رمضان هذا العام جاء مختلفاً.. ليس ببرامجه أو بمسلسلاته، إنما مختلفاً بالنسبة لي شخصياً.. شعرت من أول يوم فيه، بأن الكم الهائل من هذه البرامج والمسلسلات ومتابعتها، بالطبع سيستهلكني تماماً.. إنها حقاً صدمة.. قررت حينها عدم مشاهدة أي شيء..!!

ربما يكون هذا الإحساس مرده عدم مقدرتي لمتابعة لصيقة بكل ما سيعرض.. أو ربما لأن حضور النجوم الكبار هذا العام في رمضان، قد جعلني في تشتت تام، لم أقدر على تقبله.. من أتابع..؟! يسرا وحضورها الأخاذ.. محمود عبدالعزيز المتألق دائماً بعد غياب طويل.. أم يحيى الفخراني ونور الشريف الحاضران دائماً في زحمة الدراما الرمضانية..؟! النجم الأوحد الذي افتقدته وكنت أنتظره لم يكن هناك.. أسامة أنور عكاشة.. هذا الغول الدرامي الذي يسحق كل الدراما المسيطرة.. أتراني قد أضعته أم لم أنتبه لوجوده في مثل هذه الزحمة..؟! أيضاً محمد فاضل كان هناك.. لكني لم أحضره.. للأسف..!!

شخصياً.. لم تكن القنوات الفضائية العربية طوال عام كامل مضى.. تندرج ضمن متابعاتي اليومية.. فكل ما تبثه لم ينجح في شد انتباهي تماماً.. أكتفي فقط بما تبثه قنوات الـ"شو تايم" من أفلام فاتتني مشاهدتها في عروضها الأولى، أو أمتعتني لدرجة حرصي على مشاهدتها مجدداً.

الوحيدة يسرا.. في مسلسلها الجديد.. هي التي غيرت قراري بعدم متابعة كل ما يعرض الآن في رمضان.. فلهذه النجمة المتألقة سحر وتأثيرا كبيرا عليّ وعلى حبي للتمثيل والدراما بشكل عام.. فأخذت أقارن بين مسلسلها والمسلسلات الأخرى.. صحيح بأن المقارنة غير منطقية تماماً.. لكن لنقل بأن الاستحواذ الذي تملكني وأنا أتابع يسرا، جعلني أختلس النظر أحياناً نادرة للآخرين.. سميرة أحمد.. حسين فهمي.. محمود عبدالعزيز.. يحيى الفخراني.. أمل عرفة.. نور الشريف..!!

أكثر ما أدهشني ذلك التسابق المحموم من قبل بعض القنوات على جذب المتفرج.. لدرجة أن أحداها تقدم أربعة مسلسلات متتابعة.. دون استراحة ترفيهية أو برنامج منوعات.. وجميع هذه المسلسلات تعرض حصرياً.. والمتعب لنفسية المتفرج حقاً، أو لنقل لنفسيتي حتى لا يكون الأمر تعميماً.. هذا الكم الهائل من الإعلانات التي تتخلل هذه الدراما.. ليصبح نصف زمن المسلسل هو للإعلان.. ماذا تتوقعون من المتفرج أن يفعل.. ربما يعتبر هذه الإعلانات بمثابة استراحة من مشاهدة كم الدراما المخيف الذي يأخذ كل وقته وعقله.. ياله من ضحية هذا المتفرج..؟!