عودة على موضوع السينما
والصحافة محلياً، فقد بدأت صحيفة "البحرين" التي يملكها عبد الله الزايد، في
نشر فقرات إعلانية عن العروض والأفلام التي جاءت مع بدايات العروض السينمائية
في البحرين. ولم يكن هناك أي إشارة لوجود أي مقالات نقدية (أو حتى غير نقدية)
عن الأفلام، نشرت في صحافة البحرين قبل العقد السابع من القرن الماضي.
مع بداية السبعينيات، تكونت
مجموعات من الهواة ومحبي فن السينما من المثقفين والكتاب البحرينيين، والذين
حرصوا على تكوين نواة لنادي سينمائي بحريني، يساهم في نشر الثقافة السينمائية
في البحرين، ويحتضن بعض التجارب الفيلمية القصيرة المتناثرة هنا وهناك، إلا
أن هذه النواة لم تكتمل. ولكن في نفس الوقت، بدأت بعض الكتابات عن السينما
والأفلام تأخذ مساحات في الصحافة المتوفرة محلياً. مقالات تتسم بالطابع
الاستهلاكي غالباً، متناثرة ومتباعدة زمنياً في هذه الصحيفة أو تلك.
في منتصف السبعينيات، وعلى
صفحات مجلة "صدى الأسبوع"، بدأت كتابات الناقد أمين صالح، تظهر من حين إلى
آخر، ضمن الباب الثقافي والفني الذي كان يشرف عليه أمين صالح وخلف أحمد خلف.
وقد تناولت هذه المقالات بعض الأفلام المعروضة في صالات البحرين، إضافة إلى
مقالات عن السينما العربية والعالمية. إلى أن جاء الوقت الذي تأسس فيه نادي
البحرين للسينما عام 1980، ليكون ملتقى مجموعة عاشقة ومهتمة بالسينما، ونخبة
متخصصة في مجال الكتابة عن السينما، حرصت على إصدار نشرة داخلية بعنوان
"أوراق سينمائية"، التي أخذت تتطور بفعل الحماس المترتب عن ردود الفعل
المحلية والعربية، بعد أن تحولت إلى مجلة فصلية. وقد صدر من دورية "أوراق
سينمائية" ثمانية أعداد فقط، كان آخرها في صيف 1989. ويبدو أن مشروع المجلة
قد انتهى، فيفصلنا عن آخر عدد خمسة عشر عاماً، وهي مدة كفيلة بأن تكون إعلان
عن توقف إصدار من أهم الإصدارات العربية في مجال السينما.
ومع بداية الثمانينيات،
وعندما صدرت مجلة "بانوراما الخليج"، أصبح من الممكن الحديث عن صفحات متخصصة
للسينما في الصحافة المحلية، وذلك عندما قام أمين صالح بالإشراف على قسم
يتكون من أربع صفحات، يتناول فيه العروض السينمائية، ويقدم قراءات نقدية حول
السينما ومبدعيها.
تجربتي الخاصة مع الكتابة عن
السينما في الصحافة، كانت تجربة متواضعة شابها الكثير من الحذر والترقب..
تجربة بدأت مع بداية الثمانينيات في صحيفة "أخبار الخليج"، وبالتحديد عام
1982.. في مقالات متفرقة ومتباعدة زمنياً، كانت تنشر في الصفحة الثقافية
الأسبوعية. ومنذ "أخبار الخليج" وحتى اليوم، أكون قد تعاونت مع أغلب الصحف
المحلية وعدد محدود من الصحف الخليجية، في نشر مقالات متخصصة في السينما
كثيرة نسبياً.
وفي تجربة ممتعة، أتاح لي
الكاتب خالد البسام، فور تسلمه رئاسة تحرير مجلة "هنا البحرين"، الفرصة
للإشراف على صفحتين أسبوعيتين عن السينما منذ مايو 2001 وحتى اليوم، أعتبرها
مكان آمن للحب.
ثم تأتي تجربتي بالتعاون مع
صحيفة "الوسط" منذ صدورها، لتكون ثمرة سنوات طويلة من التعاون مع الصحافة..
باعتبار أن الحيز الذي أتيح في "الوسط" كان حيزاً هاماً، وكان حلماً راودني
طويلاً.. تجربة استمرت ما يقارب العام، بدأت في سبتمبر من العام الماضي،
ولكنها تجربة لم تستمر لحسن الحظ.
|