نادية سالم خريجة آداب صحافة ومعهد
سينما، وعملت كمخرجة في المركز القومي للأفلام
التسجيلية، وقامت بإخراج أفلام تسجيلية قصيرة
أهمها فيلم (الطفل الشقيان) الذي حصل على عدة
جوائز من مهرجان موسكو ومهرجان ليبزج الدولي
للأفلام القصيرة.
وعن تناولها لقضية المرأة، تقول
نادية سالم: (...قضايا المرأة من خلال الأعمال
الفنية مسألة كانت تشغلني منذ كنت طالبة في معهد
السينما، ولهذا كان فيلمي في مشروع التخرج (وقائع
شخصية لامرأة عصرية) نسخة عن تجارب مررت بها في
حياتي (...) ورغم صدق التجربة اعتبره البعض جرأة
شديدة...). # مجلة المجلة 15يناير 1986.
وبعد التخرج تقدمت نادية سالم إلى
الرقابة بسيناريو فيلم (صاحب الإدارة بواب
العمارة) ٌنتاج عام ،1984 والذي كتبت له القصة
والسيناريو والحوار، بعد أن استوحت قصته من سجلات
وزارة الداخلية، ومن دراسة ميدانية عن قرية (طهواي)
المشهورة بالغجر وبعض المجرمين الذين يهاجمون ركاب
القطارات.
وعن موقف الرقابة من الفيلم تقول
المخرجة: (...عرض الفيلم على الرقابة ورفض ثلاث
سنوات، لإحساسهم بأن امرأة هي التي ستخرج، وبعد
تنفيذه ونجاحه قالوا أنها مخرجة تفوق الرجال...).
# مجلة المجلة 15 يناير 1986.
ولنادية سالم وجهة نظر حول تناول
الرجل لقضايا المرأة في السينما، حيث تقول:
(...المرأة تعبر عن المرأة بشكل أفضل، فعندما
تناقش قضايا المرأة في السينما لا بد آن تكتبها
وتخرجها امرأة (...) وعلى الرجل أن يترك تجارب
وقضايا المرأة للمرأة...)# مجلة المجلة 15 يناير
1986.
يدور الفيلم حول بواب عمارة (عادل
أدهم)، كان في الأصل فلاحاًَ، هاجر من الريف بعد
أن سيطرت عليه غجرية (نادية الجندي) أدت به إلى
احتراف الإجرام، وأصبح طريد العدالة، مما أضطره
إلى اللجوء للقاهرة والعمل كبواب بإحدى العمارات
الضخمة، ثم زواجه من الغجرية التي تطمع في الوصول
إلى القمة، فهي في سبيل ذلك على استعداد أن تفعل
أي شيء من أجل المال. وتنجح في الحصول على ما تريد
لتتحول في زمن قياسي من (زايده) الغجرية إلى (مدام
زيزي).
وعلى الطرف الآخر تقف سعاد القاضي
(صفية العمري) الفنانة الشابة والجادة، صامدة
تدافع عن قيم المجتمع وتقاليده النبيلة الراسخة،
لكنها لا تستطيع الاستمرار في الصمود، لأن التيار
المعاكس أقوى منها، فتنهار أمام كل ذلك حتى تموت
في النهاية.
الفيلم يقدم من خلال أحداث وحكايات
كثيرة ومتشابكة، ويتحدث عن الكثير من قضايا ومشاكل
المجتمع المصري، ويسعى لبلورة مشاكل المواطن
المصري بجرأة. ولكن كل هذا لا يبرر للفيلم إخفاقه
في البناء الدرامي، والاتجاه إلى المباشرة لتوصيل
ما تريده المخرجة (كاتبة السيناريو) من قيم
وأفكار.. مما أفقد الفيلم التأثير الإيجابي في
المتفرج.
لم ينجح السيناريو في رسم بعض
الشخصيات، فجاءت ساذجة وبدون تعمق كافٍ في
ثناياها، مما جعلها تتصرف بشكل فجائي وغير طبيعي،
وقد ساهم هذا في خلخلة الأحداث وعدم منطقيتها. أما
تناول المخرجة لعدة مواضيع فقد أفقد الفيلم
الترابط وأدى إلى التشتت بين هذا وذاك، ولو أنه
تناول قضية واحدة لكان ذلك لصالح الفيلم والمخرجة.
لقد أخفقت نادية سالم في توصيل
وجهة نظرها من قضايا الثقافة والمجتمع لأنها لم
تنجح في اختيار الموصل الجيد لذلك، فالفنان ليس
بما يحمله من قيم ومفاهيم فقط، وإنما بكيفية توصيل
هذه المفاهيم بشكل إبداعي خلاق. |