صفحات ذات صلة

كتبوا في السينما

 

لم تشأ يد المنون إلا أن تغيب أحمد زكي عن المشهد الأخير لفيلم "حليم" الذي يحكي سيرة المطرب الراحل عبد الحليم حافظ وصراعه مع مرض البلهارسيا الذي انتصر عليه في لندن عام 1977.

صراع أحمد زكي مع السرطان لم يكن أقل مرارة من صراع عبد الحليم مع مرضه. والموت الذي خطف حياة العملاقين كان سببه المرض. فارق أحمد زكي -الذي نشأ يتيما مثل عبد الحليم- الحياة قبل ثلاثة أيام من ذكرى وفاة المطرب الراحل التي تصادف الثلاثين من مارس/آذار من كل عام.

حتى معاناة أحمد زكي مع المرض والعلاج والتفاف الجميع حوله وتعاطف الكثيرين مع حالته الصحية، هي ذات المشاعر والأحاسيس التي رافقت حالة عبد الحليم وإن اختلفت تسميات المرضين أو تباينت بعض التفاصيل واختلف الزمن.

عانى أحمد زكى في حياته كثيرا، ويبدو أن تصميمه على أداء شخصية العندليب الأسمر في فيلم "حليم" جاء استجابة لنداء داخلي يؤكد فيه أنه لن يمثل في هذا الفيلم. وإذا قدر للفيلم أن يرى النور فسيلاحظ المشاهد أن أحمد زكي لا يمثل فيه بل يؤدي فيه قصة حياته التي تشبه إلى حد كبير حياة المطرب الراحل.

مضاعفات السرطان

دخل أحمد زكي المستشفى بداية هذا الشهر نتيجة مضاعفات سرطان الرئة الذي انتشر في الكبد وأدى إلى إصابته بالتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية. واكتشف زكي إصابته بمضاعفات سرطان الرئة بداية العام 2004 وسافر إلى باريس للعلاج ثم عاد إلى مصر ليتلقى علاجا كيماويا بمستشفى دار الفؤاد غربي القاهرة حيث كان يرقد في غيبوبة منذ الثلاثاء الماضي.

وتعرض زكي أثناء تصوير فيلم "حليم.. صورة شعب" لجلطات في أوردة الركبة والساقين، ولكنه كان يعود بعد العلاج لاستكمال التصوير وأنهى حوالي 90% من مشاهده باستثناء تلك المتعلقة بوفاة المطرب الراحل.

وشوهد أحمد زكي آخر مرة خارج غرفته بحديقة الفندق الملاصق للمستشفى قبل أقل من أسبوعين وهو يلتقي وفود الفصائل الفلسطينية أثناء حوارها في القاهرة, وقام بعدها وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برد الزيارة له في مشفاه، وكان حينها يعاني من صعوبة في الكلام وضعف في الإبصار.

رهف وصلابة

ظل أحمد زكي طوال مسيرته الفنية نجما من طراز خاص, فأحاسيسه مرهفة وإرادته صلبة. كان عذبا في الحديث حين يسرق لحظات الإفاقة من المرض، وكان طفلا حين تشتد به نوبات الألم فيسلم جسده النحيف للأقدار. وعندما يفيق مرة أخرى يبدو قويا ومشاكسا وصاحب نكته.

الأحد الماضي وبعد أن مرت تسعة أيام على أحمد لم يذق فيها طعم الزاد, حاول الأطباء إجباره على تناول الطعام لكنه عجز عن الأكل. وفي إحدى استفاقاته فاجأ أحمد أصدقاءه بأنه يرغب في تناول "شوربة خضار وفرخة مشوية" من مطعم على الطريق الصحراوي كان يتردد عليه أحيانا.

وبالفعل ذهب محمد هنيدي الذي اشترى له ما أراد وفوجئ أصدقاؤه بأنه تناول نصف دجاجة. وكان يجلس بجواره محمد هنيدي ويسرا التي طلبت من هنيدي أن يضفي على الغرفة بعض البهجة فألقي بنكتة تقول كلماتها "واحد طلع شجرة علشان يبقى مدير فرع". وهنا ضحك زكي بصعوبة ودخل بعد ذلك مرحلة الموت السريري.

بين نقيضين

اعتبر كثير من النقاد أحمد زكي من أهم المواهب بين ممثلي مصر خلال الأعوام الـ30 الماضية, ويأتي في مقدمة من استطاعوا أن يجمعوا بين النقيضين: النجم والممثل في عدد من الأفلام بينها "النمر الأسود" و"العوامة 70" و"عيون لا تنام" و"البيه البواب" و"سواق الهانم" و"أرض الخوف" و"شفيقة ومتولي" و"كابوريا" و"مستر كاراتيه" و"البطل" و"ضد الحكومة" و"هستيريا" و"الهروب" و"اضحك الصورة تطلع حلوة".

وحقق زكي نجومية هائلة كسر بها نموذج البطل شديد الوسامة فوجد فيه الكثيرون نموذجا للشاب المصري العادي الذي استطاع أن ينطلق في عالم السينما ويغير الكثير من قواعده القديمة.

ويرى هؤلاء أن زكي قد تميز بأداء صادق وتقمص كامل لكل شخصية أداها فتمكن من الوصول إلى كل المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم. وتعتبر الناقدة المصرية ماجدة موريس أداء زكي التمثيلي أكثر عمقا وثقلا من أعمال فناني جيله لأنه "الوحيد الذي تماهى مع الشخصيات التي أداها بصدق يصل إلى درجة الجنون".

وأضافت أن زكي تلخيص لنموذج وقيمة غير موجودة الآن في الوسط الفني في مصر إذ كان يعمل بلا حسابات كتحقيق شهرة أو مكانة لدى سلطة ما أو اكتساب ثروة.

الجزيرة نت ـ المصدر: الجزيرة + وكالات

الجزيرة نت بتاريخ 28 مارس 2005

 

ملف أحمد زكي

أحمد زكي يعود إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها

أحمد زكي أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

حكاية صراع الامبراطور مع الالام في الغربة

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

محمد هنيدي:أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفاؤل

تصوير الضربة الجوية بعد الشفاء مباشرة

مديرة منزل احمد زكي تبحث له عن زوجة

ملف أحمد زكي

أحمد زكي وعبد الحليم حافظ تماثل حتى في الموت

زياد طارق رشيد

وفاة النجم السينمائي المصري أحمد زكي

ستة من أفلام أحمد زكي اختيرت ضمن مائة فيلم

اعتبرت أحسن ما أنتجته السينما المصرية

توفي النجم السينمائي المصري الشهير أحمد زكي في إحدى مستشفيات القاهرة عن عمر يناهز 55 عاما، بعد عام من الصراع مع مرض سرطان الرئة.

وأدخل زكي المستشفى قبل ثلاثة أسابيع بعدما اضطر لقطع تصوير المقاطع الأخيرة من فيلم "العندليب" عن الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ, وقال الأطباء إنه دخل في غيبوبة مطلع هذا الشهر.

وكان الأطباء قد اكتشفوا العام الماضي أن زكي مصاب بسرطان الرئة وظلت حالته الصحية تحت المراقبة الدقيقة منذ ذلك الحين.

ويعتبر أحمد زكي من أشهر الفنانين المصريين, ولا تنبع شهرته من كثرة أفلامه فقط ولكن من نجاحه أيضا في تمثيل أدوار الشخصيات التي يتقمصها، إضافة إلى أنه يمثل نموذج الشاب المصري الذي استطاع أن يشق طريق النجاح.

وقد بدأت نجومية زكي في الصعود لأول مرة عندما لعب في مسرحية "هالو شلبي" عام 1973 قبل أن تتفجر موهبته في مسرحية "مدرسة المشاغبين", ثم في "العيال كبرت" ليتبعهما بأعمال كثيرة اعتبرت ستة منها من بين أحسن مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، منها فيلمان عن الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.

المصدر: وكالات

 

صور لأحمد زكي

كل شيء عن أحمد زكي

شعار الموقع (Our Logo)