يؤكد سعيد شيمي، (...بأن ثقافة الصورة ترتبط ارتباطاً وثيقاً برقي
الإنسان وتقدمه، وكلما ارتقى وجدانه استطاع التعامل مع الصورة
ومكوناتها، غير أن البعض يجهل تماماً هذه الثقافة ولا يؤمن بها، ما
يفسر سر هذا القبح المحيط بنا...)
*
وعن العلاقة بينه كمدير تصوير وبين المخرج، يقول: (...هي الأهم في
الفيلم، وتفرز الشكل النهائي للصورة السينمائية، ما يؤكد أهمية
النقاش والتخطيط بين المخرج والمصور لكل التفاصيل كي يصلا نظريا
إلى أفضل السبل
الكفيلة بإظهار قصة الفيلم بلغة بصرية معبرة وصادقة ذات خصوصية.
أما مدير التصوير
فيبتكر بحسب فنه وموهبته وثقافته وأدواته. ومن خلال تجربتي، بعد
القراءة المتأنية
للسيناريو يتكون لدي انطباع عام لأحداث الفيلم بصورة ذهنية
واضحة، ويتوصل خيالي إلى
شكل نهائي للمعالجة البصرية، وحين أعرض تصوراتي على المخرج وأجده
متفهما يساعدني
ذلك على الانطلاق والإبداع الفني في أثناء التصوير، لكن إذا حدث
العكس اجتهد في
التوصل إلى الأسلوب الأمثل الذي يتوافق قدر المستطاع مع فهمي
للفيلم وفهم المخرج
له. يعود نجاح أي فيلم إلى التعاون المبدع بين المخرج ومدير
التصوير، ما يعطي نوعا
من الكمال المرئي له، لكن يرجع الفضل للثاني في حرفية بناء الصورة
السينمائية
بالتفاصيل الدقيقة التي تبهر المشاهدين...)
*
أما عن مشاكل التصوير في السينما المصرية، فيرى سعيد شيمي، بأن
التصوير السينمائي في مصر تواجهه مشاكل كثيرة، (...تعود في نظري
إلى تخلف المعامل لدينا وإلى النقص في التمويل
الكفيل بإخراج العمل في أفضل صورة ممكنة، بالإضافة إلى تراجع
المستوى الثقافي
عموما، وهو ما ينعكس بالضرورة على المستوى السينمائي الذي نجده
أحياناً متواضعاً
إلى حد بعيد. للأسف كلنا نعمل في ضوء هذه المعادلة، لذلك أجتهد
حالياً في رفع مستوى
الإبداع في الصورة السينمائية...)
*
أما عن مستقبل التصوير أمام التقدم التكنولوجي، فيرى سعيد شيمي،
بأن هذا التقدم التكنولوجي قد (...خلق التقدم التكنولوجي أزمة لدى
المبدعين، لأنه لا يستخدم إلا للإبهار، ولا يوظف
درامياً، لكني أؤمن بأن المستقبل للصورة الرقمية الـ«ديجيتال» على
الرغم من أنها لم
تصل بعد إلى مرحلة الكمال...)
*
__________________________________________________
*
ندى السعيد ـ الجريدة الكويتية ـ 29 أبريل 2008
|