الكل يعرف في مصر قصة المجرم الخطير (الخط)، الذي طاردته السلطات المصرية
في جبال الصعيد.. فأبوسيف أخرج فيلماً عنه باسم (الوحش)، ولكن الجديد في
هذا الفيلم عن باقي أفلام الجريمة أنه يربط بين المجرم والمجتمع. فالوحش
هنا هو أداة بطش في يد الباشا تقتل وتسرق وتحرق بأوامر الباشا، للسيطرة على
حكم القرية وأهلها ونهب ممتلكاتهم. كذلك يوضح لنا الفيلم طبيعة العلاقة
الإقطاعية في الريف المصري عندما يكون الغني هو الحاكم الفعلي هناك.. فهو
يملك الأرض وكل شيء. وبعد القبض على الوحش من قبل الحكومة ـ بمساعدة الباشا
الذي أحس أنه مهدد من الوحش نفسه ـ يتخيل الفلاحون أنهم ارتاحوا وأحسوا
بالحرية.. ولكن أبوسيف هنا يوضح فقطة مهمة وخطيرة جداً، إذا اعتبر الوحش
الحقيقي هو الباشا ولم تنته متاعب الفلاحين بنهاية الوحش، فبما أن الباشا
موجود فبإمكانه خلق وحوش كثيرة ينفذ على أيديهم مؤامراته وجرائمه.. ويجب
القضاء على الباشا، فهو أساس كل هذا الإجرام. هذه هي فلسفة صلاح أبوسيف في
فيلمه (الوحش).