صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

* تعرفت عليه عام 81 وهو يصور مع سعاد حسني «موعد علي العشاء» وتابعت أعماله ولم يخيب ظني أبدا عندما قلت عنه إنه سيكون نجم الثمانينيات في السينما المصرية

* كان متعصبا لموهبته وأثناء تصوير «أحلام هند وكاميليا» وصلت المشاجرات بينه وبين محمد خان إلي التهديد بالمسدسات

مع بداية احترافي للنقد السينمائي عام 1965 منذ 40 سنة تماما، كانت علاقاتي محدودة للغاية مع نجوم السينما، كان الشائع أنهم يشترون الصحفيين والنقاد، وأن هؤلاء يسهرون كل ليلة علي نفقة النجوم وأن أولئك يقدمون لهم الهدايا بمناسبة أو من دون مناسبة، وكنت أريد أن أقدم صورة مختلفة لناقد السينما في الصحافة، وأن أكون امتدادا للعدد القليل جدا من انتقاد الذين لا يعملون لدي النجوم ولا يكتبون لحسابهم.

ولذلك لم أدخل إلا بيوت عدد من النجوم يعد علي أصابع اليد الواحدة «سعاد حسني وميرفت أمين ونبيلة عبيد وليلي علوي وأحمد زكي» ولم تدخل بيتي إلا سعاد حسني ولم تكن لي علاقة شخصية وثيقة إلا معها، وتشرفت بدخول منزل فاتن حمامة مرة واحدة أومرتين وكذلك منزل عادل إمام وقد لفت أحمد زكي نظري في طائر علي الطريق إخراج محمد خان، ونشرت عام 1981 أحمد زكي وفردوس عبدالحميد وآثار الحكيم هم نجوم الثمانينيات في السينما المصرية وكان خيري بشارة قد قدمه في دور قصير في أول أفلامه الأقدار الدامية عام 1980 ولولا محمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب لما كشف عن موهبة أحمد زكي ولطمست مثل مواهب كثيرة ضاعت في الزحام.

تعرفت علي أحمد زكي في استوديو الأهرام عام 1981 وهو يصور مع سعاد حسني «موعد علي العشاء» إخراج محمد خان وكان المشهد يدور داخل سيارة وينتهي بأن يصفف لها شعرها بأصابعه أذهلني وأذهلها كيف استطاع بإدارة خان طبعا أن يعبر لها عن حبه عبر لمس أطراف شعرها، واقتربت منه أكثر في موقع تصوير «عيون لا تنام» أول أفلام رأفت الميهي في نفس العام.

وفي مقالي عن هذا الفيلم عام 1982 نشرت أحمد زكي هو نجم الثمانينيات في السينما المصرية الذي يسطع كالشهاب ويتقدم تقدما ملحوظا في كل فيلم جديد يمثله صانعا نجما من نوع جديد مثل جيمس دين في سينما الخمسينيات.

واستطردت في نفس المقال: إن أحمد زكي بشعره الأكرت الذي لا تمر فيه أسنان المشط، ووجهه الفرعوني الأسمر وعيونه التي تتطلع إلي العالم في براءة الأطفال وحمق المجانين وجسده النحيل، وملابسه التي يرتديها أي شاب تلتقي به علي قارعة الطريق وحركاته الطبيعية. وصوته العادي الجميل، واتقانه الطبيعي للحوار إنما يعبر عن الشباب المصري الضائع الذي لا يدري ما الذي يحدث حوله في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات في القاهرة والإسكندرية وكل المدن والقري المصرية، وفي مقالي عن العوامة رقم 70 إخراج خيري بشارة 1982 أيضا نشرت أحمد زكي في دور أحمد الشاذلي يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه الاكتشاف العظيم في السينما المصرية في أوائل الثمانينيات لقد أدي هذا الدور المركب بإبداع وجمال كاملين، وكانت عيناه تعبران عن قلق جيله جيل 1967 مثلما تعبر كلمات فايز غالي ولقطات خيري بشارة وأضواء محمود عبدالسميع ومورين جهاد داود الآن، والآن فقط، نقول هذه هي السينما المصرية الجديدة من دون تحفظات أو تنازلات.

لم يكن أحمد زكي يعلق أبدا علي ما أنشره عنه، ولم أكن أنتظر منه أن يعلق بالطبع، ولكن عندما نلتقي بالصدفة أو بناء علي موعد بعد فترة كان وجهه يتهلل بالفرحة ويحتضنني قائلا: إنني أخجل أن أشكرك فأرد عليه إنما أنت الذي تستحق الشكر علي المتعة الفنية التي تحققها لي ولكل جمهورك وعن دوره في «التخشيبة» إخراج عاطف الطيب 1984 نشرت سوف يبقي الأداء المؤثر الممتاز أحمد زكي في دور المحامي وهو دور سهل في ظاهره ولكنه صعب في حقيقته لأنه يحتاج إلي إقناع المتفرج بأنه مقتنع ببراءة موكلته التي تشير كل الأدلة إلي أنها غير بريئة.

وعن «الحب فوق هضبة الهرم» إخراج عاطف الطيب 1985 نشرت أحمد زكي ممثل من طراز رفيع ولو كانت نسخة الفيلم جيدة من الناحية الحرفية لعرضت الفيلم في مسابقة مهرجان «كان» أو غيره من المهرجانات الدولية الكبري ولفاز أحمد زكي بتقدير دولي كبير ومع عاطف الطيب وصل أحمد زكي إلي ذروته في «البريء» 1985، وعن هذا الدور نشرت افتتاحية الفيلم نصا وإخراجا وتصويرا وصوتا وديكورا ومونتاجا لم يكن من الممكن أن تضع المتفرج في عمق الدراما من دون أداء أحمد زكي لدور أحمد، ففي هذه الافتتاحية يضع الممثل القدير أسس الأسلوب الذي اتبعه في الأداء، وهو أسلوب يستمد حركته الجسمانية من حركة الإنسان الآلي «الروبوت» ويستمد طريقته في الإلقاء من طريقة إلقاء الأطفال حيث يندفعون في الكلام من دون تفكير، أو بالأحري من دون انتظار تنميق العبارة، والتأكد من أنها تعبر عن ما يريده قائلها بالضبط. ومع عاطف الطيب أيضا وصل أحمد زكي إلي ذروة جديدة في «الهروب» 1990 أصبح أحمد زكي نجما، أي يذهب الجمهور إلي دور السينما من أجله، وهنا برز الصراع التقليدي بين النجوم والمخرجين. وبدأت المناقشات الحادة بيني وبينه ولكن في إطار من الحب والاحترام المتبادلين. إلي متي يقال فيلم محمد خان الجديد. هل الممثل قطعة من الديكور أو الاكسسوار إه ظلم فادح الممثل أيضا له رأي، ومن الواجب أن يحترمه المخرج. هذا ما بدأ يقوله، وما ظل يقوله، وهو كلام يبدو وجيها للوهلة الأولي، ولكن الحقيقة أن المشكلة ليست فنية علي الاطلاق، وإنما هي مشكلة الممثل عندما يصبح نجما، ولا يريد أن يختار أدواره فقط، وإنما يصنعها بنفسه. وقد وصل الصراع بين أحمد زكي ومحمد خان أثناء تصوير «أحلام هند وكاميليا» مثلا عام 1988 إلي حد المشاجرات العلنية في شوارع مصر الجديدة والتهديد بالمسدسات!

ولكن أحمد زكي كان يدرك في قرارة نفسه أن المخرجين ـ المؤلفين هم الذين يصنعون الأفلام التي تبقي في تاريخ السينما، ولذلك لم يكف عن العمل مع خيري وخان والطيب، وكان «الهروب» الذي وصل فيه إلي ذروة جديدة في مسيرته الحافلة. وأعتقد أنني في كل ما نشرت من مقالات عن الأفلام لم استخدم أبدا كلمة «عبقري» إلا في وصف أداء زكي في «الهروب». ذكرت في مقالي المنشور عام 1990 في دور منتصر يستعيد أحمد زكي عبقريته في «العوامة رقم 70» و«عيون لا تنام» و«الحب فوق هضبةالهرم» و«البريء» و«طائر علي الطريق» و«موعد علي العشاء»، وهي العبقرية التي فقدها في أدوار البواب والسماك والدون جوان علي طريقة أفلام فريد الأطرش. هنا أحمد زكي ممثل عالمي يثبت للمقارنة مع كبار ممثلي السينما، وليس فقط أحد ألمع نجوم حركة الواقعية الجديدة.

.عندما التقينا بعد نشر هذا المقال هتف ما له البواب والسماك يا عم سمير. إنها أدوار أنفس فيها عن طاقتي بعيدا عن المخرجين العباقرة الذين لا يرون في الممثل إلا قطعة من الصلصال يشكلونها دون إرادته وكأنه دمية.. ألست عبقريا أنا أيضا كما تقول. وكان ردي أنك تدرك ما أعنيه، ومادمت لا تزال تملك القدرة علي الانتقال من البواب والسماك إلي منتصر لا توجد مشكلة.

وعن دور جمال عبدالناصر في «ناصر 56» إخراج محمد فاضل 1996 نشرت: «استطاع أحمد زكي في «ناصر 56» أن يثبت أنه أحد أعظم الممثلين في مصر والعالم العربي والعالم كله. إنه لم يتقمص شخصية عبدالناصر كما رأها في الصور الفوتوغرافية والأفلام، ولم يحاكيها، ولكنه عبر عنها بمفهومه الخاص، وجسدها روحيا وفكريا وليس بالملابس والمكياج. عبدالناصر.. أحمد زكي في هذا الفيلم إنسان بسيط في حياته، كبير في سلوكه وطموحاته، بحجم البلد التي يحكمها، وبحجم إحساسه بالفقراء من المصريين، وربما علي العكس من الحقيقة حيث يبدو عبدالناصر في تسجيلاته السمعية، والسمعية ـ البصرية، أقرب إلي الانفعال، يقدمه أحمد زكي أقرب إلي مفكر عقلاني بارد حتي في خطاب التأمين ذاته. لقد أدرك أحمد زكي أن الانفعال الحماسي يمكن أن يوحي للمتفرج بأن الرجل اتخذ قراره كمجرد رد فعل، ومن دون تقدير العواقب والإحساس بالمسئولية، فلم يستسلم لما توحي به الصور والأفلام، وقدم نموذجا للأداء التمثيلي الفني الذي يتجاوزالمحاكاة الشكلية». وبقدر سعادة أحمد زكي باستقبال «الناصريين» الحافل للفيلم بقدر ذعره من أن يضعه ذلك الاستقبال في «خانة» سياسية، ولذلك قرر تمثيل دور السادات.

وعن دور السادات في «أيام السادات» إخراج محمد خان 2002، الذي منحه عنه الرئيس مبارك بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي، نشرت: «أدي أحمد زكي دور السادات ببراعة فنية كبيرة، وأهم ما يجعلنا نقول ذلك أنه لم يقلد السادات. كان السادات رشيق القوام وشديد الأناقة، ولم يكن أحمد زكي كذلك في الفيلم. وكانت طريقة السادات في الكلام تلفت النظر حتي عن مضمون كلامه بالضغط علي بعض الحروف وتسكين حروف أخري، ولكن أحمدزكي امسك بجوهر هذه الطريقة ولم يقلدها، وأضاف الكثير من خلال عينيه المعبرتين ليؤكد علي موقفه الخاص عن الشخصية التي يؤديها. هذا ممثل أحب السادات وآمن بصدقه وعاش داخله أثناء تمثيل دوره، وكان هذا نفس ما فعله وهو يؤدي دور عبدالناصر».

جريدة القاهرة بتاريخ 12 أبريل 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

سمير فريد يكتب:

مشواري مع أحمد زكي في 25 سنة

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)