كتبوا في السينما

سينماتك

حرب الشيشان تصل إلى «كان» بفضل فيلم الروسي الكسندر سوكدروف...

«الكسندرا» يصوّر الصراع ... لكن من نافذة الإنسان الخلفية

كان (جنوب فرنسا) - إبراهيم العريس

مهرجان كان الـ 60

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

حتى صانعو السينما من الذين كانت الحروب تشكل رأس مال لأفلامهم سئموا الحروب والصراعات كما يبدو، أو على الأقل لم تعد صورها المباشرة تغريهم. وباتوا تواقين أكثر وأكثر الى الحديث عنها بطرق مواربة. النظر إليها من بعيد جعلها مجرد خلفية غير قابلة الى أن تصوّر. الفيلم الإسرائيلي المميز «زيارة الفرقة» فعل هذا، ورصد آخر أخبار صراع الشرق الأوسط ومسائل الصراع و «التطبيع»، من خلال حكاية شديدة البُعد ظاهرياً عنها. الأفلام اللبنانية المشاركة فعلته أيضاً، قالت الحرب وعالم الحرب وما بعدها من دون أن تصورها مباشرة. الفيلم عن جاك فيرجيس فعل هذا كذلك: صور «الإرهاب» وكل ما له علاقة به من خلال ذاك الذي اسماه محامي الإرهاب، طارحاً من حوله أسئلة مربكة ومرتبكة في الآن عينه. واليوم ها هو المخرج الروسي الكسندر سوكدروف يصوّر بدوره الحرب الأصعب من دون أن تكون في فيلمه حرب على الاطلاق.   

سوكدروف صاحب ثلاثية الديكتاتوريين (لينين، هتلر وهيروهيتو). أراد أن يقدم وجه نظر فنية في الحرب التي تقض مضاجع الروس كلهم الآن: حرب الشيشان. لكنه لم يرد أن يصوّر لقطة حرب واحدة. من هنا أتى بسيدة - في الفيلم - اسمها الكسندرا. جعل الفيلم على اسمها وارسلها تزور ابنها الضابط الروسي الشاب المرابط في ثكنة في الشيشان. الزيارة التي كانت مجرد زيارة توق لابن، تحولت تدريجاً إلى نظرة تدين الحرب والحياة العسكرية والقتل المجاني والصراعات العبثية. لا يقال هذا بوضوح في فيلم «الكسندرا»، بل مواربة. فهذا الفيلم الروسي الأول الكبير والجاد الذي يحقق عن حرب الشيشان هو من ابداع فنان يهمه الإنسان قبل أي شيء آخر (حتى الديكتاتور في أفلامه السابقة كان لا يظهر منه سوى جانبه الإنساني). يهمه موقف الإنسان البسيط، الكسندرا، المرأة والأم إنسانة بسيطة ترى بعينيها غير ما يقال لها، وتكتشف في الثكنة أن الجندية ليست نزهة ريفية، وأن العدو ليس شيطاناً. تعود من الثكنة حيث لا حياة ولا حرارة إنسانية، لتبدأ صراعها ضد الحرب. إنها في البداية تريد انقاذ ابنها من تلك الحياة، لكنها تكتشف أيضاً أن انقاذ ابنها يستدعي انقاذ أبناء كل الآخرين.

حول هذا الموضوع البسيط صاغ سوكدروف فيلمه الذي ينتظره النقاد بلهفة تفوق انتظارهم أي فيلم آخر. ويضعون أيديهم على قلوبهم خشية خيبة أخرى. من قال إن «الخيبات» في «كان»، ازاء أفلام الكبار، لا تتوقف. ومع هذا بشكل اجمالي نجح المهرجان في تحقيق جزء أساسي من رهانه، فإذا كانت أفلام الكبار على النحو الذي وصفناه، فإن الأفلام الاكثر تواضعاً حققت نجاحات. لكن المفاجئ كان في مكان آخر: في تلك الأفلام القصيرة جداً التي حققها كبار مبدعي «كان» تحية للمهرجان في دورته الستين، تحت عنوان اجمالي هو «لكلٍ سينماه»، بعضها جاء عادياً طبعاً، لكن عدداً كبيراً منها أتى مفاجئاً، يحب السينما ويصور هذا الحب. أتى فعل ايمان بهذا الفن غائصاً غالباً في طفولة العلاقة به، بحيث أن المجموع أتى تحية الى الفن السابع. والحال أن من يشاهد حروب العالم ومظالمه، من خلال ما آلت إليه نظرة هذا الفن إليها، سيكتشف أن التحية مستحقة وأكثر.

الحياة اللندنية في 24 مايو 2007

 

مهرجان كان: سكر بنات و رجل ضائع فيلمان لبنانيان حول واقع النساء الشرقيات 

يروي الفيلمان اللبنانيان سكر بنات و رجل ضائع اللذان يعرضان ضمن تظاهرة اسبوعي المخرجين في مهرجان كان، واقع النساء الشرقيات بين نزعة التحرر والقيود الاجتماعية.

ويتناول فيلم سكر بنات للمخرجة الشابة نادين لبكي بطريقة طريفة ودرامية في آن معا حياة سيدات لبنانيات من اجيال ومن خلفيات اجتماعية مختلفة ويعملن في صالون تجميل يعكس واقع السيدات اللبنانيات في مجتمع ما يزال متأثرا بالقيود الاجتماعية.

وهذا العمل الروائي الطويل الذي سيخوض المنافسة علي جائزة الكاميرا الذهبية في كان هو الاول للبكي الآتية من عالم اخراج الفيديو - كليب حيث اشتهرت باخراجها لكليبات نانسي عجرم وماجدة الرومي ويوري مرقدي، والتي لطالما قالت ان طموحها هو الاعمال السينمائية.

وتقول لبكي (32 عاما) حتي لو بدا لبنان بلدا منفتحا وعصريا، فان التمسك بالتقاليد ما يزال قويا. ان نظرة الآخرين يحسب لها حساب وكذلك والشعور بالندم والذنب. النساء يبحثن عن هويتهن. واردت ان اتكلم عن هذا النضال .

ووضعت نادين لبكي سيناريو فيلمها بالتعاون مع كل من جهاد حجيلي ورودني الحداد، وهي تؤدي دورا تمثيليا فيه بعد ان سبق ان ظهرت في دور بطولة في فيلم بوسطة لفيليب عرقتنجي.

ومن شخصيات الفيلم ليال (30 عاما) شابة عازبة تقيم لدي والديها وهي عالقة في دوامة قصة حب مع رجل متزوج، وصديقتها نسرين التي تستعد للزواج بشاب مسلم يجهل انها لم تعد عذراء، وريما (24 عاما) التي تشعر بالارتباك حيال انجذابها لإحدي الزبونات السمروات، وجمال الخائفة من فكرة الشيخوخة والتي تحتال للدفع الي الاعتقاد بأنها لم تبلغ سن اليأس.

وتضيف لبكي لسن نساء حزينات، إنهن يحاولن التغلب علي مصاعب حياتهن من خلال السخرية. أنا أري انهن مناضلات .

لكن النضال بالنسبة لنادين لبكي ليس موازيا للتمرد وتقول إن شخصياتها يتأقلمن مع الوضع ويحتلن عليه ويحاولن القيام بما يردنه بذكاء. في هذه البلاد، لا أظن ان التمرد هو دائما الحل .

وينعكس هذا التحفظ علي حركة الكاميرا التي لا تلتقط إلا بعض النظرات واللمسات بعيدا عن كل ما يمكن ان يصدم المشاهد.

أما في فيلم رجل ضائع ، فلا تتردد المخرجة دانييل عربيد (37 عاما) في تصوير كل تفاصيل مغامرات مصور صحفي فرنسي في ليالي بيروت وعمان علي خلفية قصة صداقة بين رجلين.

وهذا العمل الروائي الثاني لعربيد التي سبق أن أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة. فالتمرد هو بحث طويل الأمد عن الذات بالنسبة لهذه المخرجة منذ رحيلها عن لبنان عن عمر 17 سنة بسبب شعورها بأنها سجينة في بلدها.

ويعرض الفيلم وهو من بطولة دارينا الجندي للحياة الليلية في الشرق من خلال مغامرات المصور توماس داغاتا (الممثل ملفين بوبو) التائه في الملاهي والحانات والنزل حيث يثمل الرجال وتختبر النساء بدون محرمات.

وتصور المخرجة أحيانا مشاهد لا تكتفي فقط بالايحاء إنما لا تغرق في المقابل في الابتذال. وتقول عربيد إنها لا تريد أن تشدد علي خصوصية العالم العربي، معتبرة أن الجنس بحد ذاته لا يختلف بين منطقة وأخري.

وكان فيلم دانييل عربيد الأول معارك حب شارك في مهرجان كان في نفس التظاهرة قبل ثلاث سنوات.

الراية القطرية في 23 مايو 2007

 

سينماتك