في (حبيبي دائماً) يقدم حسين كمال فيلماً ميلودرامياً ورومانسياً، استوحى
قصته السيناريست (رفيق الصبان) عن قصة حب حقيقية عاشها الفنان عبدالحليم
حافظ. والفيلم ذو مستوى تقني راق، قدم حسين كمال من خلاله لقطات ومشاهد
رائعة طهرت وكأنها لوحات تشكيلية مدروسة من حيث التكوين واللون. وقدم رؤية
جديدة لمدينة لندن، إذ لم يسبق للأفلام المصرية التي احتوت على مشاهد
خارجية في أوروبا أن قدمت مثلها. كل هذا جاء ليخدم موضوعاً مستهلكاً سبق
وأن قدمته السينما المصرية عشرات المرات، كما قدمته السينما العالمية في
الفيلم الشهير (قصة حب) لمخرجه أرثر هيلر.
صحيح أن فيلم (حبيبي دائماً) في حدود نوعيته صنع بدقة وعناية، إلا أنه لم
يطرح أي قضية ملحة وجادة ذات أبعاد إنسانية اجتماعية.. فهو يقدم قصة حب بين
شاب فقير وفتاة غنية، وهذا الفرق الطبقي حال دون زواجهما في البداية، إنه
لمن دواعي الأسف حقاً أن مثل هذه الموضوعات ما زالت تحظى باهتمام بعض
المخرجين المصريين. فرغم العمر الطويل للسينما المصرية الذي تجاوز الستين
عاماً، إلا أن (ليلى) ما زالت بنت الفقراء. إن حسين كمال بهذا الفيلم قد
أهدر طاقاته وطاقات من عمل معه في عمل تجاري تقليدي.
بعدها قدم حسين كمال ثلاثة أفلام، وهي (العذراء والشعر الأبيض، أرجوك اعطني
هذا الدواء، أيام في الحلال)، وجميعها أعمال مأخوذة عن قصص لإحسان
عبدالقدوس.. وإحسان عبدالقدوس تميز بتناوله لقضايا المرأة، قضايا يؤكد فيها
على ضرورة استقلالها ذاتياً ومالياً وحتى في إطار الحياة الزوجية يدافع عن
حريتها ومشاعرها وعواطفها.
وهذا ما يدور في أفلام حسين كمال الثلاثة، فرغم جودة الأفلام الثلاثة في
الصنعة الحرفية، إلا أنها أفلام رومانسية شاعرية شفافة، يكرر فيها حسين
كمال تجربته في فيلم (حبيبي دائماً)، كما يقدم فيها البيئة البرجوازية
ومتطلباتها من بيوت فخمة بأثاثها وديكوراتها ومكاتبها ونواديها وسياراتها. |