الذين ينشدون التسلية والمتعة، وكأنه يتوسل هذا الأمر أيضاً للتخفيف من جفاف الطرح السياسي.

وأخيراً، لا يفوتنا أن نشير بأن المآخذ على الفيلم كثيرة، وهي بالطبع مآخذ ندرك تماماً ضرورتها لجمهور يقصد دور العرض للتسلية والترفيه، وهو بالتالي نموذج جيد للسينما التجارية.. سينما التخدير.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004