في
فيلم (زوجة رجل مهم ـ 1987) نحن أمام شخصيتين من بين أهم شخصيات
المخرج محمد خان السينمائية.. شخصية الرجل المهم هشام (أحمد زكي)
وشخصية الزوجة منى (ميرفت أمين).
هو
العقيد ضابط المباحث الذي استهوته السلطة منذ الصغر، فأصبح يمارس
سلطته داخل نطاق العمل وخارجه.. وهي الطالبة الجامعية العاشقة لصوت
عبد الحليم حافظ، بكل ما يحمله هذا الصوت من دلالات رومانسية.
هو
متعته الوحيدة إهانة الآخرين وتلفيق أكبر عدد من التهم لهم،
ويتعامل مع الجميع بمفهوم رجل السلطة، فارضاً سلطته هذه في البيت
والشارع وفي كل مكان. لتتكرس بذلك شخصيته نتيجة خضوع الآخرين له
واقترابهم النفعي منه.. وهي الفتاة الحالمة الرقيقة التي تدخل عالم
ضابط المباحث مبهورة في البداية بتلك الأبواب التي تتفتح أمامها
فجأة وتشعرها بأهميتها، غير مدركة أنها بذلك تقتل كل المفردات
والتفاصيل الجميلة في حياتها الهادئة المطمئنة.
هي
تكتشف بعد زواجها منه بأنها ليست سوى قطعة جميلة من ديكور المنزل،
اقتناها لاستكمال وضعه الأسري والاجتماعي، وأنها بذلك قد فقدت
شخصيتها وهويتها كامرأة وإنسانة لا تقوى على مناهضته حتى في
المسائل الزوجية الصغيرة والبسيطة. كما تجد نفسها معزولة حتى عن
العالم الخارجي المحيط بها.. وهو يكتشف ـ وبشكل مفاجئ ـ بأن السلطة
قد تخلت عنه وأحالته على المعاش، وذلك إثر تحقيقات النيابة
ومحاكمات القضاء في قضية أحداث يناير 1977، وهو الذي لم يكن يستطيع
أن يتصور ـ إطلاقاً ـ الخروج من إطار السلطة ليعيش كمواطن عادي،
ولا يمكنه أن يتصور أيضاً بأن الأيادي التي كانت ترتفع تحية له،
توشك الآن أن تصفعه. يجد نفسه الآن مطروداً من هذه السلطة، بعد أن
توحدت شخصيته بها وأصبحا شيئاً واحداً.
هو
يحاول التمسك بالسلطة حتى ولو كان ذلك وهماً، حيث يتضح هذا من خلال
تصرفاته الغريبة والشاذة، والتي تجسد رفضه القاطع لهذا الحدث
الكارثة، ووقوفه على حافة الجنون.. وهي في محاولتها للتصدي له
ومواجهة أوهامه، تقف عاجزة عن فعل ذلك نتيجة لسلبيتها وخضوعها له،
هذا بالرغم من شعورها بالمهانة ورفضها لهذا الزوج وأسلوبه الرخيص
في التعامل معها والسيطرة عليها.
هو يصر
على أن يعيش مع أوهامه، رافضاً التأقلم مع وضعه الجديد ومواجهة
الواقع، فنراه يستمر في محاولاته العقيمة لتحقيق توازنه المفتقد،
والذي لا يجده إلا في منزله ومع زوجته التي تصبح بسلبيتها المفرطة
بديلاً لعالمه الضائع ليمارس عليها ما تبقى لديه من سلطة.. وهي تصل
إلى مرحلة صعبة من التعاسة والإحباط في حياتها الزوجية، حيث الشعور
بأن المنزل قد أصبح كالسجن الصغير يمارس فيه زوجها دور السجان.
فنجدها تستنجد بوالدها ليأخذها بعيداً عن هذا العالم التي أصبحت
الحياة فيه مستحيلة.
هنا
يكون الرجل المهم، والذي ما يزال يحتفظ بطبيعته التسلطية، قد أحس
بأنه سيفقد زوجته أيضاً، أي أن أخر سلطاته مصيرها مهدد أيضاً.
فنراه يتصرف بشكل هستيري مجنون، وينطلق من داخله وحش ضاري لا يعرف
سوى لغة الرصاص، فيقتل والد زوجته ومن ثم ينتحر.
|