في
ختام حديثنا عن أفلام الدورة الخامسة لمسابقة أفلام من الإمارات، نصل
للتطرق لعنصرين هامين من عناصر تكوين الصورة السينمائية، ألا وهما
الموسيقى والأداء التمثيلي.
الموسيقى:
هذا
العنصر الفني لابد أن يكون له دوراً رئيسياً في الحدث.. بل لابد أن
يكون دور معبر ومشارك، وليس فقط خلفية للحدث.. وعلينا كمتفرجين أن
نلاحظ ذلك الذوبان من جانب الموسيقى في الفيلم لدرجة عدم الشعور بها..
وبالتالي تكون عوناً في توصيل صورة نظيفة لا ترهق العين والحواس
الأخرى.. ما شاهدناه من أفلام، اعتمدت غالباً على موسيقى مختارة من
أعمال سابقة، وهذا ليس عيباً في حد ذاته، إنما على صانع الفيلم أن يكون
دقيقاً في اختياره هذا.. شعرنا فعلاً بانزعاج المتفرج من موسيقى الكثير
من الأفلام، وخصوصاً تلك المعروفة من المتفرج.. شاهدنا مثلاً فيلماً
إنسانياً اجتماعيا بموسيقى رعب، موسيقى لا تمت للفكرة والحدث بصلة..
لذا فإن الانتباه للموسيقى التصويرية يعد أمراً ضرورياً.. إن للموسيقى
دوراً هاماً في الارتفاع بمستوى الفيلم أو النيل منه.. لذا أدعو من
يصنع الصورة المتحركة عندنا، بالاهتمام بها إذا أرادوا أن يحافظوا على
مستوى الفيلم وجاذبيته.
الأداء التمثيلي:
هنا
أحب أن أنوه بأن العنصر البشري في الفيلم، إن كان يمثل في الفيلم
الروائي أو يعلق في التسجيلي، لابد له أن يدرك ذلك الفرق بين الأداء
المسرحي والأداء السينمائي.. فالمتفرج هنا لابد أن يشعر بتلك الحميمية
التي يمكن أن تنشأ بينه وبين شخصيات الفيلم الذي أمامه.. فأقرب شيء على
الشاشة للمتفرج هو العنصر البشري.. لذلك على الممثل أن يحاول توصيل
فكرة الفيلم بشكل تلقائي سلس، وليس بشكل فج وقسري، مستعيناً بكل وسائله
لتجسيد ذلك.. لاحظنا بأن الأداء التمثيلي في كثير من الأفلام قد جاء
مبالغاً وغير مقبول لدرجة الإحساس بالتعب.. التمثيل أساس هام جداً في
تعاطف المتفرج مع شخصيات الفيلم.. لابد من إعطاء فرصة أكبر للتمرين
الأدائي قبل التصوير.
كل
هذه عوامل مساعدة للصورة التي تخيلها المخرج.. عوامل تحافظ على إيقاع
سينمائي متناسق يزيد من شد انتباه المتفرج وتحافظ على متابعته.. وإذا
نجح المخرج في الحفاظ على ذلك التناغم فيما بين هذه العناصر الرئيسية
في أي فيلم سينمائي.. تكون مهمته أسهل بكثير.. لتقتصر فقط على إضفاء
رؤيته الفكرية والفنية لفيلمه.
ختاماً.. لابد من الإشارة إلى أن هناك محاولات قليلة هامة جداً،
شاهدناها واستمتعنا بها ضمن هذا التجمع السينمائي الجميل، أبرزها حسب
الترتيب الأبجدي (الجساسية ـ القرم ـ أسرار سارة ـ أشياء ـ أفكار
انتحارية ـ تحت الشمس ـ حياة تخشبية ـ خوف ـ سراب ـ سماء صغيرة ـ نساء
بلا ظل ـ هبوب)، استطاعت هذه الأفلام أن تقول الكثير عن السينما
والصورة.. ولكن الأهم هو الاستمرارية والعمل على صنع تراث تراكمي
للصورة السينمائية في المنطقة بشكل عام.. فالسينما تاريخ.. السينما هي
الحلم بالواقع.
|