صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

بطلات أفلامه يتحدثن عنه

عبقرى وجدع وطيب

أحمد عطا 

هناك العديد من الحكايات والأسرار داخل كواليس الأعمال السينمائية التى لعب بطولتها النجم الأسمر أحمد زكى .. منها ما هو إنساني، يتعلق بعلاقة أحمد زكى بفريق العمل ومواقفه النبيلة معهم بدءًا من عمال الديكور حتى بطلات أفلامه.. بالإضافة إلى حالة التوحد والتواصل التى يفرضها أحمد زكى أمام بطلاته .. ومن خلال أعمال أحمد زكى السينمائية نتعرّف على العديد من الأسرار التى تتذكرها هؤلاء النجمات مع النجم المحبوب أحمد زكي، وتقريبًا وقفت جميع بطلات السينما المصرية فى بطولة أمامه، ومنهن نبيلة عبيد فى شادر السمك والراقصة والطبال، معالى زايد فى البيضة والحجر، نورا فى أربعة فى مهمة رسمية، منى زكى فى اضحك الصورة تطلع حلوة و أيام السادات، ميرفت أمين فى ولاد الإيه، زوجة رجل مهم، أيام السادات، هالة صدقى فى الهروب، إلهام شاهين فى البريء، لبلبة فى ضد الحكومة ومعالى الوزير، فردوس عبد الحميد فى ناصر 56، دينا فى كابوريا، نهلة سلامة فى مستر كاراتيه، وغيرهن، وكانت أغلب هذه الأعمال علامة فى تاريخ السينما المصرية فكان لنا أن نلتقى مع بعض من بطلات أفلام أحمد زكى لنتعرف منهنَّ على الكثير من الأسرار والحكايات التى جمعتهن مع أحمد زكى أمام الكاميرا، وخلفها.

فى البداية تقول النجمة نبيلة عبيد: قدمت مع النجم أحمد زكى اثنين من أهم أفلامى السينمائية وهما شادر السمك والراقصة والطبال ويتذكرنى بهما المشاهد فى جميع البلدان العربية سواء فى شخصية المعلمة فى شادر السمك أو شخصية مباهج الراقصة.. فلى مع أحمد مواقف جميلة وإنسانية لاتنسي، فهو إنسان، والفنان، رجل أبن بلد جدع، كريم مع كل صغير وكبير باكية .. مش لاقية حاجة أقولها لأحمد.

سألناها: نريد أن نتعرف منك ما هو الشيء الذى يميز أحمد زكى عن غيره من أبطال السينما المصرية وخاصة وأنك تعاملت مع العديد من نجوم السينما المصرية؟

قالت: بمجرد أن يقف أحمد زكى أمامى وتدور الكاميرا وخاصة فيلم الراقصة والطبال، كنت أشعر أن من يقف أمامى ليس أحمد زكى بل عبده الطبال المكافح البسيط الذى يتملكه طموح جارف مع مباهج، وهذه عظمة أحمد زكي.. كان يشعِر كل من يتعامل معه بأنه عبده الطبال، حتى آخر مشهد فى الفيلم، وسأتذكر موقفا له، لقد تملكتنى آلام شديدة أثناء تصوير الفيلم وتحملت على نفسي، واستوعب أحمد الموقف ووجدته يصرخ ستوب ودفعنى إلى سيارته فى حنوّ وحبّ وخوف غير عادى إلى أحد المستشفيات القريبة، ولم يتركنى حتى اطمأنّ على .. هذا هو أحمد زكي، كان يعمل كل شيء جميل بدون افتعال، على المستوى الإنسانى والفني، أما أحمد الفنان فهو حالة فريدة من نوعها تتكرر إذا جاد الزمن على أهل الأرض بموهبة غير عادية فى فن التمثيل مثل أحمد زكي. فهو من أفضل نجوم مصر والوطن العربى على الإطلاق.. ربنا معه.. ويكفى دعوات وحب الملايين لك يا أحمد باكية.

وتقول الفنانة صفية العمري: كان يأتى من البيت فى زى عبد السميع البواب، كلامه وحركاته وانفعالاته.. حتى أن فريق العمل وقتها كان يتعجل بدء التصوير وأتذكر أنه كانت معركة بين البوابين فى أحد المشاهد فوق أسطح أحد العمارات، فأصيب واحد من الكومبارس، فطلب أحمد من الإنتاج أن ينقل فى سيارة خاصة ويعالَج فى مستشفى خاص، بل فاجأنا فى اليوم التالى بزيارة هذا الممثل البسيط. مهما تناولنا وتحدثنا لن نفى أحمد زكى حقه كإنسان وليس معى كواحدة من بطلات أفلامه، ولكن هناك المواقف التى لا تُنسَى كفنان يتمتع بحضور طاغ أمام الكاميرا فهو لديه القدرة أن يسخّن المشاهد ويساعد البطلة التى تقف أمامه أن تُخرج كل ما لديها من أداء وهذا ما حدث فى فيلم البيه البواب.. الذى يعدّ علامة ومحطة مهمة فى حياة أحمد زكي.

أما النجمة ميرفت أمين فتقول: شاركت أحمد زكى فى ثلاثة أفلام سينمائية هى ولاد الإيه، فى شخصية زكى الحمصانى و زوجة رجل مهم وأيام السادات ويعتبر فيلم زوجة رجل مهم من أهم المحطات الفنية فى حياة أحمد زكى كنجم بشهادة النقاد ومازال يدرَّس فى معاهد السينما ومعهد الفنون المسرحية كوثيقة فى فن أداء التمثيل الراقى الذى يتمتع به أحمد زكي.

أما عن النجم أحمد زكى -الفنان والإنسان- قالت ميرفت أمين: أحمد أشبه بصدمة كهربائية قوية، تجعل النجمة التى تقف أمامه لا تهدأ لدرجة أنها تنسى تمامًا أنها فى بلاتوه ويحيط بها مخرج وعُمال ومساعدون وفريق عمل متكامل، وسأذكر للتاريخ أحد المواقف التى لا تُنسي، وهذا الموقف شاهد عيان على عبقرية النجم أحمد زكي، ففى أحد المشاهد فى فيلم زوجة رجل مهم وكان أحمد يلعب دور ضابط شرطة متجبر وقاس مع كل مَن حوله قام بصفعى بالألم فنظرت فى عينيه بعد صفع الألم وشعرْت بالخوف من شدة تقمص أحمد زكى وشعرْت بأننى أمام ضابط مباحث وليس أحمد الصديق والفنان، فوجدته يصرخ ستوب وبدأ يهدأ من روعي، وظل جميع مَن فى الفيلم يضحكون ثم قاموا بالتصفيق لى ولأحمد كما أن أحمد قام بدعوة الجميع على أكلة سمك كنوع من الترضية لي.. أما أحمد الإنسان فهو كريم وودود للغاية، آخر شيء يعمل له حساب الفلوس، أحمد حالة فريدة يعيش حالة حب مع الحياة، يقاتل من أجل التمثيل، يحب مَن حوله، لا يكره أحد مهما كان، بسيطًا ومتواضعًا، ولا أملك أنا أو غير سوى أن نقول يارب.

النجمة الشابة منى زكى أحدث النجمات من الجيل الحالى اللائى وقفن أمام أحمد فى ثلاثة أعمال من أفلامه، فى دور ابنته فى اضحك الصورة تطلع حلوة، وزوجته فى فيلم أيام السادات، ومؤخرا حليم، وقبل أن نسألها شيئا بادرتنا قائلة: أحمد زكى حالة غريبة من نوعها يدفعنى دائمًا بحب أن أتعجل تصوير المشاهد التالية معه، فكان فى أثناء تصوير فيلم اضحك الصورة تطلع حلوة أبا حقيقيا حتى آخر مشهد، حتى إذا اتصل بى تليفونيا ليطمئن على أو يناقشنى فى إحدى المشاهد كان يقول لى أبوكِ يا بنت على التليفون باكية وكانت ملاحظاته بالنسبة لى لا يمكن أن تجدها فى كتاب أو مرجع، وكان يهمس فى أذنى بحب وأدب جمّ إذا أراد أن يوجّه لى نصيحة أو ملاحظة حتى لا يشعر أحد.. وفيه شيء غريب شعرْت به أثناء تصوير فيلم السادات إذا شعر بالتعب كان يكمل التصوير بإرادة وقتال غير عادي، كأن التمثيل هو شريان الحياة بالنسبة له، مهما تحدثت وقلت فكان نعم الأب والصديق والأخ، والفنان العملاق.

أما النجمة هالة صدقى التى شاركت أحمد زكى فى فيلم الهروب إخراج عاطف الطيب، وهو من أهم أفلام السينما المصرية حيث لعب أحمد زكى شخصية منتصر الشاب الصعيدى الذى تربى فى أقاصى الصعيد، ويثأر للظلم والقهر الذى يتعرض له الإنسان فقالت: أحمد مدرسة قائمة بذاتها، كان يجعلنى دائما فى حالة تركيز وانشغال دائم بالشخصية التى ألعبها، وأتذكر واقعة مهمة أثناء تصوير الفيلم أن قام أحمد بصفعى بشدة وكان ألمًا حقيقيا ونزفت من فمى وتورم فمى فوجدت أحمد ينزوى بى بعيدًا ويتصل بطبيب ولم يبدأ التصوير مرة أخرى حتى اطمأن على تمامًا، وظل يعتذر لى حتى تم عرض الفيلم..

العربي المصرية بتاريخ 27 مارس 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

أكد أنه أنهى كل مشاهده فى فيلم حليم تقريبا

شريف عرفه:

فنان مقاتل من أفضل النجوم فى تاريخ السينما

أحمد عطا

جمعهما حب الفن وعشق الوطن

دراما الألم والدموع فى حياة حليم وأحمد زكي

ماهر زهدي

الأربعاء المقبل تمر الذكرى الثامنة والعشرون على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وفى كل عام من الأعوام السبعة والعشرين المنقضية، منذ رحيله عام 1977، وحتى 2005، كان الجمهور دون الانتظار للإعلام أو لهيئات أو مؤسسات يحتفى بذكرى العندليب الأسمر، ورغم محاولات الإعلام، صحف وتليفزيونات أرضية وفضائية، الاجتهاد فى البحث وتقديم موضوعات جديدة ، هى فى الأصل قديمة بتناول جديد، حتى ولو عن طريق اختلاق الأكاذيب عنه فى بعض الأحيان، إلا أن الجمهور لم يعد يلتفت لأغلب هذه الموضوعات، فربما كان فى السنوات الأولى ينتظر مفاجئة جديدة عن، أغنية لم تذع من قبل، لحن لم يكتمل، حفل خاص لم نستمع إليه، تسجيل نادر لم يسبق إذاعته، ثم بدأ يتبرع البعض بالادعاء بأنه يذيع سرا لأول مرة عن حياته، أو زواجه من هذه أو تلك، أو علاقاته بالساسة أو الملوك والرؤساء، والكارثة أنهم جميعا يدعون القرب والصداقة منه، حتى أفرغ المدعون وولاة الأمور ومن هم فى أيديهم هذه الأشياء كل ما فى جعبتهم، ومع ذلك يظل الجمهور متعطشا لأى شيء يمكن أن يقدم له عن العندليب.

هذا العام ومع حلول الذكرى الثامنة والعشرين، كان الاحتفال مختلفا، كأنه عام رحيل العندليب، تجددت الذكرى بكل آلامها، بل أن الآلام فيها تأتى مضاعفة، حيث أراد نجم نجوم مصر والوطن العربى الفنان العملاق أحمد زكى أن يكون الاحتفال على طريقته، أراد أن يجعل منه بحق لقاء السحاب بين الغناء والتمثيل، لم يرد أن يحتفى بشكل تقليدى على طريقة المدعين، بل أراد أن يعيد إلينا الذكرى أمام أعيننا كشريط سينمائى بكل مشاهد الألم والدموع والعذاب، أراد أن يسترجع شريط الذكريات ويتوقف به عند المحطة المؤلمة فقط، مجسدا هذه المشاهد على الشاشة وفى الواقع!
كعادته لم يرد أحمد زكى أن يكون الاحتفال كسابق من احتفوا، فعلى مدى رحلته الفنية كان يحركه الفنان بداخله وليس الإنسان، يختار له، ودائما تصيب اختياراته ويرى النتيجة فى نهاية كل اختيار، أعجاب.. دهشة.. جوائز.. إعجاز..حتى فاق كل تصور وإعجاب فى كل أدواره وشخصياته التى قدم.

ولأن من وقع عليه الاختيار هذه المرة هو معشوق كل الجماهير العربية ومعجزة الغناء العربى عبد الحليم حافظ، كان لابد أن يكون الاستعداد مختلفا، والتناول جديد تماما، فهو الحلم الذى داعب خياله كثيرا، وأرتبط به وتوحد معه، لأسباب كثيرة كشفت عنها ملحمة حياة كل منهما، رحلة طويلة قصيرة من اليتم والعذاب والمرض والألم، إلى النجاح والتفوق وإدهاش الجميع.

ولأن اختيار أحمد زكى هذه المرة مختلفا، فاستعداده له أيضا كان مختلفا، هذه المرة خطط ودبر كيف سيكون شكل وأسلوب وبداية تنفيذ الاختيار، لكنه لم يختر كيف ومتى ستكون النهاية، فهذه المرة قرار النهاية كان للقدر الذى سبقه ووضعها، ربما لم يكن فى حسبان أحمد أن يختتم الرحلة مع العندليب، فالطموحات كانت كبيرة وممتدة ليست لها حدود، ولكن القدر أراد أن يكتب كلمة النهاية فى لقاءه مع حليم.. الفيلم والذكري.

طريق طويل وصعب خطاه أحمد زكي، كما خطاه عبد الحليم حافظ، واجه كل منهما فيه العديد من العذابات والاحباطات، ولكنهما حولاها جميعا إلى نجاحات، تحديا كل شيء حتى نفسيهما، ليصلا إلى ما وصلا إليه من حب واحترام جماهيرى منقطع النظير، جعل كل منهما يتربع على قمة نجومية مجاله، هذا فى الغناء، وذاك فى التمثيل.

دخل أحمد زكى قلوب الجماهير، وأمتلكها عبد الحليم، حفر كلاهما بأظافره طريقاً لنفسه إلى مقدمة الصف الأول فى وقت تعددت فيه المواهب وسيطر فيه الكبار، فلم يعش عبد الحليم فى القصور مثل عبد الوهاب، ولم يكن فى موهبته الموسيقية، ولم يكن موسيقارا أو ملحنا مثل فريد الأطرش، لكنه تفوق ودخل قلوب كل الجماهير العربية وتربع فيها، ولم يكن أحمد زكى يتميز بالوسامة مثل معظم فتيان الشاشة الحاليين والسابقين، فلم يكن الفتى الأول بمقاييس أنور وجدى أو عماد حمدي، وحتى عندما تبدلت المقاييس، لم يكن فى نعومة حسين فهمى أو وسامة محمود ياسين، أو رجاحة عقل نور الشريف، ولكنه نموذج عادى لأشخاص عاديين يمكن أن تقابلهم كل يوم عشرات المرات فى حياتك اليومية، بداية من بواب العمارة التى تسكن، مرورا بسايس الجراج، أو الميكانيكى الذى تتعامل معه، أو عامل المقهى الذى تجلس عليه، أو صديقك الموظف المطحون الذى لايملك ثمن شقة يتزوج فيها، أو عامل الكوافير الذى تقص شعرك عنده، أو ابن جاركم الموظف الغلبان الذى كافح والده طويلا من أجل أن يلحق أبنه بكلية الشرطة، فيصبح ضابطا متمردا متنكرا لكل من حوله، أوالشاب العاطل الذى يجلس مثل ملايين فى الحوارى والأزقة ،أو جندى الأمن المركزى الفلاح البسيط الساذج الذى يقف يوميا تحت الشمس الحارقة دون أن يدرى لذلك سببا أو ما يدور حوله، أو الموهوب الباحث فى حوارى وشوارع المدينة عن فرصة تنقله لعالم الكبار، أو الفارس البسيط الذى يأتى من الجنوب ليكون زعيم هذه الأمة، وغيرهم عشرات وعشرات تقابلهم وتتعامل معهم كل يوم.

لقد عشق أحمد زكى وعبد الحليم تراب هذا الوطن، عندما عشقا فنهما واخلصا له، وربما لكل هذه الأسباب كان اختيار أحمد زكى ل حليم، أراد باختياره الدخول فى تحد جديد يسعد به جماهيره وعشاق فنه، أراد أن يصل إلى قمة الهرم، لكنه فاجأ الجميع بأنه تخطاها وارتفع، للدرجة التى لم يعد معها هناك أى مستوى نجاح مازال فى الإمكان، ولم يحققه.

فلم يدرك أحمد زكى باختياره بداية النهاية أن ذكريات الألم والدموع ستتضاعف، ولكنه أراد أن يسعدنا كثيرا بهذه البداية، وأراد القدر أن يبكينا طويلا بهذه النهاية.

العربي المصرية بتاريخ 27 مارس 2005

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يعد شريف عرفه واحداً من أهم مخرجى السينما المصرية فبالرغم من صغر سنه إلا انه قدم مجموعة من الأعمال السينمائية شديدة التميز ليس آخرها رائعته مع العملاق أحمد زكى حليم الفيلم الذى يقاتل شريف لكى تخرج هذه الوثيقة السينمائية الفارقة للنور فى ظل ظروف قاسية بدأت منذ أن تم ترشيح شريف لإخراج الفيلم فى ظل الظروف الصحية التى يمر بها النجم الأسمر احمد زكى والتى وضعت شريف عرفه فى تحد مستمر حتى يخرج العمل بأفضل صورة، التقيناه فى هذا الحوار لنتعرف على الظروف الخاصة التى مر بها أثناء تصوير الفيلم وكيفية التعامل مع نجم فى ظروف أحمد ذكي.

·     كيف تعاملت مع نجم فى ظروف أحمد زكى الصحية وخاصة أن فيلم حليم يحتاج إلى تركيز وأداء تمثيلى عال المستوى من فريق العمل ككل وبالأخص احمد زكي؟

- كان هناك تحضير مسبق لكى يصور أحمد زكى جميع مشاهده وهذا ما حدث ولكن المفاجأة أداء أحمد زكى أمام الكاميرا لا أبالغ إن قلت أننى لم اشعر أن أحمد زكى مريض أو به ألم، فمجرد أن يسمع أحمد كلمة أكشن كان يتحرك بحيوية وبتركيز وقوة غير عادية حتى فؤجت أننى أمام عبد الحليم حافظ فى جميع المشاهد التى صورت وسيراها المشاهد المصرى والعربى وسيصاب بالدهشة من القدرة القتالية التى يتمتع بها هذا النجم غير العادي، فكان يخفى آلامه حتى يخرج عبد الحليم حافظ من داخله.

·         هل هناك أمور كان متفقا عليها للتعامل مع ظروف أحمد زكى بشكل يومي؟

- بالتأكيد لقد وفرت الشركة المنتجة الهدوء التام داخل البلاتوه حتى نتيح الفرصة لأحمد ليكون فى أقصى درجات التركيز وهذا ما تم بالفعل، بالإضافة إلى المتابعة الجيدة من الطبيب المعالج له أثناء تصوير المشاهد فكان كل شيئا معدا ومجهزا قبل بدء التصوير حتى أن الفنانين المشاركين فى هذا العمل كانوا مستوعبين هذه الظروف وأحييهم جميعاً على الالتزام الشديد والتركيز أمام الكاميرا حتى لا نعيد مشهداً واحداً سواء كان جمال سليمان أو سلاف أو عزت بدران أو غيرهم.

·         كم عدد المشاهد التى صورها النجم أحمد زكى فى هذه الفترة القصيرة وأعتقد أن هذا سؤال يشغل بال جمهور أحمد زكي؟

- أحمد استطاع بمقدرة فائقة أن يصور كل مشاهده تقريبا، وخرجت أكثر من رائعة دون مجهود الإعادة.

·         ماذا لو -لاقدر الله.. لم يستطع أحمد زكى أن يكمل الفيلم؟

- الأعمار بيد الله وحده، ولا يستطيع أحد مهما كانت صحته سليمة مائه بالمائه أن يضمن عمره لحظة واحدة، ودعنا لا نسبق الأحداث وندعو له بالشفاء فالمشاهد المتبقية لأحمد بسيطة جدا ولن تؤثر على العمل لأننا نستطيع أن نكمل هذا العمل الذى بذل أحمد فيه كل قطرات دم جسده لكى يصوره فى هذه الظروف القاسية التى يمر بها.

·         بصراحة هل حدث أن اعترضت على أداء احمد فى احد المشاهد وطلبت منه إعادته أكثر من مرة؟

- هذا لم يحدث على الإطلاق، وأعلنها صراحة، أن أحمد زكى كان مفاجأة بأدائه الرائع وخاصة أنه يجسد تركيبة فنان فى حجم عبد الحليم حافظ له أبعاد نفسية وإنسانية كثيرة فلابد أن تظهر ملامحها من خلال الاداء، وهذا ما حدث.

·         مشهد تم تصويره وتسبب فى ألم للمخرج شريف عرفه، ولن تنسى هذا المشهد خلال رحلتك الفنية؟

- كان هناك مشهد لعبد الحليم حافظ أثناء مرضه وكان مشهدا صعباً ولم نكن نعلم أن أحمد زكى فاجأه المرض بالفعل أثناء التصوير، ولم يطلب وقف التصوير وأكمل المشهد وتحامل على نفسه وجميع من فى الأستوديو ظنوا أنه أداء تمثيلى من أحمد زكى وصفقنا له جميعا، وبعدها طلب طبيبه الخاص وعلمنا جميعاً أنه كان يتألم من شدة المرض، وليس تمثيلاً فبكى جميع الفنيين الموجودين فى الأستوديو على الروح الفنية التى يتعامل بها هذا الفنان العبقرى الذى من الممكن أن يضحى بنفسه من أجل أن يتفانى فى عمله لأقصى درجة، ولآخر نقطة دم فى جسده.

·         ماذا تقول للنجم أحمد زكي؟

- أقول له قوم يا أحمد وشوف أد إيه أنت عظيم وتفوقت على نجوم السينما العالمية التى تفخر بهم هوليوود، بل أنت أفضل منهم، كلنا نحبك ونحترمك وندعو لك من قلوبنا، نحن فى انتظارك.

العربي المصرية بتاريخ 27 مارس 2005