يناقش فيلم (الحب فوق هضبة الهرم) مشاكل الشباب المصري في الثمانينات ،
وبالتحديد شباب الطبقة المتوسطة ، الذين يعيشون أزمات هذا العصر ..
أزمات مثل السكن والعادات والتقاليد ، كما يناقش موضوعاً حساساً جداً
يعاني منه الشباب العربي بشكل خاص ، ألا وهو موضوع الجنس .
يقدم سيناريو الفيلم ، الذي كتبه مصطفى محرم، عن رواية لنجيب
محفوظ، شخصيات واقعية جداً في المجتمع ، فنحن أمام عليّ (أحمد زكي) شاب
في الثامنة والعشرين من عمره ، تخرج من كلية الحقوق وعين في إدارة من
إدارات الدولة لكي لا يعمل شيئاً ، لذلك نجده يمضي الوقت بالتسكع في
الشوارع ، راتبه الشهري ضئيل لا يسمح له بالتفكير في الزواج في هذا
الزمن الرديء ، عاجز عن حل مشكلته الحيوية ، لذلك يلجأ الى العلماء
ورجال الفكر لحلها ، لعله يجد عندهم الحل . أما الشخصية الرئيسية
الثانية ، فهي رجاء (آثار الحكيم) البنت المثقفة ذات الشخصية القوية ،
والتي تربت على تحمل المسؤولية وحب القرار . ترتبط بعلاقة حب مع عليّ
ويتفقان على الزواج ، لكن الظروف والتقاليد تحاصرهما من كل جانب .
لدرجة أنهما يجدان صعوبة للإختلاء بنفسهما حتى بعد زواجهما ، لينتهي
بهما المطاف في السجن .
وهناك أيضاً نهى (حنان سليمان) شقيقة عليّ الطالبة في الجامعة ، والتي
تتزوج من سباك (نجاح الموجي) بعد نقاش بين أفراد الأسرة ، نتيجة ذلك
الفارق الإجتماعي والثقافي بين الإثنين ، ولكنهم في النهاية يقبلون
بهذا الزواج كأمر واقع نتيجة المتغيرات الإقتصادية والمعيشية في ظل
مجتمع الإنفتاح . أما أبو العزايم (أحمد راتب) صديق عليّ ، فهو يلجأ
الى إمرأة تكبره سناً ، يبيعها نفسه في مقابل ثروتها ومسكنها الفاخر ،
ويحاول إقناع عليّ بسلك نفس الطريقة ، بدلاً من التسكع في الشوارع
للبحث عن الأنثى . هذا إضافة الى الكثير من الشخصيات التي أعطت إيحاءات
للوضع المأساوي الصعب في مجتمع الثمانينات .
ولكن ، بالرغم من كل هذه الأفكار والشخصيات التي طرحها الفيلم ، فهو لم
يقدم جديداً في المعالجة الدرامية وبدا تقليدياً في تركيبته وكتابته
للسيناريو ، وبسيطاً في تكويناته الجمالية للصورة . وكان إعتماد
السيناريو على الحوار بشكل كبير في توصيل أفكار الفيلم ، وأعني الحوار
الزائد في كثير من المشاهد . صحيح بأن هناك جهداً مبذولاً في إخراج
الكاميرا من الأستوديو والنزول بها في شوارع القاهرة ، بإدارة المبدع
سعيد شيمي ، خصوصاً الكاميرا المحمولة التي أضفت نوعاً من الحركة على
المشاهد . إلا أن كل هذا لم يمنع الفيلم من الوقوع في الدراما
التقليدية .
|