( 1 )
كل
محاولاتي لتسجيل بعض الانطباعات عن تواجدي في أبوظبي، خلال فعاليات
"مسابقة أفلام من الإمارات".. لم تغيب عن ذاكرتي تلك اللحظات الممتعة
التي قضيتها في مشاهدات مكثفة لأفلام المسابقة.. عدا تلك اللقاءات
الجميلة مع أصدقاء أتشوق لرؤيتهم، وزملاء جدد تعرفت بهم.
( 2 )
اللقاء مع الصديق الناقد صلاح سرميني.. كان ممتعاً بل استثنائيا..
فبالرغم من صداقتنا الالكترونية التي بدأت منذ حوالي العامين، إلا أننا
لم نلتقي قبل هذه المناسبة.. كنت في أشد الشوق إلى رؤية هذا الرائع...
فمن يعرف صلاح سرميني، لابد أنه سيحتفظ في ذاكرته بالكثير من معاناة
هذا السينمائي المخلص لعمله.
مجرد
أنني رأيته في أروقة المهرجان عرفت انه السرميني الذي ابحث عنه ـ
بالرغم من عدم رؤيتي لأية صورة له قبل ذلك ـ احتضنته وشعور بالوله
والسعادة يغمرني.. مصحوباً باستغراب من هذا الشعور التلقائي الذي
داخلني ساعة وقع نظري عليه وهو مقبل.. بدأ الحديث بيننا مسترسلاً
ومتواصلاً، وكأننا منذ ساعة كنا معاً.. أي إحساس هذا.. الذي يجعلك
تتأقلم مع شخص لم تشاهده البتة..؟
وجدته
هادئاً إلى أقصى درجة.. مقدماً نفسه بتواضع الواثق من نفسه.. هذا
الرائع الذي يقع عليه الكثير من العبء.. في ترتيب أغلب اللقاءات
والفعاليات السينمائية الأخرى المصاحبة لمسابقة "أفلام من الإمارات"..
وحدته كما عهدته من خلال مراسلاتنا الإلكترونية.. المشاكس لأي فعل
إنساني وفني يتعارض مع ما يعتقد.
( 3 )
صلاح
الإنسان.. أو صلاح السينمائي...
الإنسان فيه هادئ، متواضع، يكتفي بما يحصل عليه من تقدير..
والسينمائي.. نشيط، مشاكس، ومتألق في المهرجانات والفعاليات
السينمائية، حيث نراه أغلب الأحيان فاعلاً وليس مشاركاً فيها فقط. على
تناقض الشأنين فيه إلا انه إنسان مسكون بالسينما وسينمائي مفعم
بالإنسانية.
كيف
لي أن أميز بين الاثنين.. بين صلاح الإنسان وصلاح السينمائي..؟ لا يمكن
لأحد أن يفعل ذلك.. الاثنان في تكامل روحي متناسق.. ومتفاني في عمله
الدءوب.
( 4 )
أذكر.. عندما اندلعت الصداقة بيننا، لم يدخر أي جهد للتعريف بموقع
"سينماتك".. وكأن المسألة شخصية بالنسبة له.. وأنا على كرسي مكتبي أمام
شاشة الكمبيوتر ـ حيث تخلقت "سينماتك" ـ أراقب فعله في فضاء الانترنت..
وأقول لنفسي من أين جاء هذا الرجل ليحتضن موقعاً شخصياً مازال في
بدايته.. بل ويشير إليه في كل مكان يذهب إليه.. كيف لي أن أكتشف هذا
السر.. اعتقدت إنني توصلت لإجابة فإذا بها سؤال، هل هكذا يتفرد الشخص ـ
بالطبع صلاح سرميني ليس اقل من سؤال..!!
دائماً يقول "سينماتك" سيكون له دورا هاما في نشر الثقافة السينمائية..
هل ثمة سبب أكثر تحفيزا على الاستمرار في العمل من الذي يقوله هذا
السرميني.
( 5 )
علاقاته كثيرة إلى درجة الدهشة.. كأني به واثق من انه قادر على تأمين
مكاناً آمناً للحب.. واضعاً مصلحته الشخصية على رف النسيان.. صلاح
سرميني الآن أعرفك أكثر..!!
|