كلما
تأتي مناسبة عيد الحب" هذه.. أتذكر كثيراً (حبيبي دائماً).. ذلك الفيلم
الرومانسي الكلاسيكي المصري. فهذا الفيلم، بالرغم من أنه مستوحى عن قصة
حب كتبها السيناريست د.رفيق الصبان، عاشها الفنان عبدالحليم حافظ، وجاء
مغلفاً برومانسية وميلودراما طاغية. الفيلم قدمه المخرج حسين كمال عام
1980، والذي نجح إلى حد كبير في تجسيد معاني كثيرة للحب والوفاء
والإخلاص.
بطل
الفيلم إبراهيم (نور الشريف) طبيب شاب بسيط ومكافح، يحب فريدة (بوسي)
سليلة الحسب والنسب، حيث تقف الفوارق الطبقية حائلاً لزواجهما، بالرغم
من قرار فريدة بالتضحية بأهلها والهرب مع إبراهيم والزواج منه، إلا أن
إبراهيم يرفض هذا التصرف ويصر على إرجاعها بنفسه إلى بيتها.. يلتقيان
بعد سنوات ومازال الحب ينبض في قلبيهما.. فإبراهيم قد أصبح طبيباً
مرموقاً. في هذه الفترة تصاب فريدة بمرض خبيث يكتشفه إبراهيم نفسه لكنه
يخفي حقيقة هذا المرض عنها، ويصر على الزواج منها في أسرع وقت. بعدها
يسافر بها إلى لندن للعلاج محاولاً إنقاذها من المرض، إلا أن الأطباء
هناك أكدوا بان حالتها ميئوس منها. تعرف فريدة بأمر مرضها في لندن،
فترجع مع حبيبها إلى مصر لتنتظر الموت. وفي النهاية تموت بين أحضان
حبيبها بعد مشاهد ميلودرامية عنيفة.
الفيلم ذو مستوى تقني جيد، قدم حسين كمال من خلاله لقطات ومشاهد جميلة
ظهرت وكأنها لوحات تشكيلية، لقطات مدروسة بدقة من حيث التكوين واللون.
كما قدم مشاهد لمدينة لندن لم يسبق للأفلام المصرية أن قدمت مثلها. إلا
إن كل هذا جاء ليخدم موضوعاً مستهلكاً، سبق وان قدمته السينما المصرية
عشرات المرات، كما تطرقت له السينما العالمية في الكثير من الأفلام،
أبرزها فيلم (قصة حب
LOVE STORY
) لمخرجه آرثر ميلر.
العنصر الأهم في هذا الفيلم كان التمثيل، فقد رفع من مستوى الفيلم، بل
أنه قد دعم بقية عناصر الفيلم الأخرى. فقد أدى نور الشريف دوراً شديد
الصعوبة اعتمد علي التعبير بعضلات الوجه عن مجمل الأحاسيس والخلجات
والصراعات الداخلية. وكذلك بوسي التي استطاعت في عدة مشاهد أن تؤكد
قدرتها على الأداء الصعب والتحرر من قيد الشخصية وإكسابها نوعاً من
التألق.
كان
صدى الفيلم الجماهيري حينها مدوياً.. بل أنه مازال في الذاكرة كأبرز
الأفلام الرومانسية الكلاسيكية.. وبالطبع فإن المتفرج لابد أن يتذكره
في هذه الفترة بالذات، بعد إعلان انفصال نور الشريف عن بوسي بشكل رسمي.
فالفيلم كان من إنتاج شركتهما الإنتاجية الخاصة في باكورة أعمالها..
وكان هذا الفيلم.. قد أعطى مصداقية لاستمرار هذه الشركة.. التي قدمت
أفلام عدة ناجحة فيما بعد.. فماذا سيكون مصير هذه الشراكة الفنية..؟
بعد أن انتهت الشراكة الاجتماعية..؟
|