مع صدور هذا العدد من مجلة "هنا البحرين"، تكون صفحة سينما، قد أكملت أعدادها المائة، منذ أن بدأت الإشراف على هذا القسم في المجلة، وصدور العدد الأول من قسم "سينما".. كان ذلك في 30 مايو 2001.

أذكر بأنني ساعتها كتبت، بأن توفر فسحة في الصحافة المحلية تهتم بالسينما، أمر نادر في تلك الأيام، وأن تجد رئيساً لتحرير مجلة محلية يخصص جزء من مجلته للسينما فهذا أمر هام. وساعتها كنت أجد نفسي محظوظاً لأكون مشرفاً على هذا القسم.

وها أنا الآن، وبعد مرور ما يقارب العامين، أجد نفسي أكثر حظاً من ذي قبل، باعتبار أن الحفاوة والترحيب الذين لقيتهما من العاملين في هذه المجلة، وعلى رأسهم رئيس التحرير الأستاذ خالد البسام، غمرتني بالصدق في التعامل، والثقة فيما أقدمه لهذه المجلة وللقاريء على السواء.

فخالد البسام، من خلال معرفتي الشخصية به كإنسان ومثقف، هو من القلائل الذين يتحلون بذلك الوعي الثقافي والسينمائي بشكل خاص، هذا الكاتب المتميز في مجالات متعددة، وبالذات في سرد التاريخ الخاص لشخصيات التاريخ الشعبي.. خالد البسام، هو الذي أتاح هذه الفرصة الهامة بالنسبة لي، للتعبير عن أشياء كثيرة في داخلي، أشياء أبت إلا أن تظهر على صفحات هذه المجلة.

ثم دعونا نتحدث عن الثقافة السينمائية في الصحافة المحلية.. تلك الثقافة التي بالكاد أن تجد لها مريدون، ومهتمون. فجيل اليوم، لا تهمه هذه الثقافة، بل يركض وراء المتعة والترفيه دوماً. لذلك جاءت الثقافة السينمائية لتلبي تلك الرغبات المشروعة لهذا الجيل. ولكننا مازلنا مصرون على ما بدأنا به، رغبة منا في توفير هذا الجو الثقافي السينمائي للجميع.

مند البدء.. حرصنا في هذا القسم، على طرح التنوع والمختلف، اعتقاداً منا بأنه سيكون الأسلوبً المناسب لقاريء هذا الجيل، القاريء الذي غالباً ما يشكو ضيق الوقت.. وحرصنا على التواصل مع هذا القاريء، كي يستطيع التجول بين زوايا هذا القسم المتنوعة، بين الخبر والطرفة والنقد والمتابعة. فكان هناك الخبر المختار بعناية، وهناك الموجز عن الأفلام التي ستعرض والتي تعرض في صالات البحرين، وهناك متابعة للكتب الصادرة عن السينما، وهناك أيضاً متابعة للأحداث السينمائية الهامة. كل هذا كان متوفراً في هذا القسم المتواضع، آملين تلبية تلك الرغبات المشروعة للقاريء.