منتجة ومخرجة سينمائية:
في عام 1932 كوَّنت "بهيجة حافظ" شركة "فنار فيلم للإنتاج
السينمائي" بالاشتراك مع زوجها "محمود حمدي" الذي تزوجته أثناء
تصوير فيلمها الأول، أما باكورة أعمال هذه الشركة فكان فيلم
(الضحايا ـ 1932)، وهو فيلم صامت يدور حول ضحايا المخدرات، وقد
قامت هي ببطولته أمام "زكي رستم" و"عطا الله ميخائيل"، وكان مخرج
الفيلم هو "إبراهيم لاما".. كما اشتركت في الغناء فيه، ولأول مرة،
الفنانة "ليلى مراد" مع "أحمد عبد القادر" والراقصة "حورية محمد"،
وكانت الموسيقى التصويرية للفيلم من وضع الملحن "محمد القصبجي"..
ونجح الفيلم عند عرضه في 28 نوفمبر 1932.
أما إنتاج الشركة الثاني فكان فيلم (الاتهام ـ 1934) الذي أخرجه
"ماريو فولبي"، وقامت "بهيجة" بوضع الموسيقى التصويرية، إضافة
لقيامها بدور البطولة مع "عزيز فهمي" و"زينب صدقي" و"زكي رستم"،
وقام زوجها بدور وكيل النيابة.. وعرض الفيلم بتاريخ 20 مارس 1934..
بعدها قامت شركة فنار فيلم بإعادة إنتاج فيلم (الضحايا) الناطق عام
1935.
ليلى بنت الصحراء.. الإنتاج التاريخي
الضخم:
(ليلي بنت الصحراء ـ 1937) هو الفيلم الذي يعتبر علامة هامة في
مشوار الفنانة "بهيجة حافظ" الفني والسينمائي على الخصوص، بل وفي
تاريخ السينما المصرية بشكل عام.. فبالإضافة إلى إنتاجه، قامت
"بهيجة" بدور البطولة فيه أمام "حسين رياض" و"زكي رستم" و"عباس
فارس"، كما قامت بوضع الموسيقى طبعاً وتصميم الأزياء، ويقال بأنها
قامت بإكمال إخراج الفيلم مع ثلاثة من المساعدين حسن عبد الوهاب ـ
بدر أمين ـ إبراهيم حسين العقاد، بعد أن اختلفت مع المخرج "ماريو
فولبي"، ونحَّته عن إخراج الفيلم، علماً بأن الفيلم لا يحمل اسم
مخرج، وإنما توجد إشارة على تترات الفيلم تقول:
(...فيلم من إنتاج وإخراج شركة فنار فيلم...).
لقد بلغت تكاليف إنتاج فيلم (ليلى بنت الصحراء)
حوالي 18 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم قياساً لإنتاج تلك الفترة.. وقد
عرض الفيلم في 28 يناير 1937، ولاقى نجاحاً كبيراً، كما عرض الفيلم
في مهرجان برلين الدولي، كأول فيلم عربي ناطق يعرض في هذا المهرجان
ويحصل علي جائزة ذهبية.. كما أنه رشح للعرض في مهرجان البندقية
وبعد سفر "بهيجة" وزوجها إلى إيطاليا للاشتراك في المهرجان، وإذا
بهما يفاجأن بصدور قرار من وزارة الخارجية بمصادرة الفيلم ومنع
عرضه في الداخل والخارج لأسباب سياسية، بعد مُضي عام على عرضه
الأول.. فقد احتجت الحكومة الإيرانية آنذاك علي هذا الفيلم علي
اعتبار أنه يسيء إلى تاريخ كسرى أنوشروان ملك الفرس القديم، لذلك
صدر هذا القرار مجاملة للحكومة الإيرانية بمناسبة المصاهرة الملكية
التي تمت بعد ذلك بقليل، بزواج شاه إيران رضا بهلوي من أخت فاروق
ملك مصر.
وبمصادرة الفيلم، تكبدت شركة فنار فيلم خسائر فادحة
تحولت بعدها من شركة بين الزوجين إلى شركة مساهمة، لم تقم إلا
بتوزيع فيلم (بياعة التفاح ـ 1939) من إنتاج شركة إيزيس فيلم، وبعد
ست سنوات رفع الحظر عن فيلم (ليلى بنت الصحراء) وذلك بعد أن رفعت
الشركة دعوى تعويض علي الحكومة بمبلغ عشرون ألف جنيه، وانتهاء
الظروف السياسية (الطلاق بين الشاه وشقيقة الملك) التي أدت إلى
مصادرته، لكن الرقابة اشترطت إدخال بعض التعديلات عليه بالحذف
والإضافة وتغيير الاسم إلى (ليلى البدوية) وعُرض الفيلم بعد ذلك في
دار سينما "الكورسال" في 12مارس 1944. |