مرة أخرى تجري رياح التظاهرات السينمائية في العالم العربي بما
لا يشتهي أهل الفن السابع. مرة أخرى تتضارب مواعيد المهرجانات، ضاربة عرض
الحائط كل الجهود التي بذلت لتفادي عقدها في المواعيد ذاتها.
في أسبوع واحد نظمت مراكش مهرجانها السينمائي الدولي العريق،
واحتفلت دبي بسينما العالم. في مراكش تحضر السينما الخالصة. وفي دبي تطغى
الاحتفالات.
المهرجان الأول يأخذ طابعاً فنياً. والمهرجان الثاني يأخذ
طابعاً سياحياً.
في دبي السجادة الحمراء تتفوق على صالات العرض. والنجوم
يتفوقون على أفلامهم. جورج كلوني، شارون ستون، غلوريا ستيفان، يوسف شاهين
(يكرمه المهرجان الى جانب داني غلوفر وايم كوون تيك)، باولو كويلو... أسماء
تتردد في أروقة المهرجان، والأفلام تكاد تكون شبه منسية. على الأقل هذا ما
يردده منتقدو مهرجان دبي. ولكن، نظرة سريعة على جدول عروض الدورة الرابعة
التي انطلقت في التاسع من الجاري وتستمر حتى الأحد، تبدل بعض الأفكار
المسبقة.
في القائمة 141 فيلماً من 52 دولة بينها 16 فيلماً في عرضها
العالمي الأول، تتوزع على أكثر من برنامج، هي ليال عربية وأفلام: «لولا»
للمخرج المغربي نبيل عيوش، و «على الأرض السماء» للمخرج اللبناني شادي زين
الدين، «كابتن أبو رائد» للمخرج الأردني أمين مطالقة، و «خلص» للمخرج
اللبناني برهان علوية. إضافة الى ثلاثة أفلام في برنامج «احتفال بالسينما
الهندية»، هي: «أطلق النار بمجرد المشاهدة»، «قصة التلال الحمراء»، «تاج
محل: قصة الحب الخالد»، وفيلم في برنامج «سينما افريقية» هو «اعترافات
مقامرة». أما عن فئة الأفلام الوثائقية فتتضمن القائمة اربعة افلام، هي «90
ميلاً» لمنتج التسجيلات الموسيقية اميليو ستيفان، «أنا فلسطيني» للمخرج
اسامة قشوع، «ست قصص عادية» لميار الرومي، و«إعادة خلق» لمحمود المساد. وفي
مسابقة «جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي» اربعة افلام قصيرة في عرضها
العالمي الأول، هي الفيلم الإماراتي «تنباك» للمخرج عبدالله حسن،
و«جيروسالم إتش دي»، و «هدية عيد الميلاد»، و «باريس على البحر».
ولا تقف عروض دبي عند هذا الحد. إذ كان للجمهور موعد مع فيلم
الافتتاح «مايكل كلايتون»، إضافة الى أفلام لاقت استحساناً حيثما عرضت، مثل
فيلم المخرج المغربي أحمد المعنوني «قلوب محترقة» الحائز جائزة أفضل فيلم
في مهرجان طنجة، وفيلم المخرج المصري محمد خان «في شقة مصر الجديدة» الذي
اختير ليمثل مصر في مسابقة الأوسكار، وفيلم يوسف شاهين «هي فوضى» الذي لاقى
اعجاب مهرجان «البندقية».
سينما
الواقع
إذاً من يبحث عن السينما الخالصة في مهرجان دبي لن يضلّ طريقه.
ومن يبحث عن النجوم والضوضاء لن يُخذل أيضاً. هذا باختصار أبرز ما يميز
الدورة الرابعة من المهرجان. فلمحبي السينما أفلام من حول العالم، ولمحبي
أساطير هوليوود ضالتهم.
لكن، هذا ليس كل شيء، فسينما الواقع حاضرة بثقلها في المهرجان.
ويكفي إطلالة على السينما اللبنانية المشاركة في هذه الدورة حتى نتبين ذلك.
10 أفلام لبنانية تتوزع بين برنامج «ليال عربية» ومسابقة
«المهر للإبداع السينمائي العربي» تطلق صرخة ضد ما يمرّ به لبنان من عواصف
وأزمات. 10 أفلام ملتزمة تصور المأساة، من حرب تموز مع فيلم «33 يوم» لمي
مصري، و «تحت القصف» لفيليب عرقتنجي الى «خلص» برهان علوية الذي يدور أثناء
حرب لبنان، و «كلمات بعد الحرب» للمخرج أنور براهم الذي يرصد مواقف فنانين
ومثقفين لبنانيين بعد قرار وقف إطلاق النار، مروراً بـ «آنسات سيدات
مواطنات» و «على العتبة» و «بوستوموس» و «جيش النمل» و «من نافذتي من دون
وطن» و «على الأرض السماء». يضاف الى هذه النتاجات السينمائية فيلم «إعادة
خلق» للمخرج محمود المساد الذي حمل كاميرته ومضى الى مسقط رأسه مدينة
الزرقاء، مدينة أبي مصعب الزرقاوي لتصوير فيلم «من شأنه تحدي النظرة
الغربية الأحادية الجانب الى الجهاد والتطرف». طبعاً لم يكن سهلاً على
المخرج إقناع الأهالي بالتحدث الى الكاميرا، حتى أن مقاومة عنيفة واجهته
الى ان التقى بمجاهد سابق (أبو عمار) راح يلاحق خطواته، وهنا بدأت الرحلة.
ومن أفلام الواقع، أيضاً، فيلم يحمل توقيع المخرج الدنمركي -
العراقي طارق هاشم بعنوان
www.gilgamesh21.com ،
وفيه يصور المخرج ألم المنفى ووجع العراق من خلال مراسلة الكترونية بين
كوبنهاغن وبغداد. إضافة الى فيلم من سورية (ست قصص عادية) عن سوء الاحوال
الاقتصادية في البلاد ما يجبر المدرسين والمهندسين وحتى العسكريين على
تأمين قوتهم من طريق العمل الإضافي كسائقي أجرة...
من
الإمارات
ولعل أهم نقطة تحسب لأهل المهرجان هو اخذهم في الاعتبار بعض
الانتقادات التي وجهت الى الدورات السابقة. وواضح أنه لم يغب عن بالهم ما
يثار حول جدوى تنظيم مهرجان للسينما في بلد تغيب عنه هذه الصناعة. من هنا
ضاعف المهرجان عدد الأفلام المشاركة في برنامج «أصوات إماراتية». إذ بلغ
عددها هذا العام تسعة بينما كانت تنحصر سابقاً في خمسة أفلام.
واللافت في هذه الفئة ارتفاع نسبة الأصوات النسائية، إذ تشارك
فيها شما أبو نواس وسحر الخطيب من خلال فيلم «أنا رجل» الذي يتطرق الى قضية
تشبّه بعض الشباب الإماراتي بالنساء من خلال المبالغة في العناية بمظهره
الخارجي. بينما تقدم رحاب عمر عتيق فيلم «بين شمسين» الذي فاز بجائزة
الطلبة للفيلم التسجيلي في مسابقة أفلام من الإمارات 2007. وترصد منال علي
بن عمرو في فيلم من كتابتها وإنتاجها وإخراجها بعنوان «وجه عالق» هواجس
امرأة.
أما الأفلام الإماراتية الباقية فهي: «100 ميل» و «بلا قلب»
و «هوجاس» و «رماد»، و «الغبنة»، و «هدية عيد الميلاد».
يومان فقط ويختتم المهرجان دورته الرابعة ويعود ضيوفه أدراجهم
بعد أسبوع من الرفاهية في أحضان السينما. ومع نهاية هذه الدورة يبقى الأمل
في ان يتخطى المهرجان في دوراته المقبلة أخطاء لا تغفر لمهرجان يصرف عليه
الكثير من الدولارات. والأهم، ضرورة إيجاد حل جذري لمسألة تضارب المواعيد.
الحياة اللندنية في 14
ديسمبر 2007
«عداء
الطائرة الورقية» لحفلة الاختتام
دبي - شفيق
الأسدي
«عداء الطائرة الورقية» هو الفيلم الذي وقع عليه اختيار منظمي
مهرجان دبي ليعرض في الحفلة الاختتامية في 16 الجاري.
الفيلم الذي أخرجه مارك فوستر صاحب «البحث عن نفرلاند» و «كرة
الوحش» مقتبس عن رواية بالعنوان ذاته للكاتب خالد حسيني، كانت تصدرت قائمة
المبيعات عند صدورها.
وعن هذا الاختيار قال نائب الرئيس التنفيذي للتسويق والنشر في
شركة «باراماونت فانتيج» ميغان كوليغان: «يشرفنا اختيار فيلم «عداء الطائرة
الورقية» لاختتام فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، ونحن فخورون لعرض
الفيلم أمام مثل هذا الجمهور العالمي الذي يحضر المهرجان».
ويروي الفيلم بأسلوب عاطفي، مجموعة قصص عن الصداقة والعائلة
والأخطاء المدمرة والحب الذي يعوض كل الخسارات، من خلال علاقة صداقة بين
الطفلين حسان وأمير اللذين يوشكان على الفراق للأبد. وترصد الكاميرا عصر
أحد الأيام الجميلة في مدينة كابول، حيث كانت السماء تغص بالطائرات الورقية
لأطفال يمرحون بلعبتهم المفضلة، ولكن هذه الحال لن تدوم، حيث تضطر عائلة
أمير للهجرة إلى الولايات المتحدة بسبب نذر الحرب التي تهدد أفغانستان.
وبعد 20 سنة يعود أمير إلى أفغانستان الواقعة تحت القبضة الحديد لحكومة
«طالبان»، ليواجه الأسرار والذكريات التي لا تزال في داخله.
الفيلم من إنتاج «دريم ووركس بيكتشرز»، و «سيدني كيمل
إنترتيمنت»، و «بارتيسبنت بروداكشنز»، وتوزعه شركة «باراماونت كلاسيك».
وكانت رواية الكاتب خالد حسين باعت أكثر من 8 ملايين نسخة في
ما يزيد على 34 دولة، متصدرة قائمة أفضل مبيعات الكتب في العالم منذ صدورها
للمرة الأولى عام 2003.
الحياة اللندنية في 14
ديسمبر 2007
|