معروف في وسط الأصدقاء بأني قريب جداً من
السينما.. لذا أصبحت (من غير قصد) مرجعاً لهم لأي شأن يخص هذا
الفن الساحر.. معلومة عن ممثل.. تاريخ لفيلم معين أو اسم
مخرجه.. وأحياناً يسألون عن إمكانية حصولهم على فيلم معين
للمشاهدة.. معتقدين بالطبع بأني أملك مكتبتي الخاصة.. مكتبة
مليئة بالأفلام النادرة.. وهذا هو المتوقع.. إلا أنني دائماً
ما أخيب ظنهم في هذا الأمر الأخير.. باعتباري مازلت لا أملك
مكتبه سينمائية.. لا أملك مكتبه خاصة بالأفلام العالمية
والعربية.. في مقابل مكتبة زاخرة بالكتب والمراجع السينمائية
العربية.. حرصت على اقتنائها منذ مطلع الثمانينات..!!
وهذا الأمر يزعجني حقاً.. أحياناً يراودني هذا
الشعور بالنقص في استحواذي على مكتبة مليئة بأهم الأفلام التي
شاهدتها واستمتعت بها خلال العشرين عاماً الماضية.. حيث بدأت
الاهتمام بهذا الفن.. ساعتها كنت أقول لنفسي.. لماذا أحتفظ
بأفلام سبق وشاهدتها ومن السهل الحصول عليها كلما أردت.. حيث
يمكنني استئجارها من محلات الفيديو أو الدي في دي في أي وقت
أشاء.. لم أكن أعي تماماً بأن تلك الأفلام التي شاهدتها سينتهي
سوقها.. وتستبدل بالجديد في السوق السينمائي.. وهذا يعني بأني
كنت على خطاً فضيع لا يغتفر.. ولا يسعني الوقت والمال من إصلاح
هذا الخطأ الآن.. كيف السبيل إلى تنفيذ هذا الأمر.. إنه حقاً
أمراً محيراً..!!
ازدادت رغبتي في استحواذي على هذه المكتبة
السينمائية.. عند رحيل أبرز عمالقة السينما هذا العام..
الإيطالي أنطونيوني والسويدي بيرجمان.. حيث كانت الرغبة شديدة
في مشاهدة مجموعة أعمالهما.. لأصبح أكثر قرباً مما قدماه من
إبداعات في مشوارهما السينمائي الطويل.. حيث كنت قد شاهدت بعض
أعمالهما في السنوات الأولى لتعرفي على الفن السينمائي.. أي
منذ سنوات الثمانينات.. كيف لي أن أتذكر.. كنت في أمس الحاجة
لاسترجاع ما اختفى من ذاكرتي.. وأستمتع من جديد بما اهدياه من
إبداع جمالي لفن السينما.. ولكن الأمر لم يكن بالمتاح في ظل
الانشغالات الكثيرة التي كنت بصددها.. ولم يكن الأمر في متناول
اليد كما لو كنت في حضرة مكتبة سينمائية خاصة..!!
عند إعلان خبر رحيل أنطونيوني وبيرجمان.. كنت
في الجزائر لحضور مهرجان الفيلم الدولي للفيلم العربي.. وحين
عودتي حرصت على متابعة كل ما يكتب عن هذا الغياب.. وقرأت كل ما
كتب عنهما.. ولكنني لم أكتب سوى مقدمة بسيطة لملف خصصته عن
رحيلهما في موقع "سينماتك".. هذا الملف الذي احتوى على كل ما
كتب ونشر في الصحافة الإلكترونية عن هذا الرحيل الكبير.. ليكون
متاحاً لكل مهتم بهذا الشأن..!!
|