عن قصة (مجيد طوبيا) وسيناريو (رفيق الصبان) يقدم حسين كمال فيلم (قفص
الحريم ـ 1986). وفيلمه هذا يطرح قضية مثيرة ومتشعبة، ويحمل مضموناً في
غاية الحساسية. حيث يقول ـ وبشكل موجز ـ بأن الرجل في أي زمان ومكان..
الأمي والمتعلم، المتزمت والمتحرر، لا يقبل مطلقاً للمرأة بأن تأخذ دوره
وتمارس حقه، ويرفض بشكل قاطع أن تمارس حقها في اختيار شريك حياتها.
ويتناول الفيلم ثلاثة نماذج للرجل للتدليل على ذلك. فالعمدة الصعيدي
المزواج يمثل الجيل القديم والمتخلف في نظرته للمرأة كتابع ضعيف خاضعة له،
كما أنه يلح على ابنته "ريم" بأن تتزوج وتعدل عن إصرارها باختيار عريسها،
إلا أنها تصر على أن الاختيار لا بد أن يكون من جانب الطرفين. أما الرجل
المتعلم والفنان فنراه يطرح أفكاراً متحررة جداً، لدرجة إعجاب ريم بهذه
الأفكار وبه شخصياً، ولكنه عندما يريد تطبيق هذه الأفكار ويختار شريكة
حياته فهو يفضلها غير متعلمة وقروية. أما النموذج الثالث فهو الشاب العصري
وطالب الجامعة الذي اختارته ريم ليكون زوجاً لها، حيث تفاتحه بحبها وعن
رغبتها بالزواج منه، وفي يوم الزفاف يتركها في انتظاره ولا يأتي، إنه
يفاجاً بجرأتها وجسارتها في إعلان حبها له وطلب يده للزواج.
الفيلم بهذا المضمون يطرح فكرة خطيرة ومتخلفة، يطرح نظرة الرجل للمرأة..
نظرة متدنية، لا تتغير مهما كانت ثقافته ووعية ودرجة تحضره وتحرره. وحسين
كمال في رؤيته السينمائية هذه، يقدم وجهة نظره خاصة من خلال فيلم ذي مستوى
فني وتقني جيد. |