قبل أسابيع
فقط من بدء الحرب الغاشمة على العراق، وردت ثلاثة أخبار متلاحقة عن الممثل
والمخرج "شين بين"، بينت ذلك التفاوت والتغير في المبدأ والعقيدة للفنان،
وبينت ما يعيشه الإنسان الأميركي الحر على أرض الديمقراطية ودولة القانون.
في الخبر
الأول، نسبت الصحف إلى الممثل والمخرج "شين بين" بعد زيارته للعراق مع مجموعة
من الناشطين العاملين في المجال الإنساني لمدة ثلاثة أيام، إن زيارته هذه
"تأتي للتعبير عن رفضه للحرب وللعدوان على العراق وان العدوان يتعارض تماما
مع مصالح
الشعب الاميركي ويهدد الأمن والسلام ليس في هذه المنطقة وحسب
وإنما في العالم اجمع".
وبالرغم من
الضغوط التي واجهت "شين بين"، إلا أنه تمادى أكثر وصرح، في الخبر الثاني، بأن
زيارته للعراق "كانت لتسجيل الوجه الإنساني للشعب العراقى حتى لا يختفى دمهم
مع دم الجنود الاميركيون على يدى، فالدم العراقى سيكون مع
الدم
الاميركى على أيدى الجميع. وأضاف "بين" في قوله بأنه لا يعتقد بأن هذا يعتبر
كلاماً سياسياً، عندما يقول "أن الحصار قد ترك آثاراً فاجعة على شعب العراق".
وبالطبع فقد
أوقع هذا التصريح الخطير قائله في ورطة أمام الإعلام الأميركي، حيث جاء الخبر
الثالث، ليكون بمثابة الاعتراف بالذنب وطلب المغفرة، عندما صرح "شين بين"
بأنه تم استغلاله كاداه دعاية على يد الديكتاتور العراقى صدام حسين. فقد ذكر
في برنامج "لاري كينج" في محطة الـ
CNN بأنه لم يتوقع إخباره بالحقيقة "فقد قالوا كذا وإنني قلت كذا،
وعلى العموم فهو الثمن الذي كنت أتوقعه".
إن الذي حدث
لفنان أميركا الكبير "شين بين"، يذكرنا بعصر سياسي مضى، عصر المكارثية، عندما
واجه الفنانون الأميركيون الذين يتبنون وجهات نظر مختلفة عن وجهة نظر النظام
الأميركي في ثلاثينيات القرن الماضي (عصر وزمن مكارثي). عندما طُورد كل من له
أي انتماء شيوعي وماركسي، وحوربوا في أرزاقهم.. والفنان الأميركي "شين بين"
في تردده هذا، وطرح وجهة نظر مخالفة لنظام جورج بوش.. لم يرد أن يدخل في
متاهات مكارثية أخرى.. فهل هي مكارثية جديدة تعيشها أميركا؟!
|