كان حضور الكويت السينمائي بارز في هذا الأسبوع، وذلك من خلال
أفلام (جمال عقل خالد ـ صابر على البحر ـ كويتنا ـ شرق ـ عندما
يرحل الملاك).. وهي أفلام أشعرتنا بأن هناك جيل سينمائي جديد في
الكويت.. يبحث ويجرب ويحاول أن يصنع صورة مخالفة لما هو متوقع.. في
تجارب فيلمية تجريبية وصادمة في غالبيتها.. أفلام تتناول قضايا
فلسفية وفكرية.. وتحاول التعبير عن حالات نفسية خاصة..!! فيلم
(شرق) الوحيد الذي قدم السينما البسيطة.. ولكن بأسلوب إخراجي جميل
ومشوق.. أو لنقل جماهيري..!
في اللقاء الذي تلى عروض الأفلام الكويتية.. كان الحوار
والنقاش قد تركز على الغموض الذي اتسمت به هذه الأفلام.. والقليل
منهم من تفهم حرية المخرج في أن يقدم ما يراه وما يعبر عنه كإنسان
وفنان.. وهو أمر مشروع ولا يمكن الركون على أن الفنان لابد له أن
يقدم ما يفهمه المتلقى أو ما يعجبه.. هذا الأمر استغرق وقتاً
طويلاً من النقاش.. ليس في هذا اللقاء فقط.. بل إنه إشكالية قديمة
مازالت تسيطر على أغلب التجمعات الثقافية..!
الإماراتيين.. كانوا مفاجأة الأسبوع بالنسبة للكويتيين بالذات،
حيث الإطلاع على التجارب السينمائية الخليجية نادر.. فقد كان
المخرجان سعيد سالمين وعبدالله حسن أحمد قد حضرا مع أفلام إماراتية
بارزة (هبوب ـ الغبنة ـ عصافير الغيظ).. ومع أني قد شاهدت مجمل
الأفلام المعروضة في هذا الأسبوع.. إلا أنني وجدت نفسي أكتشف
الطموح والحماس في جميع هذه التجارب.. أكتشف من جديد بأن للسينما
في دول الخليج عاشقون ومحبون لهذا الفن الإستثنائي..!!
شخصياً.. أزعم بأن المستوى الجيد الذي وصله الإماراتيون في
مجال الفيلم القصير.. كان بالطبع نتيجة للإطلاع والمتابعة المستمرة
التي توافرت في مسابقة أفلام من الإمارات.. حيث العروض والتظاهرات
الجانبية من مختلف دول العالم..!!
الفيلم العماني (البوم) للمخرج خالد الزدجالي.. عرض لوحده يوم
الأربعاء في حضور جمهور جميل.. ناقش المخرج وتفاجأ بهذه الجهود
الخلاقة لصنع السينما في عمان.. فوجود أول فيلم عماني طويل على
الساحة يعد مكسباً بحد ذاته.. بعض النظر عن السلبيات التي عادة ما
تصاحب العمل الأول..!!
الختام كان أيضاً حافلاً بالعديد من المفاجأت.. أولها حضور
وزير الإعلام الكويتي شخصياً لحفل الختام.. وتوزيع شهادات التقدير
للمكرمين.. كما أن فيلم (قصيد سيمفوني) كان حقاً مسك الختام،
فالفيلم يقدم لنا فناناً كبيراً في عالم الفن والموسيقى.. سليمان
الديغان.. ابن الكويت وابن الفنان غنام الديغان..!! وقد كان الفيلم
بمثابة رحلة في وجدان هذا الفنان، ومحاولة جادة في تقديم فن
الموسيقى من خلال السينما.
أما اللقاء الخاص بالسينما في الخليج في تلفزيون الكويت.. فقد
استضاف ستة من المشاركين في الأسبوع.. الناقد عماد النويري، المخرج
خالد الزدجالي، المخرج وليد العوضي، المخرج عبدالله حسن أحمد،
الناقد خالد شوكات، الناقد حسن حداد.
هذه الحلقة التلفزيونية الخاصة قدمتها المذيعة المتألقة
والمثقفة ندين صيداني في ساعة تلفزيونية مشوقة.. حيث الشد والجذب
في الحوار والبحث في قضاياً كثيرة تهم السينما في الخليج، لم يسعها
الوقت للظهور للمتفرج.. ولكنها بالفعل حاضرة ومتجسدة على الساحة
السينمائية..!
ختاماً.. لابد من التأكيد على استمرار إقامة هذه الفعاليات
السينمائية.. باعتبارها المنفذ الوحيد للإطلاع على تجارب وأفلام
خليجية
|