فيلم (طيور الظلام) يقدم صرخة جريئة في وجه المجتمع، مبيناً أخطر القضايا
التي تؤرقه. وقد نجح وحيد حامد في صياغة كل ذلك في سيناريو قوي ومتماسك
وسريع، إحتفظ بعنصري الإثارة والتشويق حتى نهاية الفيلم. كما أنه إستطاع
تقديم مبررات منطقية وواقعية لتصرفات شخصياته. هذا بالرغم من تلك السطحية
التي إتصفت بها شخصية سميرة، وعدم التعمق في دواخلها. وكذلك الضعف الواضح
في رسم شخصية الوزير، الذي بدى ساذجاً مقلوباً على أمره. وقد تجسد هذا
السيناريو بعناصر سينمائية خلاقة، ساهمت كثيراً في إخفاء العيوب القليلة
التي إتصف بها السيناريو. فالمصور محسن نصر نجح في إختيار زوايا تصوير تعبر
عن الموقف وتتناسب والحدث الدرامي، إضافة الى حركة الكاميرا السلسة
والتكوينات الجمالية القوية والمعبرة والراصدة للوجوه وتعبيراتها في الكثير
من المشاهد. وقد كان المونتاج السريع والمحفز عوناً في إيصال هذا التعبير
الى المتفرج وذلك بشحنه بالتوتر. |