النجم العالمي عمر الشريف، في تصريحه الأخير، عن نيته بالتوقف عن تقديم
أعمال فنية جديدة في مصر، والاكتفاء بالعمل في السينما العالمية.. لهو
أمر يثير الكثير من الأسئلة..!!
حث كشف الشريف انه اتخذ قرارا باعتزال العمل في مصر بعد مسلسل «حنين
وحنان» الذي يقوم بالإعداد له حاليا موضحا أن هذا القرار «نهائي ولا
رجعة فيه لأنه يفضل أن ينهي حياته الفنية في السينما العالمية». وهو
الآن يعد لمشروع سينمائي عالمي جديد مع المخرج الكبير بيتر اوتول
بعنوان «ليلة مع الملك» سيتم تصويره بين لندن والدار البيضاء، بعد
تصوير المسلسل، بتكلفة تتجاوز الــــ 20 مليون دولار. كما أنه يبرر
اتجاهه لتقديم عمل تليفزيوني مصري، وذلك بقوله: بأنه أصبح رجلاً «كبيرا
وكسلانا» يحب الجلوس في المنزل لمشاهدة التلفزيون ولذلك قرر أن يكون
آخر عمل فني يقدمه في مصر مسلسلا تلفزيونيا.
هذا التصريح.. ربما يعتبره البعض تنكراً لتاريخ فني زاخر بالعديد من
الأفلام المصرية الكلاسيكية.. ربما يراه البعض الآخر، حفاظاً على هذا
التاريخ من التشويه..!! ولكنه في النهاية نعتبره احتجاجا على ما ينتج
في السنوات الأخيرة من أفلام تتعامل مع الربح والخسارة المادية، وتعتبر
السينما كأي سلعة استهلاكية لابد أن تدر الكثير من الأرباح، لمنتجين
(تجار) بعيدون عن المعنى الأصلي لكلمة "منتج".
عموماً.. نرى بأن هذا الفنان والنجم العالمي، آثر أن يستمر في تقديم
أعمال سينمائية عالمية متميزة تؤكد مكانته العالمية وتزيد رصيده
السينمائي لدى المتفرج. وهذا بالطبع أمر مشروع، خصوصاً لفنان كبير
يتمتع بمثل هذه الطاقة الأدائية الخلاقة.
في الفترة الأخيرة سنحت لنا الفرصة لمشاهدة فيلمين من أفلام عمر الشريف
العالمية.. الفيلم الفرنسي (إبراهيم وزهور القرآن)، الذي نال عنه جائزة
التمثيل الأولى في مهرجان الأكاديمية الفرنسية للسينما.. والفيلم الآخر
هو الأمريكي (هيدالغو).
الاثنان يؤكدان على استمرار العطاء المتجدد الذي يتحلى به عمر الشريف..
في (إبراهيم وزهور القرآن) يقدم تلك الشخصية المرسومة بدقة في التعامل
مع الحياة والبشر بشكل بسيط وبعيد عن التعقيد والتكلف.. قدمها الشريف
بأداء سلس وتلقائي استحق عنها الجائزة.
أما في الفيلم الآخر.. فنرى تلك الشخصية التقليدية التي قدمها الشريف
نفسه في أكثر من عمل عالمي.. شخصية الأمير العربي الذي يتمتع بصفات
تميزه عن بقية الجنسيات.. صفات مثل الكرم والشهامة والحفاظ على تقاليد
أصبحت في نظر الغرب ليس لها وجود.. هذه الشخصية رغم تقليديتها، إلا أن
عمر الشريف نجح في تقديمها بشكل يتناسب والدور المرسوم.. بل إنه قد
أضاف إليها الكثير من التفاصيل التي لا يتحلى بها أي ممثل عالمي آخر.
هذا القرار من فنان كبير كعمر الشريف، يشكل بمثابة تمسكه لتقديم الأفضل
دائماً.. وهو أيضاً يزيد من نجومية هذا الفنان الأصيل.. الذي أصبح
علامة من علامات السينما العربية في السينما العالمية، منذ الستينات من
القرن الماضي.
|