ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
لا تسألني من أنا

1984

Do not ask me who I am

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 15 يونيو 1995
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

شادية + يسرا + فاروق الفيشاوي + مديحة يسري + هشام سليم + إلهام شاهين 

إخراج: أشرف فهمي ـ تصوير: عبد المنعم بهنسي ـ  سيناريو وحوار: أحمد صالح ـ قصة: إحسان عبد القدوس ـ موسيقى: عمار الشريعي ـ مونتاج: عادل منير ـ إنتاج: أفلام أشرف فهمي

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

لا تسألني من أنا

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

فيلم (لا تسألني من أنا - 1984) من إنتاج وإخراج أشرف فهمي، ومن تمثيل شادية، يسرا، فاروق الفيشاوي، مديحة يسري، هالة صدقي، إلهام شاهين، وحشد كبير من الممثلين.

وهذا هو الفيلم السابع في قائمة إنتاج أشرف فهمي، بعد أن نجحت معظم أفلامه التي أخرجها من إنتاجه نجاحاً تجارياً بالطبع، منذ تجربته الأولى في فيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) عام 1979.

ومن المعروف لدى الكثيرين أن المخرج أشرف فهمي يعد من بين أبرز المخرجين المصريين الذين قدموا السينما التجارية، بل أنه لم يحاول قط الخروج عن نمط السينما التقليدية السائدة. وظل يعمل ضم إطارها. ربما كان يوجد هناك بصيص من طموح لدى أشرف فهمي لتحقيق أفلام مغايرة وجادة في بداية مشواره السينمائي، إلا أنه عندما اصطدم بأسوار تلك السينما السائدة، خضع لها ولم يجرؤ على تجاوزها والخروج منها.

فها هو أشرف فهمي في فيلمه هذا (لا تسألني من أنا) لا يحيد عن أسلوبه التجاري المعهود، بل لقد جاء هذا الفيلم كنموذج صارخ لما قدمه للسينما المصرية. كتب سيناريو الفيلم وحواره أحمد صالح عن قصة للأديب إحسان عبدالقدوس.

يحكي الفيلم عن الأم "عيشه" (شادية)، التي اضطرتها ظروف الحياة والحاجة المادية إلى بيع فلذة كبدها "زينب" (يسرا) لشريفة هانم (مديحة يسري) وزوجها صاحب الأطيان والثروة مقابل مبلغ من المال ومساعدات شهرية تمكنها من تربية بقية أطفالها وإدخالهم إلى المدارس، ومن ثم تكملة تعليمهم العالي، في الوقت الذي تحيا فيه زينب حياة مترفة وترتدي أفخر الملابس وتتعلم أحسن تعليم، وتتزوج شاباً غنياً، وهو أقصى ما تطمح إليه الأم المسكينة التي تعمل خادمة في بيت الهانم لتربي ابنتها وتبقى إلى جانبيها.

وتنتقل الأم بين بيتها المتواضع في الحي الشعبي، وبين فيلا سيدتها في الحي الراقي. لتبدأ بعدها رحلة العذاب والصمت، فزينب التي تربت في بيت العز وقعت في غرام "مدحت" (فاروق الفيشاوي)، سليل عائلة الحس والنسب، التي فقدت ثروتها في سوق البورصة منذ زمن، والباحث عن فتاة غنية يتزوجها ليستولي على أموالها حتى لا تصبح فقيرة، وزيجة كهذه فرصة لا يمكن أن تفوتها العائلة التي زوجت أحد أبنائها من فتاة قبيحة الشكل ولكن والدها غني.

وأمام "مدحت" وعائلته تدعي شريفة هانم الفقر والإفلاس فتنصرف العائلة عن فكرة الزواج من ابنتها، ويتزوج مدحت من (هالة صدقي) الغنية، لتصاب زينب بصدمة عاطفية وتحاول الانتحار، لولا صديقتها (سوسن بدر) التي تفشل محاولتها هذه.

وتتوالى الأحداث بعد وفاة شريفة هانم وظهور ورثتها الذين يثبتون لزينب أن شريفة ليست أمها الحقيقية، لأنها ببساطة لا يمكنها الإنجاب لإصابتها منذ ثلاثين عاماً بسرطان الرحم.

يبدأ النمو الدرامي للأحداث في التصاعد، فالابنة تصمم على معرفة أمها الحقيقية التي باعتها ذات يوم جرياً وراء المادة، ولأن الحقيقة دائماً مرة ومريرة، تعلم بأن أمها الحقيقية هي الشغالة التي خدمتها كثيراً في المنزل إبان تواجد أمها بالتبني، فتصدم مرة أخرى وترفض أن تقبل من باعتها ذات يوم، ويؤيد أخوتها موقفها هذا، ويقف الجميع في خندق واحد ضد الأم التي تجد نفسها فجأة وقد فقدت شيئاً رغم تضحيتها الكبيرة في سبيل تربيتهم وتنشئتهم، فالحياة قاسية على كل من كان في مثل ظروفها ومواجهتها أشد قسوة.

تعيش الأم عذاب محنتها هذه، وتختفي من حياة الأبناء الذين يكتشفون فيما بعد مدى الظلم الذي أحيق بها ومدى تضحيتها فيلتف الجميع من حولها ويعشون حياتهم من جديد معاً.

فيلم (لا تسألني من أنا) لا يطرح أسلوباً جاداً في التعامل مع الفقر كحالة اجتماعية سائدة، وإنما حاول إيجاد المبررات والدوافع التي تقتضي من الإنسان أن يتصرف بأسلوب بطلته "عيشة" مقابل ماديات الحياة. وهي قضية يتبناها المخرج في أفكار كان ينبغي عليه أن يعريها ويفضحها لا أن يتبناها.

أما بالنسبة لسيناريو الفيلم، فقد اتصف بالضعف وعدم التكامل، هذا إضافة إلى اعتماده على عنصر المصادفات غير المبررة، حيث إقحام الأحداث.. مما ساهم في ضعف الحبكة الدرامية نفسها والمضامين الفكرية الخطيرة التي يتبناها الفيلم، فقد جعل السيناريست من شريفة هانم بمثابة البنك الذي يغذي الفقراء، فالمطلوب فقط كتلة آدمية تعيد لهذه السيدة حياتها مع الأمومة، مع أنها كانت سلبية تماماً في شخصيتها كما ظهرت في الفيلم.

أما بقية الشخصيات، بالإضافة إلى أنها شخصيات سلبية من الناحية الاجتماعية، فقد جاءت ضعيفة البناء الدرامي، مما أفقد الأحداث والنسيج الدرامي حيويته، فجاء مملاً بطيئاً ومزدحماً بالحوار التقليدي الكثيف، والذي شكل بناء أساسياً لإيصال الحدث، في ظل غياب عناصر اللغة السينمائية الأخرى.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004