كتبوا في السينما

سينماتك

فيما بدأ العد العكسي لافتتاح "كان 60" بحضور لبناني مشرِّف في أكثر من تظاهرة

"سبايدرمان 3" يحمل قيماً أخلاقية مشفوعة بقوة وعواطف أهَّلته لفوز مزدوج

"آلمودوفار" ألغى الرجال من حياة نسائه ومنعهن من الحب والتبرُّج والزواج···

مهرجان كان الـ 60

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

عملان ضخمان إستقبلتهما صالاتنا منذ أيام واحد جماهيري على نطاق واسع، والثاني نخبوي لجمهور الذواقة، وسط حركة عروض متميزة تواكب العد العكسي لافتتاح الدورة الستين لمهرجان كان السينمائي الدولي في 6 الجاري وسط حضور لبناني جيد تتصدره نادين لبكي بشريطها: كاراميل ( سكر بنات)، في تظاهرة أسبوعي المخرجين والترشيح للكاميرا الذهبية·

(Spiderman 3)

بعد احتفاليتين أولى نقدية وثانية جماهيرية إفتتح عرض هذا الجزء من السلسلة للمخرج سام ريمي عن نص له وضعه مع إيفان ريمي وألفن سارجنت وسط عالم من المؤثرات الخاصة والمشهدية تعاون عليه عشرات الاختصاصيين يقودهم جي· سي· براذرهود، وسكوت غوردن، فيما كان لافتاً وجود جيش من مساعدي المخرج بلغ 21 شخصاً·

النتيجة أننا إزاء فيلم تكاملت بين أرجائه حيثيات العمل التقني الراقي، والرسالة الانسانية المبنية على التسامح وحب الآخر، وعدم الذهاب بعيداً في السعي الى الانتقام·

الثنائي توبي ماغواير وكيرستن دانست في الدورين الأولين: بيتر باركر، وماري جين، وهما حبيبان يدخل على خطهما عنصر إضافي يتمثل في غريم لـبيتر عاطفياً وشخصياً هو هاري أوزبورن (جيمس فرانكو) نجل ويليام أوزبورن (ويليام دافو) الراحل بعد مواجهة مع بيتر، حمَّله خلالها هاري المسؤولية عن مصرعه، لكن الشاب يصاب بضربة في الرأس تجعله ينسى فإذا به يتجاوز خلافه مع بيتر، ويعود صديقاً حميماً الى أن يأتيه خيال والده في لحظة هادئة ليوقظه من كبوته ويعيده الى مناخ الانتقام والمواجهة، لكن حتى هذه الحالة لم تدم طويلاً لأن ما جرى طوَّق المضاعفات·

هاري إنضم في لحظة ضعف الى عدوين لـبيتر الأول هو رجل الرمل (توماس هادن تشيرش) المجرم فلينت ماركو الذي قتل عم بيتر بشكل رخيص في الشارع لمجرد سرقة سيارته وهو إعتقل وسجن لكنه هرب ووقع في خضم تأثير عميق لمناخ الرمل الذي جعله عملاقاً لا يقاوم· والثاني هو بروك (توفر غرايس) الذي يعمل زميلاً مصوراً لـبيتر في الصحيفة اليومية التي تتابع بالتفاصيل المملة حركة سبايدرمان وإنجازاته في إنقاذ الضحايا البريئة لعدد من المجرمين، ولأن بروك يحسد بيتر على خطواته عند رئيس التحرير لجهة نشر صوره أكثر منه، فقد جاءته فرصة ذهبية للإنتقام راح ضحيتها في النهاية، فهناك مادة لزجة تلتصق بالجسم سرعان ما تتوسع رقعتها لتشمل كامل مساحته سقطت مع نيزك محترق وتسللت الى دراجة بيتر النارية الى أن وصلت الى بروك وحوَّلته الى مقاتل يريد القضاء على سبايدرمان، ولكن من خلال نقطة ضعفه ماري جين حبيبته·

وسط هذه الاجواء يتحرك الشريط بين معاني الصداقة والحب في مواجهة الحسد والانتقام، فنجد أن إختطاف ماري جين يؤمن تحالفاً بين بيتر وهاري لإنقاذها في مواجهة بروك ورجل الرمل، وهنا يستعمل ريمي أقصى إمكانات المؤثرات لكن ليس بطريقة عرض العضلات بشكل فارغ، بل بسلاسة وتواتر يظل من خلالها سبايدرمان تلك الصورة التي أرادها صاحبا فكرته منذ البداية: ستان لي، وستيف ديتكو، رجل المهمات الصعبة دونما منازع، والقادر على تأمين الغلبة للحق وصاحبه·

45 عاماً مرت على إنطلاقة الشخصية وهي ما زالت تشغل السينما، وقد إهتمت إدارة شبكة صالات أمبير بالحدث وأقامت له إفتتاحين ضخمين ترويجاً له في وقت واحد مع عروضه العالمية·

(Volver)

- هو العرض الضخم الثاني الذي استقبلته صالاتنا للأسباني العالمي بدرو آلمودوفار، وكان الفيلم قدَّم في عرض خاص بصالة قصر الاونيسكو من دون ترجمة وتأجل إدراجه على البرمجة الى الثالث من أيار / مايو في صالات بلانيت·

النجمة بينيلوبي كروز (آخر أصدقائها حالياً جوش هارتنيت) حازت عن دورها رايموندا في الفيلم، العديد من الجوائز أوروبياً وعالمياً لكن مع أجواء يقف خلالها آلمودوفار الى جانب النساء بالكامل محملاً الرجال كامل المسؤولية عن الإخفاقات والعذابات وحالات الفشل التي تطال النساء على الدوام· لم نرَ حالة رجالية إيجابية واحدة في الفيلم· أبداً·

نتعرف على رايموندا، المرأة الشابة والنشيطة التي تعيش مع ابنتها بولا (يوهانا كوبو) المراهقة الجميلة، والزوج غير الأب باكو (انطونيو دو لاتوري) مما يجعله لا يتوانى عن التفكير في بولا الى أن حاول التحرش بها في غياب والدتها فهددته بسكين مطبخ، وعندما لم يتراجع طعنته حتى الموت·

رايموندا تبنَّت عملية القتل وأبلغت ابنتها أن تنسى الموضوع، وتقول إنها هي من قتله، وباشرت عملية التخلص من الجثة يخدمها في ذلك أن جارها مالك المطعم أعطاها مفاتيح المكان لكي تهتم به خلال فترة غيابه، فتعاونت الاثنتان وسحبتا الجثة الى البراد الضخم قبل أن تستأجرا شاحنة صغيرة حملاه فيها ودفناه في مكان منعزل مع البراد·

ولم تتوقف النماذج النسائية هنا، فعندنا والدة رايموندا التي ما تزال تعاني عقدة قتل زوجها وعشيقته عندما ضبطتهما معاً في أحد الأماكن وأشعلت النار في الغرفة· كذلك العمة باولا (شاس لامبراف) التي لا تجد من يهتم بها سوى العانس غير الجميلة آغوستينا (بلانكا بورتيللو) المصابة بالسرطان والمجبرة على الظهور في برنامج تلفزيوني للحديث مع قريبتها المذيعة المعروفة (يولاندا راموس) وما إن تطرقت معها الى موضوع اصابتها بالمرض الخبيث غادرت الاستوديو على الفور، من دون النظر الى الوراء·

الغريب جداً في نساء آلمودوفار، أنهن لم يفكرن في حب رجل أو في مستقبلهن مع رجل، أو في التبرُّج أو الظهور بملابس أنيقة متميزة، أو في إظهار بعض مفاتنهن· أبداً لم يردن شيئاً من هذا القبيل·

كان تأكيد على أنهن لا يردن الرجل في حياتهن، طالما أنه خائن كزوج، وبلا أخلاق كأب، وضعيف الشخصية كمشروع عاطفي، وغير قادر على تبديل الأوضاع كصاحب قرار من خلال الشاب مالك المطعم، ولو إستطاع المخرج المحترم جداً في الغرب لمَّا أدار كاميراه لكي تُظهر أي رجل على الإطلاق حتى وهو ميت·

الموسيقى لـ آلبرتو إيغليزياس خدمت كثيراً مناخ وأجواء الشريط لاظهار مدى الميلودراما التي تعيش أجواءها هؤلاء النسوة في مجتمع يطلب منهن أن يتكاتفن ويكن معاً لأن أحداً من الرجال لن يفيدهن في شيء·

شارك في التمثيل: كارمن مورا، لولا دوناس، ماريا إيزابيل دياز، نوس سانز، لياندرو ريفيرا، كارلوس غارسيا كامبيرو، وقد إكتفى آلمودوفار بمساعدي مخرج فقط، ومدير التصوير خوسيه لوي آلكان·

اللواء اللبنانية في 8 مايو 2007

 

سينماتك