صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

غيّب الموت صباح أمس النجم الكبير أحمد زكي بعد صراع مع مرض السرطان, وبرحيله تَفقد السينما المصرية نصف موهبتها في العقدين الاخيرين, فهذا أقل ما يوصف به نجم في قيمة وأهمية وطريقة أداء وعدد شخصيات لعبها فنان مثل أحمد زكي.

واستطاع أحمد زكي أن ينال اجماعًا نقديًا وجماهيريًا حول معظم افلامه والتي يبلغ عددها 56 فيلما, وتنوعت مواضيعها ولمست هموم وقضايا وطنية وانسانية ورومانسية, وقدم من خلالها جميع المهن والوظائف من البواب حتى الرؤساء, ونجح بقدرة فائقة أن يحقق الاداء الاستثنائي في كثير من افلامه, ولهذا حصد أكثر من 50 جائزة محلية ودولية. اضافة إلى أنه الفنان المصري الوحيد الذي نال وسام الفنون من الطبقة الاولى من الرئيس حسني مبارك.

وُلد أحمد زكي عبد الرحمن في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1949 في مدينة الزقايق محافظة الشرقية, بعد وفاة والده, وزواج والدته, تربّي في رعاية جده وخاله, ودخل المدرسة الصناعية حيث شجّعه الناظر على التمثيل المسرحي والتحق بعدها بمعهد الفنون المسرحية, واثناء دراسته شارك في عدد من الاعمال الفنية, ثم تخرج في العام 1972 وكان ترتيبه الأول على زملائه مع مرتبة الشرف, ومنذ ذلك الوقت وبدأ التميُّز يلاحق أحمد زكي منذ انطلاقته في فيلم «بدور» العام 1974, وحتى فيلم «معالي الوزير» آخر افلامه التي شاهدها الجمهور, وكان اخر وقوف له أمام الكاميرا في فيلم «حليم» الذي أنجز منه 85 في المئة من مشاهده.

ويعتبر أحمد زكي مدرسة متفرّدة في فن الاداء التمثيلي والتشخيصي ولُقِّب بأنه رئيس جمهورية التمثيل, وجوهرة السينما السمراء, والعبقري, والمندمج, وذلك لقدرته في الانغماس التام في الشخصية التي يلعبها, كما أنه أحد الفنانين المصريين القلائل الذي وازن بين النوعية التجارية والفنية, وحسب قوله لي في العديد من الاحاديث التي اجريتها معه إنه كان يقصد ذلك, ولم يكن ذلك صدفة, بل حقيقة وهدف يعمل على تحقيقه, وقال لي «أنا عندما اوافق على فيلم ادرك تماماً قيمته, فعندما قدمت «الراعي والنساء» كنت أعرف أنه لا يحقق نفس النجاح الجماهيري الذي يحققه «كابوريا», أو «الامبراطور», وعندما قدّمت «زوجة رجل مهم», و»البرئ» كنت أدرك أنهما لا يحققان نفس النجاح الجماهيري لأفلام مثل «شادر السمك», و»البيه البواب» أحياناً أشعر بأن هذا العمل أو غيره «هيعجب» الناس ولكن كنت أحرص أن العمل الذي يليه لابد أن يعجب الفنان الموجود داخلي وأنا سعدت بكل أعمالي التي حققت النجاح الجماهيري, والأفلام التي حققت النجاح البسيط لأنها اسعدتني كفنان لأن هذه الأفلام عملت لي تاريخي, والأفلام الأخرى صنعت نجوميتي.

ويُعتبر أحمد زكي الوحيد الذي له مشروع فني عبّر فيه عن الإنسان, وهذا ما نلحظه في جميع أفلامه والتي كان يحرص على تنوع أدائه وقضاياها, إضافة إلى أنه هو صاحب مشروع سينمائي وطني, ويتأكد ذلك من خلال فيلمي «ناصر 56», و»أيام السادات», ويقول عنهما «الحمد لله إنني تشرفت وقدمت هذين العملين واعتبرهما خطوة كبيرة, لأننا فتحنا من خلالهما للمرة الأولى الحديث عن الزعماء والرؤساء بالاسماء الحقيقية, ونجحنا في إظهار الحقائق للأجيال بعيداً عن المهاترات السياسية».

وبهذا يكون هو الفنان الوحيد الذي أجمع عليه أنصار جمال عبد الناصر, وأنور السادات, وكان تكريمه الأبرز من قِبَل الرئيس حسني مبارك الذي منحه وسام الدولة, واحتضنه في فترة مرضه.

اقتربت من النجم أحمد زكي كثيراً في السنوات الأخيرة وخصوصاً في سنواته الخمس الأخيرة, وهذه الخصوصية الخاصة في العلاقة تعرفت من خلالها على جوانب كثيرة عنه كإنسان وفنان.

واختصني بالعديد من الحوارات وكان دائماً يردد أنا سأظل مسؤولاً عنك حتى آخر يوم في حياتي, وهذه الجملة كررها عليّ كثيراً صباح الخميس 17 اذار (مارس) قبل أن يدخل الغيبوبة, عندما اتصل بي الفنان التشكيلي وابن خاله سمير عبد المنعم, وقال لي «الأستاذ» يريدك فوراً, فذهبت إليه في مستشفى دار الفؤاد, وجلست معه ساعات طويلة ويومها طلب من سمير عبد المنعم أن يعطيني بعض الرسائل التي وصلت له من جمهوره والتي تحمل دعوات الشفاء, ويومها داعبني بقوله «يا سمير خذ 100 جنيه من محمود لأنني أعطيه سبق صحافي», وكان من بين الرسائل رسالة من فتاة تبلغ 20 عاماً كتبت له تقول «إنني وجيلي لم نعاصر زعماء مصر السابقين, ولم نعرف الكثير عنهم, ولكن ببراعتك الشديدة جعلتنا نعرفهم بل ونحبهم وأكثر من ذلك أنني شعرت وكأنني عاصرتهم», هذه الجملة عندما طلب مني أن أقرأها له وجدت الابتسامة والرضا والسعادة تملأ عينيه ووجهه, وكأنها جائزة كبيرة جاءت له وهو على فراش المرض, شعرت أن أحمد زكي لا يستطيع أن يعبر من كلمات جميلة, وفي نفس الوقت شعرت بأنه حقق ما أراد, فهذا ما راهن عليه عندما قدم ناصر والسادات, راهن على الأجيال الجديدة التي لم تعاصر أمجاد الزعماء وشعرت كأن أحمد زكي يريد أن يقول «أنا انتصرت, على كل الذين حاربوني ووقفوا ضدي, أنا انتصرت», وهو بالفعل انتصر. وسيظل انتصاره موجوداً خصوصاً ضد هؤلاء الذين حرموه من جائزة «أيام السادات» في المهرجان القومي بحجة أن أعضاء لجنة التحكيم ناصريين, نعم ياأحمد أنت انتصرت عليهم لأنهم يريدون التفرقة, وأنت عملت على تحقيق «الوحدة الوطنية».

لم تكن سنوات أحمد زكي مليئة بالفرح والسعادة, وإنما هي أيام باكية فهو موعود مع العذاب منذ نشأته في الصغر وهو يتمياً معذباً يكتم آلامه وحده, لأنه أدرك مبكراً أن «اليتيم» لا يجد الشفقة إلا أحياناً, ولهذا رفع شعار «لا للشفقة» وبدأ هو يعطف ويعطي ويرفض الهزيمة, ويرفض ألا تتحقق أحلامه, وحتى عندما داهمه مرض السرطان بدأ يتعامل مع مرضه في أيامه الأولى من منطلق فني وقال «أنتم متعودين أعمل أدوارًا متنوعة وكنت أسمع أنها تنال رضاكم ولكن هذا الدور - المرض - الذي أنا فيه لم اختره, فهو دور فُرض عليّ وجاء لي فجأة ولكن لابد أن أقوم به....».

ومرت الشهور وبدأ أحمد زكي يتجاوز بعض آلامه وهو يحلم بانتهاء آلامه كلها ورغم كل الظروف نجح في الانتصار على مرضه - لو لفترة - وصوّر ما حلم به «حليم», هذا هو أحمد زكي الذي كانت معظم أيامه ألم وبكاء ولكن كل هذه العذابات هي التي اثقلته وصنعت منه «ماسة فنية».

وقدم أحمد زكي عبر مشواره العديد من الأفلام المهمة منها «زوجة رجل مهم», و»البرئ», و»ضد الحكومة», و»هيستيريا», و»اتضحك الصورة تطلع حلوة», و»موعد على العشاء», و»الحب فوق هضبة الهرم», و»الباشا», و»النمر الأسود» و»كابوريا», و»أرض الخوف», و»ناصر 56», و»أيام السادات», و»معالي الوزير», وقدم للتلفزيون عدداً من المسلسلات منها مسلسل «الأيام» قصة الدكتور طه حسين, و»هو وهي» وكان آخر وقوف لأحمد زكي أمام الكاميرا في فيلم «حليم» وطالما قال «إن لحماسته لتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ أسباباً فنية وشخصية منها التشابه بينهما في الإصابة بمرض البلهارسيا, وموت أبيهما - يتامى - والمعاناة في النجاح, وتشاء الظروف أيضاً أن يموت في نفس الشهر الذي رحل فيه عبد الحليم حافظ. وتزوج الفنان أحمد زكي من الفنانة الراحلة هالة فؤاد, وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم (21 عاما)ً.

ويشيع أحمد زكي ظهر اليوم بحضور رسمي، انطلاقاً من مسجد مصطفى محمود في المهندسين ليوارى الثرى في مقبرة الأسرة على طريق القاهرة – الفيوم, وستبث عبر فضائيات عربية.

من «ناصر 65» إلى «حليم»... مسيرة حافلة لم تكتمل

- ولد أحمد زكي العام 1949، في الزقازيق، محافظة الشرقية في مصر.

- التحق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية منتصف الستينيات.

- عرفه الجمهور من خلال مسرحية «هالو شلبي»، ثم مسرحية «مدرسة المشاغبين».

- أقترن أسمه في منذ أوائل الثمانينات بتيار الواقعية الجديدة في السينما عندما قدم مع خيري بشارة «العوامة 07»، ومع محمد خان «طائر على الطريق»، و«موعد على العشاء».

- بدأ يحقق شهرة جماهيرية واسعة بعد أن قدم سلسلة من الأفلام السينمائية التي عرفت نجاحاً شعبياً كاسحاً، ورسخت الشخصيات التي جسدها في أذهان ملايين المشاهدين. ومنها «زوجة رجل مهم»، و«ناصر 65»، و«أيام السادات» ، و«الحب فوق هضبة الهرم»، و«البيه البواب»، و«البريء» و«كابوريا» وغيرها... فضلاً عن مساهماته المتميزة في الدراما التلفزيونية كمسلسلات «هو وهي» و«الأيام» عن سيرة حياة العميد طه حسين.

وفيما يلي قائمة، بأفلام أحمد زكي:

- «بدور» (1974)

- «أبناء الصمت»، «صانع النجوم» (1977)

- «العمر لحظة» (1978)

- «وراء الشمس»، «شفيقة و متولي» اخراج علي بدرخان، «إسكندرية ليه» اخراج يوسف شاهين (1979)

- «الباطنية» (1980)

- «عيون لا تنام» (1981)

- «موعد على العشاء»، «طائر على الطريق»، «العوامة سيعين» (1982)

- «الأقدار الدامية»، «درب الهوى» (1983)

- «الاحتياط واجب»، «المدمن»، «الليلة الموعودة» (1984)

- «الراقصة و الطبال»، «التخشيبة» اخراج عاطف الطيب، «النمر الأسود»، «البرنس»، «سعد اليتيم» (1985)

- شادر السمك (1986)، «الحب فوق هضبة الهرم» اخراج عاطف الطيب، «البريء»، «البداية»، «أربعة في مهمة رسمية» اخراج علي عبد الخالق (1987)

- «ألبيه البواب»، «زوجة رجل مهم» اخراج محمد خان (1988)

- «أحلام هند وكاميليا» اخراج محمد خان، «الدرجة الثالثة»، «ولآد الايه» (1989)

- «امرأة واحدة لا تكفي» (1990)، «البيضة والحجر»، «كابوريا» اخراج إيناس الدغيدي، «الإمبراطور»، «المخطوفة»، «الهروب» (1991)

- «الراعي والنساء» إخراج علي بدرخان، «ضد الحكومة» (1992)

- «مستر كاراتيه» (1993)

- «الباشا»، «سواق الهانم» (1994)

- «الرجل الثالث» (1995)

- «أستا كوزا» (1996)

- «أبو الدهب»، «نزوة» إخراج علي بدرخان، «ناصر 56» اخراج محمد فاضل، «سن اللول» (1997)

- «اضحك عشان الصورة تطلع حلوة» (1998)

- «حائط البطولات» (1999)

- «أرض الخوف» داوود عبد السيد

- السادات» اخراج محمد خان (2000)

- «معالي الوزير» إخراج سمير سيف (2001)

- «حليم» ( لم يكتمل ) إخراج شريف عرفة (2004)

الحياة اللبنانية بتاريخ 28 مارس 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

مات أحمد زكي «النمر الأسمر»...

والوجه المضيء للسينما المصرية

القاهرة - محمود شحاتة

أحمد زكي المقاتل الباسل... اتركوه بسلام!

القاهرة - أمينة خيري

جرت العادة أن يختلط الحابل بالنابل حين ينخرط المؤرخون والمرتزقة وعابرو السبيل في موجات من التأريخ الممتزج بالتأليف والمشوب بتوابل من التفاصيل الحميمة التي تخصّ الشخصيات العامة لا سيما السياسية والفنية.

وهذه «اللخبطة» تحدث عادة عقب وفاة شخصية عامة. لا سيما الشخصيات الفنية... إذ أن الكتابة عن الشخصيات السياسية، حتى تلك التي رحلت عن دنيانا، ما زالت جريمة تعاقب عليها القوانين الافتراضية.

وجرت العادة أيضاً أن تحتدم تلك «اللخبطة»، لو جاءت وفاة الشخصية الفنية غير متوقعة، بمعنى أن تحدث في سن مبكرة، أو في ظروف غامضة أو مثيرة للشكوك. فتنشط الأقلام وتستعر... فإذا بأحدهم يكتب أسراراً تنشر للمرة الأولى عن هذا النجم أو ذاك، وآخر يكتب عن علاقات النجم الغرامية التي لم يعرفها أحد سوى المؤلف، وثالث يستعرض الأسباب الحقيقية للوفاة التي لن يعرفها أحد (غالباً لأنها من وحي خيال صاحبها). وقس على ذلك.

والغريب أن نسبة كبيرة من أولئك المؤلفين لم تقابل النجم أو النجمة الراحل أو الراحلة، من قريب أو من بعيد. وتنتشر في تلك الظروف ظاهرة تعرف بـ «تدوير البيئة»... وهي وإن كانت ظاهرة إيجابية على المستوى البيئي للحفاظ على موارد الأرض من النفاذ، إلا أنها كانت تسمى في عهود مضت «السرقة الصحافية» أو «الغش الأدبي».

فهناك من تجّار «وفيات النجوم» من يعتمد في مؤلفه على الأرشيف الصحافي للفنان المتوفى. فيتحول خبر عن اعتذار عن بطولة فيلم إلى «وأخبرني الراحل في جلسة خاصة أنه رفض الاشتراك في فيلم كذا لأن البطلة المرشحة أمامه غارقة إلى شوشتها في حبه... وأراد هو أن يبتعد عنها»! ويظهر الحديث الذي ألقى به الراحل إلى مجلة كذا في صورة «واتصل بي صديقي وحبيب قلبي المرحوم في منتصف الليل ليخبرني بكذا، واستحلفني بالله ألا أذيع ما قاله إلا بعد وفاته». وهكذا دواليك.

وليس هناك أدل على ذلك من الكتب والتحقيقات التي نشرت وما زالت عن راحلين عِظام أبرزهم: فريد الأطرش وأسمهان وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وسعاد حسني... لكن ما يحدث هذه الأيام مع النجم الأسمر أحمد زكي فاق كل الحدود والأعراف والتقاليد.

وها هي زمرة «المنتفعين» أو بالأحرى «مستغلي» مرض زكي تدخل سوق المزايدات والمضاربات، من خلال الكتابة عنه وعن أسراره... طمعاً بالكسب الوفير والسريع، في انتظار الوقوع على فريسة أخرى... هكذا اشتعلت الحرب منذ الإعلان عن اصابته بالمرض الخبيث، وازداد سعيرها في الأسابيع الأخيرة، إذ كشف بعضهم عن أنياب جاهزة للافتراس وقلوب متحجرة عاجزة عن رؤية الجانب الإنساني في مرض فنان كبير.

وما إن تسرب خبر قيام أحمد زكي باستدعاء محاميه، حتى افترض «حفارو القبور» أن الأمر يتعلّق بوصيته. وظهرت جرائد ومجلات في اليوم التالي بعناوين مثل «تفاصيل وصية أحمد زكي»، و»احمد زكي يكتب وصيته، بل ان إحدى الجرائد أجرت تحقيقاً أرشيفياً حول وصايا الفنانين الراحلين.

وهذا «الاستعار» المجنون مهد له البيان الصحي الذي كان ينبغي أن يظل للتداول الطبي فقط بين الأطباء المعالجين لزكي والمتابعين لحالته... وربما أفراد عائلته المقربين، إن طلبوا ذلك. ومع أن البيان المفصل الذي تسابقت وسائل الإعلام على نشره وبثه قبل أيام، وينقل بالتفصيل الممل الأماكن التي انتشر فيها المرض، والآثار التي نتجت عن ذلك... ساعد في تعزية التعاطف الشعبي العارم مع الفنّان الكبير، في مصر والعالم العربي برمّته، فإن أسئلة كثيرة تبقى مطروحة حول مسؤولية افشاء التقارير الطبية، تمهيداً لفتح نقاش حول اخلاقيات مهنة الصحافة، وحول احترام الحياة الشخصية للفنان.

ومن جهة أخرى، حاز الفريق المتابع لحالة احمد زكي قدراً كبيراً من الشهرة الاعلامية الشعبية. فأسماء الاطباء وتخصصاتهم ومكان عملهم باتت معروفة للجميع. وهذا حدث بالتأكيد من دون قصد هؤلاء، إلا أن لائحة آداب المهنة توضح أن «عند مخاطبة الجمهور عبر وسائل الإعلام، بغرض التثقيف، يكتفي الطبيب بذكر اسمه الأول فقط. والأحرف الأولى للاسم في حالة وسائل الإعلام المقروءة، على أن يتم تجنب ذكر مكان عمله، والاكتفاء بالاشارة الى صفته المهنية ومجال تخصصه».

في بريطانيا ثار جدل واسع حول أخلاقية صحافة الـ»باباراتزي» paparazzi، كما يطلق على المصورين الذين يلحون في مطاردة الشخصيات المشهورة وتصويرها.

واشتدت حدة هذا الجدل في أعقاب حادث مقتل الأميرة ديانا، لا سيما أن إحساساً قوياً تملك كثيرين من محبيها بأن صحافة «الباباراتزي» ساعدت في مقتلها سواء بمطاردة سيارتها وقت وقوع الحادث، أو بتدمير لحياتها الخاصة. وعلى رغم المسافة الفاصلة بين أميرة ويلز والنجم المصري الأسمر، واختلاف الظروف والمعطيات والتقاليد، يبقى مشروعاً توجيه نداء إلى المتلصصين على عذاب الآخرين: اتركوا أحمد زكي بسلام، يقاتل ببسالة ضدّ المرض الخبيث... وابحثوا عن مواضيع أكثر انسانية ورقياً لمقالاتكم وخبطاتكم الاعلامية!

الحياة اللبنانية

28 مارس 2005

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)