يصور فيلم (1957-
The Bridge on the River Kwai)
لديفيد لين الصراع التواجهي والنفسي للإرادات بين عقيد الجيش
البريطاني الحازم نيكلسون (اليس غينيز) وقائد مخيم سجناء الحرب
البورميين في جنوب شرق آسيا العقيد ساييتو (سوشو هاياكاوا). ويمثل
الخصمان رمزين لثقافتين مختلفتين ومتضادتين ولكنهما في الواقع
يتشاركان في الكثير من الأشياء منها – الكبرياء، والتفاني، وطاعة
النظام والقوانين بطريقة صارمة. بالرغم من أن خاتمة الفيلم المثيرة
رائعة – وتتضمن هجوم قوات الكوماندوز، وتدمير جسر السكة الحديدية
بموت نيكلسون عند ما يقع على كباس الديناميت ويصرخ قائلاً "ما الذي
فعلته؟"، كما إن لقطة سقوط حمولة القطار الياباني في نهر الكواي
تمثل مشهداً آخر من المشاهد المفحمة.
بصبر وعناد، يُبقي نيكلسون رجاله واقفين تحت حرارة الشمس طوال اليوم
بعد وصولهم إلى مخيم سجناء الحرب، بدلاً من أن يسمح لضباطه بالعمل
جنباً إلى جنب في أعمال بدنية مع الرجال المجندين. بعد أن يتم
ضربه، يُسحب نيكلسون على صندوق معدني لتعذيبه في الشمس الحارقة حتى
يغير رأيه. ويستمر صراع القوى لعدة أيام عند ما يرفض كلا القائدين
بصلابة أن يستسلم – حتى ينهار ساييتو أخيراً.
في مشهد الانتصار، نرى نيكلسون بعد إطلاق سراحه منهك وشبه منهار ولكنه
هادئ ونراه يسير بعناد مع قواته إلى ساييتو، ويتمايل في مشيته بقصد
في ساحة المبنى الذي يوجد فيه ساييتو ثم يصعد على الدرجات. وفي
الذكرى السنوية لهزيمة الروس أمام اليابانيين في العام 1905، يعطي
ساييتو جنوده يوم راحة، ويعلن "عفواً عاماً" ويقبل شروط نيكلسون
"تستطيع أنت وضباطك أن تعودون إلى مقركم". كجزء من هذا الوعد، لن
يكون ضرورياً للضباط أن يقوموا بالأعمال اليدوية". يبتسم نيكلسون
بفخر، ويغلق أزرار زيه الغير مرتب ثم يسير بخطوات واسعة على الرواق
ليغادر مقر ساييتو. يراقب رجاله الأمر وهم يتوقعون كل ذلك وبعدها
عند ما يظهر قائدهم حراً، يصرخ أحدهم ببهجة "لقد فعلها" ويهتف
الرجال لنصره ويحيطون بقائدهم من كل الجهات. يشق القائد المنتصر
طريقه بين حشود الجنود المنتشين بهجة، ويُحرر الضباط الآخرين من
الأكواخ التي يتم عقابهم فيها ويتم الترحيب بهم شخصياً. وفي داخل
مقر ساييتو الذي حفظ القائد الياباني ماء وجهه، نرى القائد يبكي
على سريره لأن كرامته قد أهينت.
|