في مطالبتها بمقاطعة الأفلام
الأميركية، دعت نقابة المهن السينمائية المصرية، الشعب العربي عموماًَ
والمصري خصوصاً، إلى مقاطعة الصالات التي تعرض أفلاماً أميركية وبريطانية،
كما دعت غرف السينما والأجهزة المعنية إلى وقف استيراد هذه الأفلام.
في هذه الدعوة، بالرغم من
أنها جاءت كرد فعل واضح للمجازر التي إرتكبتها وترتكبها القوات الأميركية
الغازية على شعب العراق الأعزل، إلا أنها ليست دعوة منطقية بالمعنى الحرفي
للكلمة. فالسينما الأميركية، لا تمثل هذا النظام الأميركي الاستعماري، وإنما
تشكل فن السينما بمعناه الأشمل.
وقد جاء في بيان النقابة
أيضاً، وقف استيراد المسلسلات التليفزيونية وجميع الخامات والأجهزة التي
تنتجها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكافة الدول التي تساند العدوان
على العراق، واستبدالها بالإنتاج الفرنسي والألماني والروسي. ولو أن البديل
متاح للمستهلك العربي، لما تردد ولو للحظة في استخدامه.
والسؤال الذي يطرح نفسه في
هذا الصدد هو، هل نحاكم الفن بجريرة السياسة، بمعنى أنه هل من الممكن أن يكون
الفن عرضة لمهاترات نجوم السياسة. فالفن عموماً والسينما خصوصاً، يجب أن
تبتعد كثيراً عن السياسة.. بمعنى أن الفن الجميل موجود في أي مكان من
العالم.. إن كان في فلسطين أو في أميركا. ثم أننا لا يمكننا تغافل موقف
الفنان الأميركي المعارض لهذه للحرب الشرسة على العراق كمثال. والدعوة لعدم
مشاهدة الأفلام الأميركية، معناه أن نحرم أنفسنا من فن السينما بكل ما يحملة
من تطور فني وتقني متجدد ومتواصل. فهل بإمكان أحد مثلاً، أن يمنعنا من متابعة
الأدب الأمريكي، وقراءة الثقافة الأمريكية؟!
السينما الأمريكية، بكل ما
تحمله من أفكار وتقنية وابتكارات، مهما اختلفنا حولها، هي من دون منازع،
الأولى في العالم.. هذا بالرغم من أن كل سينمات العالم، حاولت مجاراتها في
أكثر من مرحلة، إلا أن التفوق كان حليفاً للسينما الأميركية. وهي، شئنا أم
أبينا، تشكل المنبع الأساسي لهذا الفن وتغذيه، بالإبتكار والتطور.
ونحن هنا لا نتحدث بالطبع عن
المواضيع التي تطرحها هذه السينما، فكلنا يعرف من الذي يغذي هذه السينما
بالمواضيع والأفكار.. وإنما نتحدث عن كل ما تعطينا هذه السينما من متعة بصرية
وجمالية، ربما لا نجدها في السينمات الأخرى.
|