ليلة القبض على فاطمة
(1)
"ليلة القبض على فاطمة"، رواية للكاتبة
سكينة فؤاد، كانت لها بمثابة بداية الطريق الى الشهرة، حيث قدمت
هذه الرواية للإذاعة أولاً كمسلسل قام بإخراجه علي عيسى، ثم قدمت
للسينما عندما أخرجها هنري بركات، وكانت الفنانة فاتن حمامة بطلة
لكلا العملين. ثم قام المخرج التليفزيوني المتميز محمد فاضل
بتقديمها في مسلسل من خمس عشرة حلقة، من بطولة الفنانة فردوس
عبدالحميد، مع الاشارة بالاختلاف الواضح في التناول الدرامي
والفكري بين الفيلم والمسلسل. ولسنا هنا بصدد تناول الاعمال
الثلاثة بالتحليل والمقارنة، وانما فقط للإشارة لهم، والتركيز على
الفيلم.
فبالرغم من النجاح الجماهيري الكبير
الذي حظي به فيلم (ليلة القبض على فاطمة - 1984)، كعادة افلام فاتن
حمامة، فقد صاحبت الفيلم ضجة إعلامية شارك فيها النقاد ما بين مؤيد
ومعارض لما جاء في الفيلم من آراء وأفكار سياسية حول ثورة يوليو
ومراكز القوى.
وإذا كان لابد من الحديث عن ما جاء في
المضمون، فيمكن القول بأن الفيلم عندما قدم شخصياته بما تحمله من
خير أو شر، من طيبة أو وصولية، اعتمد في تجسيد ذلك على خلفية
تاريخية وفترة زمنية حساسة من تاريخ مصر الحديث، تحظى بمكانة خاصة
في وجدان الجماهير العربية ليس في مصر فحسب وإنما في كافة الاقطار
العربية. لذلك كان من الصعب على المتفرج العربي ان يتقبل أية
محاولة لتشويه تلك الصورة الرومانسية. هذا بغض النظر عن اختلافنا
الذي نسجله، بأن الفيلم فيما طرحه قد قدم وجهة نظر أحادية الجانب
عن تلك الفترة، ولم يسعى الى الموضوعية.
أما بالنسبة لفاتن حمامة فهي الفنانة
التي تنتظر طويلاً لتعود من جديد وتعلن عن ميلاد آخر لها وللسينما
المصرية.. ممثلة كلما ازدادت عمراً ازدادت وعياً ونضجاً فنياً..
ممثلة بالغة الاقناع والتلقائية. وهذا ما جعلها تحظى بقدر كبير من
الاعجاب والتقدير لدى الجماهير العربية.
كتب المعالجة الدرامية والحوار للفيلم
عبدالرحمن فهمي، أما السيناريو فقد كتبه المخرج بركات. ولاستكمال
الثلاثي الفني المميز، قام الفنان وحيد فريد بإدارة التصوير..
الثلاثي الذي يتكون من فاتن حمامة/ هنري بركات/ وحيد فريد، الذين
اشتركوا فيما سبق في تقديم الكثير من الافلام الناجحة، أهمها:
الحرام، دعاء الكروان، أفواه وأرانب. |