صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

* عبقرية الأداء عنده جعلته رمزا لجيل بأكمله من الممثلين.. مثلما كان عبدالحليم رمزاً لجيل من المطربين

* إنه هلال عندما يستيقظ من نومه.. ويصبح قمرا مكتملا فقط عندما يقف أمام الكاميرا 

في بداية عملي بالصحافة تحت التمرين وأنا لا أزال طالبا بكلية الإعلام التقيت به في مكتب المخرج والمنتج الراحل سيد عيسي الذي وقع اختياره علي أحمد زكي وأسند له بطولة فيلم »شفيقة ومتولي« أمام سعاد حسني!!

كنت في تلك السنوات نهاية السبعينيات- واعترف بأني لا أزال ـ أعشق الأخبار الساخنة وجاءت لي الفرصة التي لا تعوض، سيد عيسي يفتح النار علي نجمة النجمات سعاد حسني لأنها لم تستكمل تصوير الفيلم في قرية بشلا بمحافظة الدقهلية، حيث إن سيد عيسي أقام استوديو للتصوير هناك.. كانت سعاد تماطل في التنفيذ وسيد عيسي يطلق قذائف نارية عليها وأنا ألتقط منه هذه القذائف وأسلجها علي شريط كاسيت استعدادا لنشرها علي صفحات روزاليوسف.. كان يتابع الحوار صامتا »أحمد زكي« النجم الجديد ولم يعلق بشيء، لم يهاجم سعاد مؤيدا لكلمات سيد عيسي كما أنه لم يدافع عن سعاد رفضا لكلمات سيد عيسي!!

غادرت مكتب سيد عيسي وأنا أقفز فرحا علي درجات السلم ولكني استمعت إلي وقع أقدام تلاحقني وإذا به »أحمد زكي«، استوقفني وأخذ يحدثني عن مأساة جيل من الفنانين ينتظر أن تأتي له فرصة البطولة وأن هناك من أضاع سنوات عمره في الانتظار، ولم يجن إلا الانتظار!!

وإن الصحافة ليست للفنانين وعليها دور مهم وحيوي في تقريب وجهات النظر وكانت هذه هي المقدمة لكي يصل إلي هدفه وهو أن نشر هذه الكلمات النارية التي اطلقها سيد عيسي علي سعاد حسني لن تؤدي سوي إلي إيقاف مشروع الفيلم وتضيع عليه فرصة البطولة.. وأثناء سيرنا علي الأقدام في وسط البلد في شارعي الألفي، حيث مكتب سيد عيسي وعماد الدين والشوارع المحيطة كان عدد قليل من الجمهور قد بدأ التعرف علي ملامح أحمد زكي لم يكن أحد يعرف اسمه.. أحمد زكي ولكنهم يعرفون أنه أحمد ـ الشاعر ـ دوره في مسرحية مدرسة المشاغبين التي لعب بطولتها عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي ولا أخفي سعادتي وأنا أسير مع شخصية مشهورة أو شبه مشهورة يكفي أن الناس تشير عليه مؤكدة أنه »أحمد الشاعر«.

لست أدري بمدي سعادة »أحمد« بهذا الإنجاز الذي حققه في تلك السنوات علي صعيد الشهرة، ولكنه حرص علي أن يدخل إلي محل فول وطعمية شهير ليكمل الحوار علي ساندوتيش فول ساخن وشاي في ـ الخمسينة ـ واستطاع أحمد زكي أن يقنعني بأن اخفض من قسوة كلمات »سيد عيسي« حتي لا تزداد النيران اشتعالا وأن أقدم الوجه الآخر من الصورة وهو حوار مع سعاد حسني ولم أتمكن في تلك السنوات من الوصول إلي سعاد حسني ولم تنجح محاولات أحمد في هذا الشأن مع سعاد التي كانت شحيحة جدا في لقاءتها الصحفية وكانت الأحداث أسرع مني ومن أحمد زكي ومن سعاد، حيث تفاقمت الأزمة بين سعاد وسيد وتم إسناد الفيلم إلي زوجها في تلك السنوات المخرج علي بدرخان، واحتفظ أحمد زكي بدوره »متولي«، وإن كان قد تحول في الفيلم إلي كومبارس رغم أنه في الأسطورة الشعبية كان بطلا موازيا لشقيقته »سعاد«.. إلا أن الدقائق القليلة التي اطل من خلالها أحمد زكي علي الشاشة كانت كفيلة بأن تستوقف الجميع بهذا الحضور الطاغي وبدأت علاقة وطيدة جدا بين أحمد زكي والنقاد السينمائيين الذن أبدوا حماسهم له.. ومنذ ذلك الحين هناك حالة من المراهنة علي »أحمد زكي« صحيح أنه قدم أدوارا في أفلام اسبق مثل »بدور« و»أبناء الصمت« و»صانع النجوم« و»العمر لحظة« و»وراء الشمس«.. لكن »متولي« كان له سحر خاص وكان له محطة قصيرة مع يوسف شاهين بعدها في »إسكندرية ليه« ليصعد إلي »الباطنية« أمام نادية الجندي ليصفق له الجمهور في نهاية الفيلم.. كانت صالة العرض تشهد تعاطفاً غير مسبوق مع أحمد زكي، ورغم أن الفيلم بطولة نادية الجندي وفريد شوقي ومحمود يس. إلا أن المخرج حسام الدين مصطفي راهن علي أحمد زكي بطلا قادما وكتب سامي السلاموني قائلا: الإيجابية الملحوظة في هذا الفيلم هي أن أحمد زكي في أول فرصة حقيقية له في السينما يسرق الكاميرا من الكبار!!

وتحول أحمد زكي إلي رمز لجيل من المطحونين وإلي أمل لجيل من الموهوبين الذين لا يزالون يبحثون عن فرصة ما فهو بملامحه السمراء يمتلك مواصفات مغايرة تماما لما تعودت عليه السينما المصرية.. ولكن لا أتصور أن البشرة السمراء هي فقط عمق الإضافة التي منحها »أحمد زكي« لقائمة نجوم السينما.. الأهم هو بساطة الأداء وتلقائيته.. كانت تلك هي الشفرة التي عبرت بأحمد زكي إلي قلوب الناس!!

ولا أظن أن أحمد زكي بعد »الباطنية« كان قادرا علي أن يتجول ببساطة في شوارع القاهرة، كما تعود قبل ذلك ولا أتصور أن هناك من ظل يناديه بأحمد الشاعر لأن نجاح الباطنية كان كفيلا بتحقيق ذيوع لاسمه ـ زكي ـ وتحول أحمد من شاعر لجيل يبحث عن فرصة.. إلي ـ ترمومتر ـ لجيل كامل وفن أداء الممثل.. أصبح أحمد زكي هذا الترمومتر الذي تقاس خلاله نجومية وصدق إبداع النجوم.

هناك مقارنة ما لا شعورية نعقدها دون أن ندري مع كل نجم يطل علي الشاشة في جيل ما بعد.. أحمد زكي لنعرف مدي اقترابه أو ابتعاده عن مؤشر هذا الترمومتر الإبداعي الشهير بأحمد زكي وهو ما حدث مثلا قبل ذلك منذ بداية الخمسينيات مع »عبدالحليم حافظ« في عالم الطرب والغناء كل من ظهر بعد عبدالحليم كانت الجماهير تضعه تحت اختبار ترمومتر »عبدالحليم« وهو ما تحقق في عالم التمثيل منذ الثمانينيات مع نجمنا الأسمر.. أحمد زكي شأنه شأن كل النجوم لا تلمع موهبته إلا بمقدار ما تستفز طاقته الإبداعية أدوارا وشخصيات تخاطب شيئا صميماً في أعماقه، ولهذا بين »55« فيلما قدمها للسينما اختلفت معه في عدد منها عندما وجدت أنه يبدد طاقته الإبداعية فيما لا طائل من ورائه لأن القدرة الإبداعية تنشط فقط لدي أحمد في أفلام مثل »طائر علي الطريق« و»الحب فوق هضبة الهرم« و»البريء« و»الهروب« و»اضحك الصورة تطلع حلوة« و»زوجة رجل مهم« و»أحلام هند وكاميليا« و»أرض الخوف« و»كابوريا«، وغيرها.. ظل أحمد زكي هو حلم جيل الثمانينيات من المخرجين إنه دائما هو المرشح رقم واحد لبطولة أفلام محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبدالسيد.. كان عاطف الطيب عندما يرشح أحمد زكي لدور ما ثم يعتذر ويسند الدور لنجم آخر يقول نجم أد الدور باقتدار، كما تخيلته تماما.. أما لو كان أحمد زكي هو الذي أدي الدور، فإنه يفاجئني بما لم أكن أتوقعه.. أحمد زكي يدهش في أدائه ليس الجمهور فقط ولكن صناع العمل الفني أنفسهم الذين يفاجأون بتلك اللمحات الخاصة التي يمنحها للشخصية علي الورق.

إن أحمد زكي لا يتحقق إنسانيا إلا أمام الكاميرا ولهذا تتقمصه الأدوار قبل أن يتقمصها.. يحلم بها وتحلم به.. صاحب الرصيد الأكبر من الجوائز التي اقتنصها خلال رحلته.. وهو أيضا صاحب الجماهيرية الضخمة في شباك التذاكر، وهو أكثر نجم احتفي به وبإبداعه نقاد السينما علي مدي ربع قرن من الزمان.. إنه شاعر المطحونين وترمومتر الموهبين.. إنه حالة خاصة لا تتنفس سوي أوكسجين الإبداع ولهذا يتمني أحمد زكي أن يغادر خلسة غرفته بالمستشفي ليكمل تصوير فيلمه »حليم«، ثم لا يعود للمستشفي لكنه يواصل أحلامه أقصد حياته لأنه خلق لكي يتحقق فقط أمام الكاميرا!!

إنه »هلال« عندما يستيقظ من نومه لكنه »قمر« مكتمل فقط عندما يقف أمام الكاميرا!!

القاهرة المصرية بتاريخ 15 مارس 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

طارق الشناوي يكتب:

أحمد زكي.. شاعر المطحونين.. وترمومتر الموهوبين

أحمد زكي ليس بطل حليم  

الصدفة وحدها كشفت أن النجم المصري الكبير أحمد زكي الذي يعاني حاليا مضاعفات صحية بالغة ليس الوحيد الذي يقوم بدور العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في الفيلم الجديد الذي يجري تصويره حاليا عن قصة حياته باسم مؤقت (حليم صورة شعب)، وأن شخصين آخرين يقومان مع زكي بالدور خلال الأحداث، أحدهما ابنه هيثم والأخر شبيه لعبد الحليم يعمل مطربا وممثلا لكنه غير مشهور رغم كونه نسخة منه.

ويقوم هيثم أحمد زكي الذي يلازم أباه حاليا بمستشفى دار الفؤاد القريبة من القاهرة بمشاركته بالتمثيل فى الفيلم حيث يقوم بدور عبد الحليم في مرحلة الشباب، وهو الأمر الذي أخفاه فريق العمل طوال الفترة الماضية التي تم فيها التركيز على تصوير مشاهد أحمد زكي نظرا لحالته الصحية المتفاقمة.

أما بالنسبة للشبيه المغمور فقد التقته العربية.نت يوم الجمعة، ويدعى حامد سيد على واسم شهرته (حامد نجم)، وهو قريب الشبه من العندليب الراحل بشدة كما أنه يستطيع تقليد صوته وحركاته بطريقة متقنة، وهو أحد أعضاء جمعية محبي عبد الحليم حافظ التي تنظم احتفالية سنوية في ذكرى وفاته .

وقال نجم لـ”العربية.نت” إنه تلقى اتصالا من مخرج الفيلم شريف عرفه أخبره فيه أنه سيشارك معهم في التصوير وحدد له موعدا ذهب فيه للتصوير باستديو جلال بالقاهرة، لكنه لم يصور لحدوث مضاعفات في حالة أحمد زكي أربكت الجميع مما اضطرهم لإلغاء التصوير في ذلك اليوم.

بعدها اتصل به المخرج ثانية وحدد له موعد التصوير في مدرسة (السعيدية) المجاورة لجامعة القاهرة، وذهب بالفعل ليجد زكي يقوم بتصوير مشهد يتجمع حوله الجمهور فيه، لكنه لم يستطع إكماله بسبب إرهاق شديد ظهر عليه، وكان هذا اليوم الذي نقل فيه للمستشفى، فقام حامد الذي كان يقف بعيدا بتصوير نفس المشهد بدلا من أحمد زكي، وأجاد تأديته باعتراف المخرج وفريق العمل.

وعقب انتهاء المشهد أخبره المخرج شريف عرفه أن يكون مستعدا للمشاركة في الفيلم، وهو ما يعني أنه سيستكمل مشاهد أحمد زكي التي لا يمكنه القيام بها أو يستكمل بقية المشاهد إذا لم يتمكن النجم الكبير من إكمال تصوير الفيلم لأي سبب.

كان الأمر بالنسبة لحامد نجم حلما لم يفق منه حتى اليوم حسب قوله، حيث أنه كان ينتظر طوال عمره فرصة لإظهار موهبته كمطرب وممثل حيث درس بمعهد الموسيقى العربية، وشارك في عدد من المسلسلات المصرية بالفعل مثل (رجل طموح) مع خالد النبوي ومادلين طبر والمخرج صفوت القشيري، كما نال المراكز الأولى في الكثير من المسابقات الغنائية التي كان يقوم فيها جميعا بغناء أغنيات عبد الحليم حافظ الشهيرة، ومنها مسابقات بإذاعة صوت العرب.

تجدر الإشارة إلى أن حالة زكي الصحية بدأت في التحسن تدريجيا وينتظر أن يعاود التصوير في القريب وإن كان الأطباء قد أكدوا أنه لابد أن يخلد للراحة التامة حتى لا يتكرر ما حدث من قبل بسبب الإجهاد الشديد، حيث كان زكي يقضي أكثر من ستة عشر ساعة في التصوير مما مكنه من الانتهاء من جزء كبير من أحداث الفيلم تجاوزت 80 % .

موقع "القناة"

14 مارس 2005

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)