أرى بأن التسميتين تصح.. فإذا قلنا (دراما رمضان)، فنحن نتحدث
عن الدراما التي تقدم ونشاهدها في رمضان فقط.. أما إذا قلنا
(رمضان الدراما) فنعني هنا رمضان الخاص بالدراما.. وليس رمضان
العبادة مثلاً.. أو رمضان الزكاة.. إنه رمضان الخاص بالدراما..
كما يعني أيضاً التأكيد على سيطرة هذه الدراما على مجريات
رمضان وأحداثه وطقوسه التقليدية..!!
أعني هنا.. بالطبع للتسمية الثانية، باعتبار أن الدراما
التلفزيونية لا تتكاثر وتزدهر إلا في هذا الشهر الفضيل.. كما
لو أن مشاهدة الدراما قد أصبحت من الطقوس الرمضانية المعتادة..
بل أصبحت فرضاً من فروض رمضان..!!
وفي رمضان هذا.. عندما تكثر الدراما وتتكاثر.. نستعين بشيء مهم
في مساعدتنا لمتابعة هذا الكم الرهيب منها.. مصحوباً بمهرجان
من الإعلانات التجارية التي يزيد من لوعة مكوثه أمام هذا
الجهاز المشكلة.. التلفزيون.. هذا الشيء هو الريموت كنترول..!!
عموماً.. يشكل الريموت كنترول عنصراً مهما للمتفرج، بل إنه لا
يمكن التخلي عنه مهما كانت الظروف.. واحتياجنا لهذا الجهاز
العجيب قد فاق كل تصور.. فنحن نحتاجه لإدارة كل شيء في
حياتنا.. من التلفزيون إلى المذياع إلى الغسالة والمكنسة وحتى
باب الكراج.. لذا فهو السيد في عالم الحياة العائلية
المعاصرة.. نعم إنه السيد في حياتنا.. سيد الموقف الحق.. وسيد
الحقائق اللعينة..!!
بالنسبة لي شخصياً.. أقدر حجم هذا الجهاز الصغير وأهميته..
ولكن هل الأطفال يهتمون بهذا.. ربما يحتاجونه لكنه لا يعطونه
القدر الكافي من العناية.. أراه في كثير من الأحيان في حجرة
الأطفال على الأرض.. بدون بطارية.. أو حتى بدون غطاء
البطارية.. أبحث عن كل شيء وأعيده إلى سابق عهده.. أحياناَ
أفلح وأحياناً أخرى لا أنجح في إصلاحه.. تراني أحيطه بلاصق
بلاستيكي حتى أجمع أعضاءه وأعيده إلى سابق عهده..!!
ذات مرة فقدت واحداً للتلفزيون الخاص بي.. وكانت المأساة.. لم
أنجح في تشغيل الجهاز لمتابعة المسلسل.. الأطفال يأخذونه
أحياناً، عندما يستعصي عليهم العثور على الريموت الخاص
بتلفزيونهم.. ولا يهتمون لإرجاعه.. كانت تلك الليلة قاسية..
فأنا أيضاً لست خبيراً بالإلكترونيات، وأصبح من العسير علي
التعامل مع مخابئها.. لذا لم أفلح تلك الليلة، في تشغيل الجهاز
بدون ريموت.. وفاتتني كل الدراما تلك الليلة..!!
|