ثلاثة وثمانون عاماً.. ليست طويلة في عمر الزمن.. لكنها كذلك بالنسبة للنجم الكبير بول نيومان.. هذا الممثل الذي يعد ثالث العمالقة بعد جيمس كين، مارلون براندو.. الثلاثة بدأو في نفس الفترة.. الثلاثة تتلمذوا على يد مدير ستوديو الممثل ستراسبيرغ.. الأول رحل في قمة النجومية بعد أربعة أفلام وحادث شنيع أودى بحياته.. براندو ونيومان، كتب لهم الزمن ليأخذا حظهما من الشهرة والنجومية وخوض غمار الحياة السينمائية بالطول والعرض.. فبعد أربع سنوات فقط من رحيل براندو.. ها هو بول نيومان يرحل بعد صراح طويل وشجاع مع المرض الخيبث.. بعد أن شعر هو نفسه بدنو الأجل..!!

في الحقيقة.. لم أكن من متابعي أفلام بون نيومان.. أقصد لم يكن شخصه كنجم أو ممثل يهمني.. بقدر ما يهمني الدور الذي أشاهده له.. إلا أن رحيله الشهر الماضي، كشف لي الكثير عن حياته وأفلامه.. مثلما اكتشفت بأنه يعد في نفس مرتبة زميله الراحل مارلون براندو (العملاق الذي كان يذهلني مع كل دور جديد له).. لكنني مازلت أتذكر أدوار نيومان المميزة الأخيرة في (لون المال ـ رسالة في زجاجة ـ الطريق إلى جهنم).. حقاً شعرت بحيرة من أمري، فهذه الأفلام الثلاثة فقط لهي قادرة على الكشف عن موهبة فذة في الأداء، كنت أتجاهلها.. كيف لي أن أتجاهل بول نيومان.. هل لأنني كنت شغوفاً بأفلام من نوعية أخرى لم يكن لنيومان دور فيها.. ربماً..!!

المهم هو أن من كان معجب بنجومية بنيومان في مراحله المختلفة، لابد أنه سيتذكر أدواره التي لازالت تحضى بخصوصية دائمة عند الكثيرين غيري..!!

بدأت مسيرة نيومان مع بداية الخمسينات، وأصبح في خلال سنوات من مشاهير نجوم السينما.. وقدم خلال نصف قرن ما يقارب السبعين فيلماً، أخرج منها ستة أفلام.. وبالرغم من أنه كان مقلاً في اختيار أدواره.. إلا أن عمله تحت إدارة مخرجين متميزين أمثال مارتن ريت، آرثر بن، روبرت ألتمان، روبرت وايز، سيدني لوميت.. قد جعل منه أسطورة لا يستبدل بآخرين مالم يعتذر هو.. لذلك فكل فيلم له يعد نقطة تحول في مسيرته السينمائية الطويلة..!!

وخلال مسيرته الطويلة هذه، رشح نيومان لنيل عشر أوسكارات، إلا أنه لم يفز إلا بواحدة عن دوره مع المخرج مارتن سكورسيزي في فيلم (لون المال) عام 1986.

على الجانب الشخصي، تزوج نيومان مرة واحدة فقط من الممثلة جوان وودوورد عام 1958، واستمر هذ الزواج طوال حياته.. وهي تعد حالة استثنائية بين نجوم هوليوود.