لم تحض السينما، بعناية
ومتابعة الصحف اليومية، فصحيفة "الأهرام" مثلاً لم يتجاوز اهتمامها حد
الأخبار القصيرة والإعلانات، دون تخصيص زاوية يومية، واستمر ذلك حتى عام
1933م. إلا أنها خلال ذلك العام أحدثت انعطافة حقيقية في اهتماماتها
بالسينما، حيث خصصت صفحة كاملة للسينما تحت مسمى "السينما والملاهي"، واستمرت
بنشرها بصورة يومية تقريباً. وكانت الصحيفة تعتز بهذه الصفحة، حتى أنها عهدت
بتحريرها إلى أحد النقاد الذين برزوا في تلك الفترة وهو زكريا الشربيني.
وإذا كانت الأهرام هي أول
صحيفة يومية تخصص للسينما مثل هذه المساحة، فقد شجعت الصحف اليومية الأخرى
على تخصيص مساحات متفاوتة للسينما. فصحيفة "كوكب الشرق" بزاويتها السينمائية
غير المنتظمة كلفت الناقد محمد كامل مصطفى بتحريرها. ثم جاءت "روز اليوسف"
اليومية وعهدت بزاوية السينما فيها إلى الناقد أحمد كامل مرسي. وكذلك الحال
مع صحيفتي "البلاغ" اليومية، و"المقطم"، وإن كانتا أقل اهتماما بالسينما.
وحين صدرت صحيفة "المصري" عام 1937، أولت السينما بعض اهتمامها، وكانت تفرد
من حين لآخر ركنا للسينما وأخبارها وتعليقاتها. ومع ذلك كله ظلت "الأهرام"
رائدة الصحف اليومية وأكثرها اهتماما وتأثيراً فيما يتعلق بالسينما.
أما الصحافة الفنية
المتخصصة، فتعتبر ثمرة مباشرة للاهتمام الجماهيري المتزايد بالسينما. وهي
بالطبع أرقى ما يمكن أن تصل إليه الصحافة الفنية في أي بلد. فعن طريق هذه
الصحافة يمكن الحديث عن تطور ما قد يصيب النقد والثقافة السينمائية، تطبيقياً
ونظرياً.
ويمكن حصر صحافة هذا النوع،
في مجموعة من المجلات السينمائية الرائدة. وأبرز هذه المجلات: "الصور
المتحركة"، "معرض السينما"، "عالم السينما"، "فن السينما"، العروسة والفن
السينمائي".
وبهذا يمكن الإشارة، إلى أن
الصحافة الفنية، عامة ومتخصصة، قد ساعدت على نشر الوعي والثقافة السينمائيين،
برغم كل الصعوبات التي واجهتها. كما ساهمت في تهيئة المناخ المواتي لنشأة
النقد السينمائي وتطوره ابتداء من عام 1927.
|