حديث ذو شجون، ذاك الذي يتعلق
بالسينما، فكيف وهو عن السينما والصحافة.. فكوني من المهتمين بالكتابة عن
السينما، كانت تجربتي الشخصية مع عدد من الصحف والمجلات المحلية والخليجية
متنوعة ومتباينة.. إلا أن الحديث هنا لن يكون منصباً على هذه التجربة فقط،
وإنما سنقوم بتناول الموضوع في شكله العام، أي كيف كان حظ السينما في تناول
الصحافة لها، منذ نشأتها، عالمياً وعربياً ومحلياً.
في البدء يمكن القول بأن
السينما، منذ نشأتها مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين،
استفادت كثيراً من الصحافة.. بل يمكننا الجزم بأن السينما اعتمدت على
الصحافة، فيما يتصل بالدعاية للأفلام أو نقدها، وخصصت الصحف مساحات متفاوتة
للنقد السينمائي على صفحاتها، وتولى تحرير هذه المساحات صحفيون عاملون في
الصحف أو سينمائيون متخصصون يُستكتبون من خارج الصحف.
والكتابة عن السينما في الصحف
العامة، كان عملاً حافلاً بالمشاكل في أغلب دول العالم، وبالذات في البلدان
الرأسمالية.. كما اتضح ذلك من خلال ما أتيح لنا، لما كتب عن السينما
والصحافة، باعتبار أن هذه الصحافة كانت تفرض على النقد السينمائي مقاييس
معينة وتشيع القيم التجارية، وذلك بحكم حاجتها إلى عوائد الإعلان من صناعة
ضخمة كالسينما، على عكس الصحافة المتخصصة التي تلجأ إلى الإعلان في تلك
البلدان نفسها، ولكنها تتمتع بقسط أكبر ومتميز من الموضوعية والجدية.
ومن الضروري دائماً،
مطالبة الصحافة بالمزيد من احترام النقد السينمائي، وتوفير أكبر قسط من
الموضوعية والجدية. فالصحافة العامة بالذات مازالت أهم قنوات التواصل بين
الناقد وجمهوره العريض، وهي التي تدفع هذا الجمهور إلى التأثر بالكلمة
المكتوبة.
أنواع
الكتابة عن السينما والأفلام ثلاثة، وهي:
-
الدعائي أو الإعلاني،
والذي يهدف إلى الدعاية والإعلان عن الفيلم.
-
الإعلامي،
والذي يهدف إلى الإعلام عن الفيلم، مثل الأخبار والتحقيقات والأحاديث
والمقالات.
-
النقدي،
والذي يهدف إلى التأمل الجدي في مضمون الفيلم وشكله، وفحص القيم الفنية
والاجتماعية التي يحملها الفيلم، مثل البحث والمقال.
إذن، كيف بدأت الكتابة عن
السينما في الصحافة؟
إن الجدل الذي حصل بين
الفنانين والمفكرين والكتاب، مع بداية نشوء السينما، حول ماهية هذا الفن
الوليد، وقدرة السينما على الانتشار السريع بين العامة والخاصة، ووظيفتها،
ومدى أهميتها، هو الذي شكل البذرة الحقيقية للكتابة عن السينما والنقد
السينمائي، وكانت الصحافة بالطبع هي الوسيلة الرئيسية لنشر هذا الحديث
والجدل.. ولا يخفى على الكثيرين بأن هذا الجدل استمر لسنوات طويلة، في
التجمعات السينمائية، في الصحافة.
|