ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
قمر الليل

1984

Moon of night

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 6 يوليو 1994
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

ليلى علوي + وليد توفيق + أبو بكر عزت + مريم فخر الدين

إخراج: محمد سلمان ـ تصوير: إبراهيم صالح ـ حوار: ماهر إبراهيم ـ سيناريو: ماهر إبراهيم ـ موسيقى: مختار السيد ـ مونتاج: عبد العزيز فخري ـ إنتاج: الشركة المصرية اللبنانية للتجارة والسينما .حسين الصباح

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

قمر الليل

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

الفيلم المصري (قمر الليل ـ 1984)، هو فيلم غنائي قام ببطولته المغني اللبناني "وليد توفيق" أمام النجمة المصرية "ليلى علوي".. أما الإخراج فقام به المخرج اللبناني "محمد سلمان".

يحكي الفيلم عن الفنان الشاب عماد (وليد توفيق)، والحائر إزاء الضائقة المالية المستمرة والمزمنة، حيث لا يجد سبيلاً للغناء في مكان محترم، رغم حلاوة صوته. يعيش عماد في بنسيون متواضع، مقاوماً موجات اليأس وإنتظاراً للفرج.. ولأنه لا يملك إجرة الغرفة التي يسكنها، تضطر صاحبة البنسيون مدام نجية (نعيمة الصغير) الى طرده، فيهيم على وجهه في الشوارع.. وفجأة يشاهد فتاة جميلة تحاول الإنتحار، نعرف فيما بعد بأن إسمها نبيلة (ليلى علوي)، فينقذها ويقنعها بالعدول عن فكرتها هذه.. ينجح عماد في إثنائها عن عزمها بالإنتحار، بعد أن تغلَّب في البداية على مقاومتها.. وبدأ يقترب منها حيث إرتاحت إليه، بعد أن أقنعها بأن الحياة حلوة، شارحاً لها كيف أنه يحتفظ بإبتسامته بالرغم من أنه يواجه ظروفاً صعبة ومعقدة.. تقتنع نبيلة بمنطقه، بل وتصحبه معها ليقابل والدها المليونير الذي أراد مجاملته فأخرج مبلغاً من النقود تسبب في إحراج عماد الذي رفض المبلغ وخرج غاضباً.. وكان ذلك الموقف بداية تفكير عميق من نبيلة بعماد.

يلتقي عماد بصديقه القديم شاكر (سعيد صالح) الذي تحول الى النشل كأسهل أسلوب في الكسب ومواجهة نفقات الحياة.. يتعارض إتجاه الإثنان لكنهما يتفقان للبحث عن عمل لعماد في إحذي ملاهي شارع الهرم، أو الإتفاق مع إحدى شركات التسجيل لتتبناه.. لكنه يواجَه بالرفض من هنا وهناك، لأن أغانيه لا تتوافق مع السوق الرائجة حالياً.. يقتحم الصديقان، عماد وشاكر، إحدى الحفلات ليغني فيها عماد، وفعلاً تتاح له الفرصة، ويكشف عن موهبة سخية، ولكن مَنْ يتبناه؟ وتتوطد أواصر الصداقة بين الضائعين حتى إنهم يحاولان إقتحام حفلة أخرى، ويتصادف وجود نبيلة فيها، حيث يحدث لقاء الحب الحتمي.

وبينما نبيلة غارقة في تذكر طيف عماد، كان هو يتعرض للعبة خبيثة من نصاب محترف (أبوبكر عزت) والمستفيد من أرملة ثرية (مريم فخرالدين) والتي تعاني من فقدان إبنها الوحيد الذي خطف في لبنان، في زيارة عابرة لبيروت.. ونظراً للشبه الشديد بين عماد وبين الإبن المخطوف، يغتنم هذا النصاب الفرصة ويعرض على عماد أن يقوم بدور الإبن العائد من الخطف، وبعد مقاومة وإغراءات كثيرة، يستسلم عماد للفكرة، والتي يبدو إنها قد إنطلت على الأرملة المسكينة. المهم إن عماد دخل القصر وعاش فيه وإستمتع بالثراء من ناحية، ومن ناحية أخرى إستطاع أن يعيد الإبتسامة الى شفاة الأم المنكوبة، والتي عوضته ما فاته من حنان الأمومة.. بعد ذلك راح يقدم نفسه من جديد لنبيلة. لكن الشخصية الأخلاقية لعماد دفعته للإعتراف أمام حبيبته بحقيقة ما حدث.. وأمام إستنكارها لذلك التصرف، يضطر للإعتراف للأم التي يتضح بأنها تعرف الحقيقة منذ فترة وإن خطة النصاب هي أن يتزوج منها في المرحلة التالية، وإبعاد عماد ليرث وحده ثروتها الطائلة.. ويتصاعد الموقف عاطفياً بينهما بعد المصارحة، ويتعاهدان على الوفاء والإخلاص، إنما يستكملان خطة النصاب الذي جاء يجهز لإجراءات الزواج.. هنا يتلقى النصاب الصدمة عندما تخبره الأرملة بفهمها لحقيقة ما نسجه من أكاذيب. وبينما عماد منغمس في حياته الجديدة، وسط أهل الحيّ الذي كان يعيش فيه، يفاجأ بحضور الأرملة وبصحبتها محبوبته الفاتنة نبيلة، لنصل الى النهاية السعيدة.

بعد إنتهاء تصوير الفيلم، قال المخرج "محمد سلمان": (...إن هذا الفيلم سيُكسب وليد توفيق لقب الممثل الغنائي عن جدارة، لأنه تأقلم مع الكاميرا وتأقلمت معه بعد أن فهم كل أسرارها، وتعامل معها هذه المرة تماماً كما يتعامل مع الميكروفون، بمزاج طيب وثقة في النفس...).

أما "وليد توفيق" فقد صرَّح، بعد عرض الفيلم، وقال: (...إن الأفلام الإستعراضية ستكون طريقه الى السينما لبعث اللون الغنائي الإستعراضي من جديد بصورة أبهى...).

وللرد على ما قاله كل من "محمد سلمان" و"وليد توفيق"، والنظر الى فيلمهما بعين نقدية موضوعية وغير متحيزة.. فإننا نسجل هذا التصور النقدي عن الفيلم.

لقد إهتم فيلم (قمر الليل) بالأغاني والألحان، دون سائر عناصر الفيلم الأخرى، وبالذات عنصر الدراما.. مما جعل الفيلم حائراً بين الغنائي الخالص وبين البناء الدرامي التقليدي.

الفيلم الغنائي أو الإستعراضي، متى خلَت قصته من عنصر الدراما، تحول الى مجرد أغاني منفصلة لا تربطها أي رابط، حتى ولو كانت الأغاني ناجحة وموفقة في التنفيذ، وهذا بالضبط ما حدث لفيلم (قمر الليل).. فبالرغم من نجاح "وليد توفيق" بعفويته وإنطلاقته وغنائه في بعض الأغاني، إلا أن كل ذلك لا يعني مطلقاً نجاح الفيلم.. ولا يعني أن (قمر الليل) هو الفيلم الغنائي البديل، الذي ننشده منذ سنوات، ومنذ إفتقاده مع غياب نجومه الكبار، أمثال: محمد فوزي، فريد الأطرش، عبد الليم حافظ، ليلى مراد، وغيرهم من نجوم الفيلم الغنائي المصري.

وإذا جئنا الى فيلم (قمر الليل)، فإن موضوعه ـ كما ذكرنا سابقاًـ لا يتمتع بالمنطق والموضوعية، بقدر ما يتمتع بالسذاجة والبلاهة في سرده الدرامي.. فالفيلم يحتاج للمزيد من الإقناع بخصوص الخلفية الإجتماعية لشخصياته، فهو مثلاً لا يفسر البعد الإجتماعي المنطقي لإندفاع فتاة ثرية وجميلة الى الإنتحار.. كما يتطلب الأمر إيجاد تبرير منطقي أيضاً لمصادفة التشابه الشديد بين بطل الفيلم "عماد" وبين إبن الأرملة المخطوف، وضبط الحبكة بإحكام أكثر قوة.

والفيلم، بشكل عام، مطالب بالمزيد من العمق الفكري، والذي كان بإمكانه أن ينعكس في معالجة أكثر إقناعاً، وفي تعبير فني أكثر كثافة.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004