صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

لا أدري حين أتذكر مصر ، أتذكر رؤى المقريزي وهو يقرأ في المكان صورة العجب .مرات أتصوره بجبته المملوكية وخوفه الفاطمي يسعى ليكشف ذاكرة مدينة لا ينقطع عنها مدد الدهشة ، القاهرة حين يصفها بمدينة تدفع بتعاويذ أزمنة الغبار إلى خارج أسوارها لتبدأ طقسا من قراءة المستخبي . ومصر زاوية ننعم من خلالها بتأمل الكون وكانت مع أرض سومر وبابل وأشور تشكل بدءا للأشياء العاقلة وفي بردية وصلت بالبريد الملكي لأشور بنيبال صاحب المكتبة العظيمة في نينوى قول يتحدث فيه المدون عن علاقة الطين بالحلم وعلاقة الحلم بالنيل وعلاقة النيل برع آلهة الشمس وبعلاقة الشمس بروح الفرعون :

{ أن الطين صبغ النيل فأنحني له فمن دون نيل يغطي بهجة الصدق فيك لن تحلم بهدوء وراحة وسوف يشرق في باحة دارك رع بوجهه المنير كخاتمة قصيدة السعادة وسيكون للفرعون بلادا لانهاية لأحلامها }.

تشغلني هكذا بلاد بأشياء تربط في ذهنية طفولة الفقر ، فمصر على مساحة جيل كامل تشد الذاكرة العربية أليها من خلال ألفة حس وروعته في أصوات أساطينها العظام سيد درويش ، أم كلثوم ، عبد الوهاب ، عبد الحليم ، نجاة الصغيرة ...الخ ، فيما تطبع السينما شعرية الحلم على دهشة عيوننا المصابة برمد التراخوما ونحن نمتع  ذكورتنا بجسد هند رستم وخدود نادية لطفي وميلان لجسد نجوى فؤاد ، وعندما يتمايل الشراع الممتلئ بالقيمر لجسد سهير زكي وهي تتدروش باللذة والموسيقى على نغم أنت عمري لعبد الوهاب نطير كما السلاحف في فضاء البحر ومثل جلجامش نمسك هراوات ذكورتنا ونتشاجر مع الفقر ، وفي النهاية ليس لنا سوى القصائد أو نص لقصة ندفن فيهما معاناتنا الكبيرة ورغبتنا بتناول < الملوخية > في مطعم بحي السيدة أو نلتقط لذكرياتنا المهمة صورة قرب أبي الهول أو في ذلك الصالون المضاء بشموع الحس والنزوة الإغريقية المدهشة في بيت الإسكندري كافافيس .

وأنت تقرأ في التأريخ المصري يشدك الزمن بعصوره المشيدة بروح المكان وبيئته المميزة بعطر العصور المتفرقة على أكثر من خيال ومذهب وجنس .

مصر الفرعونية والإغريقية والرومانية والعربية المسلمة ، كان الفاطميون حين شيدوا بها قاهرة المعز يقولون : لقد أدركنا فيها منى الدين ، غير أن سيوفهم التي شيدت رؤاهم السياسية والدينية هدمت مجدهم الذي أمتد بأحلام أمرائهم من بر أسوان حتى دلهي في الهند .

ترتبط ذاكرة مصر بذاكرة فيثاغورس هو يراها بشكل يدعوا إلى تأمل الرقم وتحويرات الزوايا ويقول عنها : أنها مثل قعر المرآة تجمع الضوء وتحوله إلى نار لذيذة تشعل فينا الرغبة لأكمال مستويات أضلع المثلث.  

وتقيس مصر رؤاها على أزمنتها بوعي ماملكت من حس موروث من كشوفات التأريخ وهي الوحيدة التي تسنطيع أن تقرأ حدس الطغاة لاهذا فهي لاتبقينهم أكثر مما تتحمل هي وفقراءها ومومياء فراعنتها وترتبط هذه الحاضرة الفسيحة بأنف كيلوباترا وتقيس عليه ماتراه وماتعتقده لهذا يقولون لامنطق يسبق لسان أهلها في مسار المحادثة ، وكيلو باترا حين ملئت أنفها المعقوف بعطر صدر قيصر قالت : اني منحتك الجمال ومصر وهذا قد يتعدى كنوز روما كلها . ويقال أن قيصر هز رأسه قانعا بكلامها وقد أرته في لياليها الخرافية ما أنساه سكاكين المتربصين ورتابة حبس الخيول في أسطبلاتها من دون حرب ، فكان الثمن باهضا ، موت قيصر وسريان السم في شيرايين واحدة من أجمل نساء التأريخ ، ذهب قيصر وكليوباترا ومصر ظلت باقية تصنع للقادم فكرة أخرى تعيدنا الى مقولة تشرشل وقد عمل فيها مفوضا ساميا : < أنها فاتنة وذكية ولايعجبها العجب ، لذلك فنحن حذرون أزاء مزاجها وطيبتها وغضب فلاحيها > وهو بهذا يؤكد ان ثورات مصر في أغلب عصورها تزحف من الريف الى المدينة وكان دهاقنة نابليون من مفكرين وساسة جلبهم معه في صناديق على سفن أسطوله يقولون لجنود الفرنسة : < احترموا قطة ريف مصر وتعاملوا بكياسة مع ذئب مدنها لأن القطة في لحظة ما تتحول الى ذئب تنهش الأزرار المذهبة لبدلاتكم > .

كان نابليون يقول : أنا الآن في حديقة الأرض ونيل مصر يذكرني بنهر يمشي في السماء بمحاذاة النجوم . تلك الشاعرية التي يصورها نابليون تعطي الحجم الحقيقي لتفكير بلد وحتى تمنحنا شيء من ثقافته وأوصوله التي يصفها المقريزي بأنها أكثر أصالة من الأصل . وحين يسألوه وما الأصل يقول : جذر الشجرة .

في عهود كثر عاشت الديار المصرية بيت الغائر والمتغير ولكنها في النهاية لن تجد سوى روحها وقدرها وأمل جديد بالذهاب إلى حلم أنتماءها إلى وطنها وقارتها وكان الخطيب المصري الفذ مصطفى كامل يحاور جبروتها في وقفته المنبرية ويقول : نحن نعتز بأن نكون من مصر ولا نعتز لتكون مصر منا. وفي هذا أشادة بصلة وانتماء الإنسان إلى المكان فيما يكون العكس موجود في طبيعة العلاقة التاريخية والحضارية بين المكان والأنسان في بلدان غير مصر .

هي واحدة من خلطات الكون العجيبة ، بلاد تعشق ببساطة وتموت بتعقيد ، تفكر بذاكرة البيئة واليوم المصري ، غير أنها تتأثر بالأخر بوعي كبير حتى إنها بفضل خصوصية المكان وتأريخيته كان لها ريادة الارتباط الفكري والذهني بالمتغير الذي أصاب الغرب وجاء أليها عبر عقل المنفلوطي وقاسم أمين وسلامة موسى وطه حسين ولويس عوض وغيرهم من رماح الثقافة والفكر ومن أولئك أسست مصر الحديثة ثقافتها الجديدة < الشعر ، الرواية ، المقالة ، الفن الموسيقي والسينمائي والمسرحي > والحق أن مصر عبر راحلة القرن العشرين شكلت منطقة هامة في تفكير العقل الشرقي ـ العربي وكانت مصدر إلهام ليس لمفكري الكلمة الأدبية بل للسياسيين والفنانين فليس هناك سياسي ستيني أو خمسيني لا يفكر أن يجد في مصافحة جمال عبد الناصر يوما مشهودا يعطيه ألق جماهيرته وصوته القادم .وعبد الناصر هو امتداد لحلم توت عنخ أمون ، وأي كانت هفوات مسيرته إلا أن الرجل نقل مصر من صحراء السوط إلى جنة أن تفكر مصر بمصريتها ، وحين يقال : أن العسكر هم شكلا للدكتاتورية أي كانت ابتساماتهم الملونة إلا أن عسكريا كعبد الناصر ذهب بمصر إلى حيث ينبغي أن تكون في عصر الهيمنة واليورانيوم ومركبات الفضاء والحروب الباردة ، ويتذكر العالم ذلك الضغط القومي والنفسي الذي هبط على صدر عبد الناصر يوم أخذت الغفلة من مصر فخسرت واحدة من حروب الحرب الحزينة البائسة في نكسة حزيران مما دفع أحد محللي الواشنطن بوست ليقول : ربما ليلتها أعطوا عبد الناصر طنا من الحبوب المنومة لينهض في الصباح ليجد طائراته الحربية مدمرة وهي جاثمة في مدارج مطاراتها .

هذا التكثيف لوعي مصر وتأريخها يضعنا اليوم أمام محنة وألم ودنو الموت من أجفان واحد من مبدعيها الكبار . الفنان أحمد زكي . صورة للوجه الريفي المؤسطر ببراءة وحماس الذات المصرية وهي تبحث عن قدريتها الأزلية في لجة الفقر والكدح والفكاهة .

يعكس وجه أحمد زكي بسمرته النوبية وشعره المجعد تقاسيم صورة معبرة عن الحدث بحقيقته وأصوله وهو مؤد متقن للمشهد البسيط المقترب مع الروح التي تبحث عن ذاتها في الآخر الذي تشاهده وهو يلفت الانتباه أليه بعفوية الأداء وتهدج الصوت بذلك الانتساب الفطري فيما تشغل قسمات وجه مساحة من ملامح البراءة في الإنسان المصري حتى قال أحد البسطاء وهو يعلق على محنة مرض الفنان : أنه يمثلنا بحق وحقيقي ، فلماذا يموت ؟

هذا الفنان القادم من فطرة الشعب وطيبته والبساطة المعجونة برغبة الرغيف وكثر المساجلة والجلوس على ناصية المقاهي يعاني من مرض يقرب إلى أجفانه موسيقى الموت ، وربما بعد وقت قصير ستشهد مصر واحدا من نعوشها المزدحمة والذي يعيد إلى الشارع اللحظة الأسطورية التي شهدها طوفان البشر في ثلاثة فواجع هي على المستوى القومي والوطني في حياة مصر والعرب تمثل يوما للحزن ، يوم رحيل جمال عبد الناصر ، ورحيل أم كلثوم ، ورحيل عبد الحليم حافظ .

غير أن صراع أحمد زكي مع الموت صبغته درامية الشارع والصحافة وهي بالتالي تعكس حب المواطن واهتمامه بالمبدعين وترينا حاجة المجتمع إلى هكذا نمط من الذين يستطيعون أبعاد جهد اليوم وعوزة وتعاسته عن ذاكرتنا ليجلب الأمل والمتعة ، ففي أداء أحمد زكي الكثير من مشفرات الروح المصرية وهو بقسماته المميزة وأداءه التتابعي الفطري المتقن يحاول أن يقترب من فطرة المشاهدة ومتعتها المحلية ، ومنذ أداءه الجميل وبساطته الفاترة الثانوية في مسرحية < مدرسة المشاغبين > أنتبه إلى أحمد زكي كوجه جديد بمقدوره أداء الأدوار المركبة والبسيطة وكان أغلبها ما يمت بصلة لوعي الذاكرة المصرية وروحها وتأريخها ، غير أن قمة العطاء والأداء لهذا الفنان الكبير تمثل في تجسيده لشخصية القائد العربي جمال عبد الناصر وكان وجه أحمد زكي وأداءه وتقمصه لشخصية عبد الناصر يمثل أداءاً متقنا دفع المشاهد ليستعيد مصر يوم كانت تحارب وتعيش وتبني ليقول أحد نقاد الفن السينمائي في مصر :< أن الأداء الرائع لأحمد زكي في ناصر 56 يجعل الأحياء ممن صنعوا الثورة مع عبد الناصر يجمعون ذكرياتهم في دمعة واحدة تسيل على خد هذا المبدع الكبير >

اليوم لن تسيل دمعة عبد الناصر على خده ، بل دمعة مصر كلها وهي تستعد لإشعال شمعة الرثاء وسط أنين المرض وألمه ليمر شريط الإبداع على مدى ذاكرة الزمن وهو يعيد كلمات نجيب محفوظ بحق الشخصية المصرية وتراكيبها المدهشة :{ أنها معجونة بقلب التأريخ ومغسولة بماء النيل المقدس ومعطرة برمل سيناء وجلباب الريف .}

وفي تجسيده لدور الرئيس السادات كان أحمد زكي متكاملا وربما أعاد لذاكرة السيدة جيهان شيئا من رغبة مودة مع الرجل الذي عاشت معه زمن البكباشية وأكتوبر والتطبيع ودراما المنصة التي قتل فيها الرئيس برصاص الأسطمبولي وجماعته ليأت ذات الناقد ليقول عن أحمد زكي { لقد جمع ما كنا نعتقد أنه تناقضا في التجسيد للبون الشاسع بين قسمات ناصر والسادات وتفكيرهما أثناء سيادتهما وكأن السيناريو   يعطي الحرية لأحمد زكي ليكون عبد الناصر أو السادات في ذات الوقت وهو ما نعتقده صعبا على الكثير غير أنه من القلائل الذين يجمعون في الوجه النقائض وتجسيداتها }.

لا أعرف كم مرة أعلن عن موت أحمد زكي ، ولا أدري ما سر هذه الشوشرة حول سرير الفنان الذي نال في حياته محطات كثيرة من العذاب الحقيقي ومنها رحيل زوجته الفنانة الشابة < هالة فؤاد > .غير أن أحمد زكي ظل معتدا بذاته يغور في زوايا عتمة سرية قد تذكرنا بعتمة وعزلة كافافيس رغم أنه كان فعالا في أداء الكثير من الأدوار وكانت جميعها أدوارا ملتزمة وراقية ، غير أنه أرتكن إلى عزلة متعبة وزاد منها أنه كان يعيش ألمه بداخل عجيب فلا يصرح أو يريه إلى الذين كان همهم أن يعرفوا مافي رأس أحمد زكي ولم يثير هذه التساؤلات المكبوتة غير مرضه وهو يستعد لأداء واحدة من أحلام طفولته وصباه تلك الرومانسية العذبة التي كانت أغاني عبد الحليم تنشطها في جسده الأسمر وتجعله ينظر إلى الغد نظرة عبد الناصر وهو يفكر باستعادة قناة السويس وتأميمها ، وربما كان أحمد زكي يرى في تجسيده لشخصية الفنان عبد الحليم حافظ على السينما نهاية رائعة لحياة القمة لما في شخصية الفنانين من تشابه في كل شيء ، الولادة في بيئة واحدة ، الطفولة وإلهامها ، بل أنه كان يحلم ليعيد حليم إلى نشوة قلوب النساء اللآئي كبرن الآن ولكنهن في زمن عبد الحليم كن يغرن من اللقطة الرومانسية العارمة التي تطبق فيها شفتي عبد الحليم على شفاه نادية لطفي أو زبيدة ثروة أو هند رستم أو مريم فخر الدين  .

غير أن المرض الخبيث قد لا يسمح لأحمد زكي ليكمل دوره ولن يعيد زمن عبد الحليم إلى الحياة كما فعلها ذات مرة وهو يجسد شخصية الكاتب الكبير طه حسين في قهر الظلام حتى قيل : لو كان طه حسين حيا لعادت له بصيرته وهو يتأمل تلك العفوية والأداء الرائع . وبهذا لن تتمتع مصر مرة أخرى بأداء ذلك الولد الفرعوني المشحون بعاطفة البلد ورائحة السمنة والفطير ، ولد طالما ذكرني شجن صوته بصوت < سيد أمام > وهو يبحث لمصر عن زاوية مشعة بأغنيات الثورة والأمل والفقراء ، وطالما مسكت في أداءه ونبرات صوته ، موسيقى الفعل وتدفق أيقونات الشعر من رئة < صلاح عبد الصبور ونجيب سرور وأحمد شوقي وعبد المعطي حجازي وفاطمة ناعوت ومحمود سامي البارودي وأحمد عفيفي مطر والبقية الباقية من ندماء الحس بدءا من الفلاح الفصيح الذي شد بشكواه روح الفرعون إلى الكلمة وحتى زمن < المنفلوطي وإدريس ومحفوظ وصنع الله وخراط وطوبيا والغيطاني وعبد القدوس والسحار وصاحب قنديل أم هاشم >

أن مصر وهي تستعد لطقوس موت فرعون من فراعنتها لايمت للدكتاتورية والطغيان بصلة بل هو فنان ولد في الشعب ومات في الشعب عليها أن تبعد كل تلك المتشابكات والأضواء التي يلفها خديعة القصد وهي تريد أن تجعل من موت أحمد زكي حدثا انتخابيا أو رواية درامية ، فهو ربما يريد لعزلته أن تستمر ويريد لزائريه أن يكونوا من ريف وفقراء مصر فقط ، وربما يكون أشد انزعاجا منا حينا يرى دموع المليونيرات وباقات زهورهن تضئ بالعولمة والقصد قرب وسادة مرضه . فمرضه يكاد يسيس ويستغل حتى في حملات الدعائية الانتخابية وترى بعضهم يريد أن يكون عرابا لهذا الكبير العليل ولا يمتلك عرابا سوى موهبته وفطرته وحبه لفته .

لقد كان احمد زكي فنانا يحب الظل ويكره فلاشات التصوير ، كان مؤديا بسيطا ولكنه كان بارعا في بساطته لهذا سنراه أكثر المتمنين ليكون رحيله لاسامح الله بسيطا ولا يشارك فيه سوى أولئك الذين صنعتهم رائحة غرين النيل ونحافة قصب نايات فلاحي قرى الصعيد وبر مصر .

وهكذا تأتينا الخسارات بمشاعرها الحقيقية حين نحس أننا سنفقد مبدعا حقيقيا وأنساناً يستطيع بألفته وإبداعه وبراءته أن يسكن زاوية الإعجاب في قلوبنا .

فمن أغنية على الممر وهو فيلمه الأول وحتى دمعة وسادة المرض يمر شريط الحلم والتألق على الشاشة الكبيرة في ذاكرة مصر وهي تتأمل بحزن نتاج ومحنة مبدع كبير من مبدعيها وتصلي لغايتين أما شفاءا أو موتا هادئا دون زيف وتملق من زائريه .     

أور السومرية بتاريخ 26 أبريل 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

الفنان أحمد زكي .. ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة

إلى فاطمة ناعوت

كتابات - نعيم عبد مهلهل

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)