حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

الجزائر تفقد صوتها

الجزائر: مسعودة بوطلعة / كهينة شلي

أجمع الفنانون الجزائريون على أنه برحيل الفنانة وردة الجزائرية، فقد العالم العربي قامة فنية كبيرة لا تعوّض، وخسرت الجزائر صوتا لطالما غنى لها بكل حب ووطنية وشارك الشعب كل احتفالاته. 

كاتب كلماتها ''وتبقى الجزائر'' الشاعر سليمان جوادي

''رحلت قبل أن تحتفل معنا بالخمسينية''

قال الشاعر سليمان جوادي، كاتب كلمات الأغنية الوطنية الأخيرة التي أدتها وردة سنة 2009: ''بفقدان وردة الجزائرية، تفقد الساحة الفنية العربية واحدة من أكبر رموز الغناء العربي، من اللواتي بقين وفيات للكلمة الجميلة واللحن الراقي''.

أما عن علاقته بها فأوضح: ''لم تكن بيننا علاقة مقربة فقط، اختارت قصيدتي ''وتبقى الجزائر'' لتقدمها سنة 2009، في أول نوفمبر بقاعة الأطلس مع فرقة موسيقية جزائرية بمناسبة مرور 55 سنة على الثورة التحريرية، وتعتبر آخر أغنية وطنية أدتها. وأشار جوادي إلى أنه لم يلتق وردة إلا في مناسبتين، قائلا: ''كان لقائي بها في احتفالات الثورة، فبين وردة والثورة علاقة وطيدة، غنت أثناء الثورة قصائد لخرفي صالح من تلحين رياض السنباطي، ثم أغنية لمفدي زكرياء من تلحين محمد بوليفة، كما غنت عن الجزائر يا ''مسافر لبلاد سلملي عليهم''.. ليواصل قوله: ''للأسف رحلت قبل أن تحتفل معنا بالخمسينية التي كانت تعد لها، لكن يكفي أنها ألحت على أنها ضمت اسمها إلى اسم الجزائر دائما''.

الوزير السابق وعضو المجمع العربي للموسيقى لمين بشيشي 

''لم أكن على توافق مع وردة بسبب زوجها الأول''

 عرفتها منذ كان عمرها 18 سنة بفرنسا، بدأت الغناء وهي صبية في الحادية عشرة من عمرها، وعندها تسجيلات. برز صوتها بصورة جلية في أغنية ''جميلة''، وهي شامية وكان عمرها 18 سنة عندما أدتها، ونجحت بها، ثم أكدت سمعتها بأغنية ''نداء الضمير'' التي لحنها رياض السنباطي''.

أما عن علاقته بها يقول الأستاذ لمين بشيشي: ''لم أكن على توافق معها لسنوات طويلة، فبعد أن تزوجت واعتزلت وأنجبت رياض ووداد، كان زوجها بالجيش، اتصل بي وكنت مدير إنتاج بالإذاعة والتلفزيون آنذاك، وقال لي حول حصة نقدمها بعنوان ''مجلة الفن'' للمذيعين ليلى بن رابح وجلال خويدمي ''توقفوا عن التشويش على حياتي العائلية''، لأن الناس كانت تخاطبها عبر الإذاعة لتطلب منها العودة إلى الغناء، ومنذ ذلك أمرت بأن يتوفقوا عن الحديث عن وردة.. واعتقد أنها لم تغفر لي ذلك.. لكن جاء ما هو أقوى مني عندما اتصل الرئيس الراحل هواري بومدين وطلب من زوجها أن تغني في الذكرى العاشرة للاستقلال سنة 1972، ووافق من أجل حفلة واحدة، لكن العصفور كان قد طار من أجل التغريد عاليا''. ويواصل بشيشي: ''العلاقة تحسنت عندما وقعت في أزمة في مصر مع القيادة المصرية زمن مبارك في الثمانينات، ومنعت لأكثر من سنة ونصف من الظهور في الإذاعة والتلفزيون وحتى الحفلات في مصر، بل نزعت من أغنية ''وطني حبيبي وطني الأكبر''، ذهبت إلى القاهرة وعندما عدت أخبرت القيادة في الجزائر وضمدت جراحها، وكانت تريد البقاء في الجزائر وإنشاء مشاريع عديدة، منها مدرسة للموسيقى لكن الجو في الجزائر لم يلائمها فعادت إلى مصر.

ملحن أغنيتها ''بلادي أحبك'' محمد بوليفة

''أصرّت على غناء الإلياذة بإيقاع جزائري''

 بدا الملحن محمد بوليفة متأثرا بخبر وفاة سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية، ورد على ''الخبر'' قائلا: ''فجعني نبأ وفاة السيدة وردة، إنها خسارة كبيرة، وردة الجزائرية قامة كبيرة، نبض من نبضات حب الجزائر ولا تعوض عربيا وجزائريا، كانت حاضرة دائما ومعتزة ببلدها، فرغم كبرها وضعف صوتها قدمت آخر شيء قبل الرحيل وكان للجزائر ''ما زال واقفين''. مواصلا: ''أما على الصعيد الإنساني، فهي إنسانة راقية جدا، محبة للآخرين، لاحظتها عندما التقيتها عند تلحين أغنية ''بلادي أحبك'' من إلياذة مفدي زكرياء، سنة 1995، كانت متحدية جدا وحتى أنها كانت مريضة، قالت لي سأغيّر اللحن، واشترطت أن يكون الإيقاع جزائريا، بما أن الكلمات لمفدي زكرياء والألحان لي، طلبت أن أغيّر اللحن وأجعله جزائريا مائة بالمائة''. وعن اللقاء أشار بوليفة: ''كنت متخوفا جدا منها بسبب تجربتها الكبيرة، لكن لما التقيتها عرفت أن قيمة الفنان لا تقاس بالاسم الكبير أو الصغير، لحنت الأغنية في 8 أيام، رغم أنها عادة تستغرق 8 أشهر لتقديم أغنية وكانت من أجل الجزائر.. ولا أنسى أبدا أنها أهدتني عودها الخاص. قدمنا معنا أغنية ''بلادي أحبك''، وقالت يومها إن الفرقة ضعيفة وفهم الناس أن العزف ضعيف، لكنها كانت تتكلم عن العدد، فهي متعودة على 35 فردا منهم 7 فقط في الإيقاع''. 

أفضل من أدت أغانيها حسيبة عمروش 

''غنيت لها في عيد ميلادها وبكت'' 

 قالت حسيبة عمروش، التي نجحت في مسابقة ''ألحان وشباب'' سنة 1979 بأغنية وردة الجزائرية ''في يوم وليلة''، كما أنها من أكثر الفنانين الذين برعوا في أداء أغانيها، وبشهادة الراحلة، إنها تأثرت فور سماعها الخبر، وقالت: ''كنت في حفل تكريم المرحوم عبد الرحمان عزيز وبكيت كثيرا عندما تلقيت الخير. لقد التقيت بها مرات عديدة سنة 2003 بالقاهرة وكنت رفقة عبدو درياسة وأثنت على صوتي يومها''، مضيفة ''كما احتفلنا في تيمفاد بعيد ميلادها وسط جمهور غفير جدا، وأديت أجمل أغانيها، كما غنينا لها جميعا عيد ميلاد سعيد بالعربي والفرنسي والإنجليزي وبكت يومها وردة.. لقد فقدت الجزائر مطربتها''.

مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي

''من المستحيل أن نوفي وردة حقها ''

 قال مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، إنه ''من المستحيل أن نوفي وردة الجزائرية حقها في بضع كلمات''، موضحا أن ''الحديث عن سيدة بقامة السيدة وردة قليل جدا، خاصة ما تعلق بوطنيتها التي لطالما عبّرت عنها بتلبية نداء بلدها الجزائر، أي بمشاركتها الدائمة في مختلف أفراحها وأقراحها''. وأردف: ''وردة ظلت تحمل الجزائر في قلبها ودمها إلى آخر نفس، ورحيلها يعد خسارة كبيرة للجزائر وللعالم العربي''.  كما نوّه بن تركي بالتكريم الذي أولاه الديوان لوردة، مؤخرا، بمناسبة إحياء عيد ميلادها الذي صادف تنظيم فعاليات إحدى الطبعات المنصرمة من مهرجان تيمفاد الدولي، إضافة إلى مشاركتها الأخيرة في مهرجان جميلة العربي، وكذا الدعوة التي وجهها لها، هذه السنة، من أجل المشاركة في الاحتفال بخمسينية الاستقلال، بمسرح الكازيف في الجزائر العاصمة ''غير أن الموت خطفها وخطف معها رمزا من الرموز التي لن يخلفها أحد''، يختم المتحدث.

الفنانة سلوى: ''كانت بسيطة  ومتواضعة وتحب التنكيت''

''حزينة ومتألمة جدا لهذه الفاجعة الكبيرة التي ألمت بنا''.. بهذه الكلمات عبّرت الفنانة سلوى عن أسفها الشديد لفقدان الساحة الفنية السيدة وردة الجزائرية، التي قالت عنها: ''خبر وفاتها نزل كالصاعقة على مسامعي، لقد كان مفاجئا وغير متوقع''. وأعقبت: ''وردة سقطت لكن اسمها سيبقى حيا في قلوبنا.. فقدانها خسارة كبيرة للأغنية العربية، لكن ذكراها ستظل محفورة دوما في الذاكرة.. لن ننساك يوما يا وردة.. يا أيتها الفنانة المتكاملة''.       

وذكرت سلوى أنه سبق لها أن التقت بوردة في العديد من المناسبات، ما جعلها تكتشف بعض الجوانب الخفية من شخصيتها، والمتمثلة في بساطتها وتواضعها وسرعة بديهتها، وكذا حبها للتنكيت وتمتعها بروح الدعابة. 

فلة عبابسة: رغم تجاهلها لي ستظل من طينة الكبار

أعربت سلطانة الطرب العربي، فلة عبابسة، عن حزنها العميق إزاء فقدان الساحة الفنية سيدة عظيمة بوزن أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، قائلة إنها تتشرف كثيرا بإعادة أداء أغانيها، كأغنية ''أولاد الحلال'' التي تعد أول ما غنت لها. وأضافت فلة أنه منذ ستة أشهر تقريبا، التقت بوردة على مستوى القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، حيث تبادلتا أطراف الحديث لبعض الوقت، مؤكدة أنه طيلة الفترة التي قضتها في مصر، لم يحصل لها شرف لقائها هناك. 

وتابعت: ''أنا، الآن، على اتصال مباشر مع شقيقتي عايدة المقيمة بمصر، والمتواجدة، حاليا (أمس)، ببيت وردة الجزائرية لأداء واجب العزاء''. كما أشارت صاحبة ''تشكرات'' إلى أن علاقة الراحلة مع عائلتها تعود إلى سنوات طويلة، وتحديدا إلى مقهى ''طم طم'' بباريس، حيث كانت تجمعها علاقة صداقة مع والدها الراحل الفنان عبد الحميد عبابسة. وعن تجنب وردة الحديث عنها وعدم الاعتراف بلقبها، ردت فلة: ''رغم تجاهلها لي ستظل من طينة الكبار''.

الخبر الجزائرية في

19/05/2012

 

''الخبر'' تواكب توديع وردة بالقاهرة

أوصت بدفنها في الجزائر ولف تابوتها بالعلمين الجزائري والمصري

أجرت فحوصات طبية في فرنسا قبل وفاتها بعشرة أيام

أجندتها التي أوقفها القدر: الراحة في الجزائر ثم إعداد أغنيتين في لبنان ثم مصر

القاهرة: مراسلة ''الخبر'' سهام بورسوتي 

صعدت في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء أول أمس الخميس، روح فقيدة العالم العربي وردة الجزائرية، بعد أن أوصت بدفن جثمانها في الجزائر بجوار قبر والديها، ولف تابوتها بالعلمين الجزائري والمصري. وشهدت جنازتها حضورا كبيرا للفنانين المصريين صلوا عليها بمسجد صلاح الدين، لينقل جثمانها إلى المطار مباشرة أين كانت تنتظره طائرة خاصة  لنقله إلى الجزائر.

يقع منزل أميرة الطرب العربي في بناية شهيرة تطل على النيل مباشرة، وتحمل رقم 67 شارع عبد العزيز آل سعود بحي المنيل، القريب من وسط القاهرة، حيث كانت الفقيدة تقطن في الطابق الواحد والعشرين، وهو مكان مميز جدا تستطيع أن ترى من شرفته معظم معالم القاهرة، وتستنشق فيها هواء النيل، اختارت هذا المكان منذ عشرين عاما، فابتعدت به عن تلوث القاهرة، وأعطاها الفرصة أن ترى كل شيء دون أن يشعر بها أحد، فوردة ليست شخصية عادية ولا تستطيع أن تسير في الشارع دون أن تختبئ من محبيها، ورغم انتقالها إلى مثواها الأخير، إلا أن العشرات من محبيها تجمهروا أمام البناية التي تقطن بها، بمجرد إعلان خبر وفاتها، وسهروا حتى فجر أمس الجمعة، ومنع الأمن دخول الصحفيين والإعلاميين بناء على طلب من التونسية نجاة أقرب صديقاتها، والتي رافقتها في سنواتها الأخيرة.

اكتظاظ المنزل لحظات بعد الوفاة 

في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء الخميس الماضي، تلقى سفير الجزائر لدى القاهرة السيد نذير العرباوي مكالمة من منزل الفقيدة، حيث أبلغوه بأن وردة نائمة ولا تتحرك ويشكون في شيء ما، انتقل السفير على الفور إلى منزلها ليجد طبيبها الخاص مبلغا إياه بالخبر الأليم، إثـر إصابتها بأزمة قلبية، ليبدأ السفير في أخذ العزاء من أعضاء الجالية الجزائرية وعشرات نجوم الفن المصري، وكان في مقدمتهم المطربة شيرين عبد الوهاب وزوجها الموسيقي محمد مصطفى، وكادت شرين أن تتعرض لإغماء على باب المنزل من كثـرة البكاء، كما حضر أنغام وإيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين المصريين، والمغربية سميرة سعيد، والإعلامي وجدي الحكيم، والملحنين صلاح الشرنوبي ومحمد ضياء، وكانوا في حالة ذهول ويبكون بشكل هستيري، واتصلت المطربة التونسية لطيفة بالصحفي المصري أحمد السماحي أحد المقربين من الفقيدة، وقالت له إنها في دبي ولا تصدق ما حدث، وبكت ثم أكدت له أنها ستستقل أول طائرة إلى الجزائر لحضور الجنازة. ولم يتوقف توافد المعزين، فقد وصل المطرب محمد الحلو في الثانية والنصف صباحا، ولم يستطع الصعود إلى المنزل ووقف لدقائق في الشارع يتحدث مع الجالية الجزائرية التي أكملت استقبال العزاء أمام باب البناية.

قصر الأميرة ومتحف الزمن الجميل

يعتبر منزل الفقيدة -رحمها الله- عالما خاصا بها، ويقطنه ست مساعدات وابنها رياض وصديقتها نجاة، ومجموعة من القطط التي تهوى تربيتها، ويتكون من طابقين داخل البناية. تحمل ديكوراته الطابع الجزائري، إذ اعتمدت على الفضاءات المفتوحة مع قطع أثاث قليلة وقيمة. يضم الطابق الأول مساحة مفتوحة للمعيشة، وفيه مكتبها حذث تتصدره راية وطنية كبيرة، بالإضافة إلى بعض الصور الفوتوغرافية، أهمها صورة لها مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهي تتقلد وساما بعد اشتراكها في أوبريت ''الوطن الأكبر''، مع نخبة من عمالقة زمن الفن الجميل، أما الصورة الثانية فهي مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ومقطوعة من إحدى المجلات، ويبدو أن لهذه الصورة معنى لا يعرفه كثيرون، وهو أنه كان هناك مشروع فيلم مشترك بينهما ولم يكتمل، أما الصورة الثالثة فكانت مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب والمطربة الراحلة فايزة أحمد، ويتضح أنها صورة من أوبريت ''الوطن الأكبر''، الذي لحنه عبد الوهاب.. أما الطابق الثاني فهو عبارة عن غرف نوم فقط لا يدخلها سوى العائلة والأقارب.

في بيت الفقيدة حديث عن الطيبة الجزائرية

وصلت ''الخبر'' إلى المنزل في الساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث كان متواجدا سفير الجزائر بالقاهرة نذير العرباوي والفنانة فيفي عبده التي بدت منهارة، وبعدها بدقائق دخلت نبيلة عبيد والتي لم تتمالك نفسها، وكادت تسقط على الأرض من المصاب الجلل الذي حل كالصاعقة، فقد كانت تجر أقدامها على الأرض، وساعدها المتواجدون على الجلوس، وأصرت نجاة -صديقة الراحلة- على عدم السماح لأي أحد بإلقاء نظرة الوداع على الجثمان، حتى نبيلة عبيد وفيفي عبده، رغم أنهن من أقرب صديقاتها، وهن فقط من الوسط الفني اللائي واضبن على الاتصال بها بشكل دائم، وزيارتها للاطمئنان عليها، وأيضا هاني شاكر الذي كان يقطن في نفس البناية، بالإضافة إلى الجالية الجزائرية التي ودعتها بالزغاريد.

في العزاء الأول بالمنزل، لم تخل الأحاديث عن طيبة وردة وحبها للآخرين، ويشهد على ذلك مساعداتها اللائي رفقنها في وحدتها، ''كانت تعاملنا بطيبة ورفق، وتحب الحديث معي كثيرا، وقبل مغادرتها إلى باريس كانت تتذكر كثيرا إخوتها ووالديها، وقالت لي إن ذاكرتها تستحضر بشدة صورة أخيها مسعود الذي توفي في بيتها بالقاهرة''، هكذا كانت تتحدث صباح، وعيناها مغرورقة بالدموع، عن الفترة التي قضاتها مع الأميرة وردة.. رحيل وردة الجزائر التي أزهرت على مختلف مسارح المعمورة، لم يقف على دموع محبيها فقط، بل انتقل إلى القطط التي كانت تربيها، فقد انزوى بعضها جانبا وتوقفت عن الأكل، وظلت إحدى القطط تحوم حول الكرسي الذي كانت تجلس عليه وردة -رحمها الله- فقد وضعت نجاة صورة للفقيدة على الكرسي ومنعت الجلوس عليه، فلهذا الكرسي ذكريات كثيرة مع الأميرة، وكان مفضلا بالنسبة إليها. 

الرحلة الأخيرة.. وسط الدموع

في تمام الحادية عشر صباحا، خرج التابوت من منزل الأميرة بعد انتهاء الغسل الشرعي، حمل التابوت على كتف السفير نذير العرباوي ومجموعة من محبيها، حيث كان ينتظرها في الشارع المقابل للبناية المئات من المحبين والإعلاميين، فقد تواجدت ما لا يقل عن 30 محطة فضائية مصرية وعربية وعالمية، وانطلق التابوت إلى مسجد صلاح الدين في نهاية الشارع، حيث كان ينتظرها مجموعة ضخمة من المحبين والفنانين، على غرار: دلال عبد العزيز ورجاء الجداوي ومحمود ياسين ولبلبة وكمال أبو رية وهاني شاكر والراقصة دينا ووالموسيقار هاني مهنا وصلاح الشرنوبي، وكانت خطبة الجمعة عن الأعمال الحسنة في الدنيا وحسن الخاتمة. في نفس الوقت كانت قد وصلت طائرة خاصة من الجزائر إلى مطار القاهرة الدولي، لتقل الفقيدة إلى مثواها الأخير، وبعد الصلاة عليها انطلقت إلى المطار في موكب مهيب، وانطلقت الطائرة باتجاه الجزائر في تمام الثالثة زوالا بتوقيت القاهرة، ورافقها السفير. 

وردة والجزائر وبوتفليقة.. حديث عن الحب

حديث الذكريات لا يتوقف، ووردة في سنواتها الأخيرة كانت أكثـر انفتاحا وحنينا للجزائر، فقد كانت فخورة بتكريم بوتفليقة لها، وقالت لمقربين منها إنها كانت تعرف بوتفليقة قبل أن تصبح نجمة وتنتقل إلى مصر، وأنه كان جارها، وبعد التكريم طلب منها العودة إلى الجزائر، فردت عليه ''لا تخيرني لأنه خيار صعب، فالجزائر وطني ووطن أهلي، ومصر نجاحي وبها أفضل الأستوديوهات والشعراء والملحنين''، وكانت تقول لأصدقائها إن بوتفليقة فيه إنسانية كبيرة، وأنصف الفن في الجزائر من خلال تكريمها.

كانت تعشق وردة أيضا جمال عبد الناصر، وكان يهتم بها كثيرا، وبشكل أقل كانت تحب السادات، فقد تم تكريمها من الاثنين، وكرهت مبارك جدا ولم تكن تطيق سماع اسمه، فقد رفض إعطاء ابنها رياض الجنسية المصرية، رغم أنها حصلت على الجنسية المصرية بعد زواجها من بليغ حمدي، وكان من حقها قانونا منح الجنسية لابنها رياض حتى لو كان من أب آخر غير مصري، فقد كانت ترى أن الجنسية المصرية حق لابنها وتكريما لشخصها لما غنته من أجل مصر، هذه الحكاية كانت تؤلمها جدا وترفض الحديث عنها كثيرا.

في حديث الذكريات، كانت آخر حفلة لوردة في لبنان، وغنت فيها ''قلبي سعيد'' و''في يوم وليلة''، وكانت سعيدة بأن الله أمد في عمرها حتى رأت ثورات الربيع العربي، فمن أقوالها الشهيرة في مصر ''حينما أسير بالسيارة وأرى شخص فقير أكره العز الذي أعيش فيه''، وكانت تعطي في هذه اللحظة كل ما في جيبها للفقير.

آخر أيام  وردة الجزائر

قبل الوفاة بعشرة أيام، توجهت وردة إلى باريس لعمل فحص طبي شامل رفقة ابنها رياض، وهناك اكتشفت أن حالتها الصحية جيدة، وعادت إلى مصر بمفردها ثم وضعت خطة للسفر إلى الجزائر للراحة، ثم لبنان حيث كانت تنتظر أغنيتين كتبهما وألفهما الملحن اللبناني بلال الزين، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخها الفني العريق الذي تغني باللهجة اللبنانية، فقد مالت مؤخرا إلى الغناء بأكثـر من لهجة، وحينما قامت بعمل فيديو كليب مع المطرب الخليجي عبادي الجوهر، شعرت بالقلق في البداية وسألت كل من حولها عن رد فعل الجمهور، ولما وجدته إيجابيا تشجعت، وقررت الغناء باللهجة اللبنانية، كما كانت تحضر أغنية أخرى مع الملحن المصري وليد سعد. 

في الأيام الأخيرة للأميرة واضبت على طقوسها اليومية، فقد كانت تتدرب على الغناء وتمرن حبالها الصوتية. تستيقظ من النوم في تمام العاشرة صباح كل يوم، وتشاهد قنوات الأغاني لتبحث عن الأصوات الجيدة، والألحان المختلفة.

الخبر الجزائرية في

19/05/2012

 

الصحافة العربية تنعي الأميرة

''وداعا وردة.. وداعا للزمن الجميل''

الجزائر: سلمى حراز 

نعت الصحافة العربية رحيل أميرة الطرب العربي، وردة الجزائرية، التي غيبها الموت أول أمس، في بيتها في القاهرة، وتوشّحت الصحف المصرية بالسواد، حزنا على فراق أيقونة الفن الأصيل، وواحدة من آخر ما تبقى من جيل العمالقة والزمن الجميل.

''وداعا وردة''، كان عنوان المقال الذي أفردته الأهرام لفقيدة الأغنية العربية وردة الجزائرية، لخصت فيه مسيرة مبدعة ''في يوم وليلة'' وشدة تعلق وردة بوطنها الأم، رغم غربتها وبعدها عن أرض الأجداد، فغنت لوطنها الذي كان عنوان آخر ما شدت به وردة. وخصصت ''اليوم السابع المصرية'' ملفا كاملا عن وفاة فقيدة الجزائر والفن الأصيل، وكتبت أن المرحومة تركت رصيدا فنيا متميزا، بقدر ما كانت النجمة متميزة في حياتها، بسيطة لم تأخذها النجومية يوما عن معجبيها.

''ما زالنا واقفين''.. وصيتها للشعب الجزائري

وفي لبنان مسقط رأس والدتها، كتبت ''الأخبار'' عن فجيعة الجزائريين في فقدان ''وردتهم'' التي كانت ''لازمة'' الاحتفال بعيدي الثورة والاستقلال على مدى عقود، قبل أن يخطفها الموت والجزائر تستعد للاحتفال بخمسينية الاستقلال. وكتبت تحت عنوان ''مازلنا واقفين وصيتها للشعب الجزائري''. واسترجعت ''النهار'' الأرشيف الغنائي لوردة، ومعاصرتها لجيل العمالقة من أمثال عبد الحليم حافظ، اسمهان، وأم كلثوم، وكذا الرصيد السينمائي لسفيرة الفن الجزائري. وتحدثت الصحيفة عن ارتباط وردة الجزائرية بلبنان التي قضت فيها جزءا من حياتها رفقة والدتها اللبنانية التي تنحدر من عائلة بيروتية. وفي فرنسا التي شهدت ميلاد وردة الجزائرية، لم يمر خبر وفاتها مرور الكرام، فأفردت لها صحيفة ''لوموند'' مقالا مطولا عنونته بـ''وفاة وردة أسطورة الغناء الجزائرية في القاهرة''. وتوقفت ''لوموند'' عند إبداع وردة في أغاني الثورة إبان ثورة التحرير، ووقوفها إلى جانب عمالقة الفن العربي عند انتقالها لباريس. أما وكالة الأنباء الفرنسية، فأكدت على أن صوت وردة شكل علامة بارزة في الحركة الغنائية العربية. وأشارت إلى أنها عرفت كيف تحجز لها مكانا بين عمالقة الفن في العصر الذهبي للأغنية العربية

الخبر الجزائرية في

19/05/2012

 

وردة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة

''أريد العودة إلى الجزائر فورا''

الجزائر: كهينة شلي/ ص.ح /الجزائر: مسعودة بوطلعة /الجزائر: محمد الفاتح خوخي 

طلبت وردة الجزائرية في اللّحظات الأخيرة قبل إسلامها الروح، نقلها سريعا إلى الجزائر، حسبما كشفت عنه زوجة نجلها رياض لموقع ''العربية''، وقالت السيدة لمياء، زوجة رياض نجل الفنانة،  إن آخر شخص تحدّث إلى الراحلة كان مرافقتها الدائمة نجاة، وقالت إن آخر كلام قالته وردة لنجاة هو ''لا أريد أن أنتظر كثيرا، أريد العودة إلى الجزائر فورا''. وذكرت السيدة لمياء حسب نفس الموقع، أن ''وردة أتمّت هذه العبارات ثم هوت فجأة، لتنتقل إلى الرفيق الأعلى في ثوان''. وكشفت لمياء للعربية عن أن الفقيدة كانت تستعد لزيارة الجزائر هذا الصيف لتسجل عملا فنيا كبيرا جدا احتفاء بخمسينية الثورة. وكان آخر عمل فني بارز لدى جمهور وردة بالجزائر، هو أغنية ''مازال واقفين''، التي تم بثها على نطاق واسع قبيل الانتخابات البرلمانية. وقبل ذلك، أعلن نجل وردة أنها تستعد لتسجيل ''فيديو كليب'' جديد في الجزائر، سيكون مفاجأة لجمهورها في جميع أنحاء الوطن.

استقبلت بالزغاريد والدموع في مطار هواري بومدين

جثمان وردة يصل إلى الجزائر على التاسعة والنصف ليلا

وصل جثمان فقيدة الطرب العربي وردة الجزائرية أمس في تمام التاسعة والنصف ليلا، على متن طائرة عسكرية أرسلت بأمر من رئاسة الجمهورية إلى مصر.

واحتشد العشرات من الفنانين والمسؤولين داخل القاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، لاستقبال جثمان الفقيدة، حيث كان في استقبالها وزيرة الثقافة خليدة تومي، رفقة وزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الاتصال ناصر مهل وسفير مصر بالجزائر، إضافة إلى حضور مدير عام ''نجمة'' جوزيف جاد ومدير عام المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري توفيق خلادي ومدير الديوان الوطني للثقافة  والاعلام لخضر بن تركي.. وآخرين. كما سجل وجود معتبر للفنانين الجزائريين من ممثلين ومغنين، تتصدرهم سلطانة الطرب العربي فلة عبابسة وسلوى وعبدو درياسة وبوعلام شاكر، إلى جانب بهية راشدي ونرجس ومحمد عجايمي وسلمى غزالي وفريد صابونجي وسيد علي كويرات، فضلا عن نجل الفقيدة رياض وإمام مسجد حيدرة.كانت علامات الحزن والأسى مرتسمة على وجوه الجميع، حيث خيم الصمت على الحاضرين الذين عبروا عن صدمتهم إثـر رحيل الفقيدة، التي قدمت الكثير للفن، فكانت أحسن سفيرة للجزائر في العالم العربي. وأجمع الفنانون على أن رحيل وردة الجزائرية وقع كالصاعقة على مسامعهم. 

وقد استقبل الجمهور الغفير جثمان الفقيدة بالتكبير والزغاريد، وسالت دموع الكثير وهم يستقبلون من كانت تستقبل بالورود كلما حلت ببلدها، لتستقبل لآخر مرة ولترقد بسلام في الأرض التي أحبتها وغنت لها بأفضل الألحان. ولم يقتصر الحضور على الفنانين والمسؤولين فحسب، حيث احتشد العشرات من عشاقها خارج القاعة الشرفية لإلقاء نظرة على جثمان الفقيدة، التي سيوارى جثمانها الثـرى اليوم بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة، بعد أن يتم إلقاء النظرة الأخيرة عليها بقصر الثقافة ''مفدي زكريا''.

الزمن الجميل لم يعد جميلا

رحيل آخر أوراق شجرة العمالقة

 يفقد اليوم العالم العربي، برحيل المطربة وردة الجزائرية، آخر أيقونات طربه، كما يفقد قصر الطرب العربي آخر وريثة للفن الطربي الأصيل ويغلق بابه إلى إشعار آخر خلف آخر أميراته برحيل أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، التي كبرت مع العمالقة ورضعت الفن على أيدي افضل الملحنين. 

لم تكن انطلاقة وردة في عالم الفن سهلة في زمن اكتظ بالأسماء الكبيرة رجالا ونساء، ورغم ذلك شاءت الأقدار أن تبدأ عملاقة من شبابها ويرافقها العمالقة. فكان أول من لحن لها العملاق رياض السنباطي، ثم انطلقت في السينما مع حلمي رفلة، ثم سيد مكاوي مع أغنية ''أوقاتي بتحلو'' التي لحنها لكوكب الشرق أم كلثوم، فتنطلق بعدها عصفورة الجزائر في عالم الفن العربي نجمة تسطع مع نجومه، لا ينافسها أحد وهي تصول وتجولا بين ربوعه، خاصة بعد أن اجتمع بريقها مع شعاع اللحن الجميل وعبقري التجديد بليغ حمدي، ليقدم الثنائي أروع الأغاني العاطفية في الوطن العربي، زينت سماء العشاق وكبر على أنغامها المحبون وتذوقها المغرمون.

غنّت وردة ''بلاش تفارق'' وفارقتنا دون سابق إنذار في غفلة ونحن نستعد لنستمتع بآخر مفاجآتها التي وعدت بها بمناسبة خمسينية الاستقلال.. غنّت ''أكذب عليك'' ولم تكذب أبدا في عشقها وحبها للجزائر ولفنها، فغنت للجزائر في كل مناسبة ولم تتأخر يوما، وواجهت طلبات اعتزالها بحزم، وقالت لن أكذب عليكم سابقى أغني.. صرخت وردة ''اسمعوني إقلكو إيه''، فقالت لكل العالم ''ما زال واقفين'' مخاطبة الشباب الجزائري، لأن الجزائر بحاجة إلى وقوفكم، لكن ''في يوم وليلة'' رحلت دون أن تودع أحدا و''عيونها السود'' نائمة ومغلقة وتقول من غير ''الملامة''، ''الوداع''.

ستدفن في مربع الشهداء

العالية تتهيأ لاستقبال ''الوردة''

كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار، عندما وصلت ''الخبر'' إلى مقبرة العالية بالعاصمة، أين كان يخيم صمت جنائزي على المكان، كسره صوت عمال المقبرة، وهم يهيئون المربع رقم  ,260 حيث كانوا بصدد نزع الحشائش الضارة عن القبور، وتهيئة الأماكن التي من المنتظر أن تحتضن جسد أميرة الطرب العربي. وحسب مسؤولي المقبرة، فقد تقرر دفن الراحلة وردة الجزائرية بمربع الشهداء في العالية بقرب الطاهر وطار وغيرهما، لكن مع ذلك تم تهيئة مربعين، الأول يقع خلف مربع الشهداء، والثاني يقع بمحاذاة المربع الرئاسي، إلى جانب المرحومة زهرة بن بلة زوجة الرئيس الراحل أحمد بن بلة. وأسر محدثونا إلينا أنهم بمجرد علمهم برغبة الرئيس بوتفليقة في دفن وردة الجزائرية بمقبرة العالية، تم استدعاء عدد كبير من العمال قصد تهيئتها، ومن المنتظر أن تستمر العملية إلى ساعات متأخرة من الليل، قصد تحضير المكان على غرار ما حصل في جنازة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، خصوصا وأن المرحومة ستحظى بجنازة رسمية يحضرها عدد كبير من المسؤولين  والشخصيات والفنانين من عدة دول عربية.

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة

أسهمت بإبداعها في الاستقلال وبأموالها في الثورة

بعث الرئيس بوتفليقة برقية تعزية إلى أفراد أسرة الفنانة وردة الجزائرية، جاء فيها ''صوت ينادي أحبك يا بلادي.. شاءت حكمة الله جل وعلا أن تكون هذه الكلمات آخر ما ختمت به أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية مشوارها الطويل في فن الطرب الأصيل، وآخر ما غردت به في حب وطنها الجميل الذي أعطته من ذوب قلبها ومن إبداعها وسمو فنها أجمل ما تغلغل في وجدان وترنم به إنسان في حب الأوطان، حب رسمته كلمات وصاغته لحنا وصدحت به صوتا عذبا، سيبقى يتعالى في سماء الوطن ما بقي في الدنيا غناء''. وأضاف رئيس الجمهورية في برقيته ''شاءت حكمة الله جل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، وأن تسهم فيها بإبداعها، كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات في مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكتبها بلبنان''. وختم رئيس الجمهورية برقيته بالقول ''وأمام هذا الخطب الجلل لا أملك إلا أن أبتهل إلى الله الذي وسعت رحمته كل شيء، أن يجللها برحمته ورضوانه وأن يبني لها بيتا في الجنة، وأن ينزلها منزلا ترضاه مع الصديقين والأبرار، وأن يضاعف لها الحسنات كفاء إخلاصها لوطنها، كما أتضرع إليه تعالى أن ينزل في قلوب كافة أفراد أسرتها وأهلها وذويها وأسرة الفن قاطبة صبرا جميلا، ويعوضهم فيها خيرا كثيرا ويوفي لهم أجرا وفيرا.

الوزير الأول أحمد أويحيى

رحيل وردة الجزائرية خسارة كبيرة للفن العربي الأصيل

بعث الوزير الأول السيد أحمد أويحيى برقية تعزية إلى أسرة المطربة وردة الجزائرية، معتبرا رحيلها ''فاجعة أليمة وخسارة كبيرة للفن العربي الأصيل عامة وللجزائر خاصة''. وجاء في برقية التعزية ''لقد تلقيت ببالغ الأسى وعميق الألم نبأ وفاة الفنانة العملاقة أميرة الطرب العربي السيدة وردة الجزائرية، وقد تأثـرت أيما تأثـر لما أصابكم وأصاب الجزائر عامة بفقدان هذه الفنانة المتألقة صاحبة الموهبة الأصيلة المتجذرة التي تغنت بأمجاد الثورة المباركة وانتصاراتها قبل أن تصنع أمجاد الطرب الجزائري والعربي وتسمو به إلى أعلى المراتب والمنازل''. 

وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب

''أعزي المصريين والجزائريين''

عبر وزير الثقافة المصري، محمد صابر عرب، عن بالغ حزنه لرحيل الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، وقدم تعازيه للشعبين المصري والجزائري بمناسبة هذا الحدث الجلل.

وأكد وزير الثقافة في تصريح صحفي أن الفنانة وردة ''جزء من مصر'' منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومن الجيل الذي أحدث نقلة كبيرة في وجداننا العربي، ولعبت دورا كبيرا و''جسدت العلاقة بين مصر والجزائر''.

وزيرة الثقافة خليدة تومي

ومن جانبها، ذكرت وزيرة الثقافة الجزائرية، خليدة تومي، أن ''صوت وردة يعتبر من أروع الأصوات في الجزائر والعالم العربي''. وقالت تومي، في برقية عزاء بعثت بها ليلة أمس إلى أسرة الفقيدة ''إن وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتاً مطبقاً وحزناً عميقاً''، معبرة لعائلة الفنانة عن حزنها الشديد وتأثـرها البالغ.

''نجمة'' تقدم تعازيها إلى الشعب الجزائري

عبر متعامل الهاتف النقال ''نجمة'' باسم مديره العام جوزف جاد، عن تعازيه الخالصة لعائلة المرحومة وردة الجزائرية ولكل الجزائريين، ودعا الله أن يتغمد روحها بواسع رحمته ورضوانه ويسكنها فسيح جنانه. واعتبر البيان أن رحيل وردة هو رحيل الرمز الذي ستعيش ذكراه إلى الأبد، حيث ستبقى وردة الجزائرية أميرة الطرب دوما مفخرة للجزائر وللوطن العربي وللموسيقى العالمية.

وقال في بيان التعزية إن صاحبة ''عيد الكرامة'' لبت نداء الجزائر في ذكرى خمسينية الاستقلال بتأدية ''مازال واقفين''، رسالة أمل وتفاؤل للجزائر والجزائريين الذين كانت تحبهم كثيرا. فقد حملت الجزائر في قلبها التي كانت تسميه ''وطني الأعظم''، هذا الوطن الذي تقاسمت أحزانه وأحيت أفراحه وانتصاراته إلى آخر لحظة. ''إنا لله وإنا إليه راجعون'' 

الخبر الجزائرية في

19/05/2012

 

أحد أقربائها يروي تفاصيل لم تنشر عن حياتها

''زيارة سوق اهراس.. أمنية لم يتسن لوردة تحقيقها''

سوق أهراس: ع. قدور 

حتى وإن لم تزر أميرة الطرب العربي مسقط رأس والدها محمد فتوكي بمشتة فج لبيض في بلدية تيفاش غرب ولاية سوق أهراس، فقد كانت دائما تتوق إلى تلك الزيارة، خاصة أمام ما كانت ترويه لها والدتها نفيسة ووالدها، بعد زيارتهما لتيفاش سنة 1947، والتي استغرقت 18 يوما عند عائلة باجوج التي سبق لوالدها أن اشتغل لديها في الفلاحة، ومنها تحولا إلى سوق أهراس أين أقاما لمدة ثمانية أيام عند عائلة قادري، وزارا خلالها الحمام المعدني ''تاسة''. 

يقول السيد ربيع باجوج، الذي تربطه علاقة عائلية بوالد وردة، الذي عاش لفترة طويلة في باريس، إن عهده بأميرة الطرب بدأ مبكرا، حيث لم يتجاوز سنها التاسعة، وأثناءها كانت تتردد على مدرسة تقع بجزيرة السوربون وسط نهر السين في باريس رفقة شقيقتها نظرة التي تزوجت من جزائري وأقامت معه ببلدية هيليوبوليس في ولاية فالمة.

كانت وردة، حسب محدثنا، مولعة بالغناء الشرقي، وكان شقيقها مسعود يجيد العزف على القيثارة، حيث كان يطربها بألحانه وهي ترقص وتغني. ومن هنا أبانت وردة عن موهبتها وميلها الشديد للغناء والرقص الشرقي، وبدأ صيتها ينتشر إلى أن حلت بالجزائر العاصمة بعد الاستقلال مع شقيقها مسعود الذي اشترى مطعما بنهج وهران قرب قنصلية الهند، حيث ظلت وردة تجري تجاربها الغنائية هناك وتشارك في مختلف الحفلات المنظمة بمهرجان تيمفاد بباتنة وتونس.

وفي نفس الوقت، كانت تحرص على توفير متطلبات العيش لأبناء شقيقيها -احميدة وهو شقيقها الأكبر، وكمال وهو الأصغر، قبل أن تتزوج من أحد الضباط في الجيش الشعبي الوطني (لم يذكر اسمه)، غير أن زواجهما لم يدم سوى بضع سنوات قبل الطلاق، رغم إنجابها لطفلين هما ثمرة تلك العشرة. ثم شدت الرحال إلى لبنان ومنه إلى القاهرة، حيث بدأ نجمها يسطع في سماء الأغنية، وتفجرت موهبتها الفذة في الغناء والطرب.

يقول السيد باجوج، 80 سنة، الذي أقام مع عائلة وردة لعدة عقود في باريس، إنه لا يستطيع أحد تقديم معلومات صحيحة حول البدايات الأولى لمسيرة الفنانة وطفولتها سواه، لأنه كان أقرب الناس إلى العائلة، التي فقدت جميع أبنائها بعد وفاة والدتها في سنة 1956 والتي كانت تحبها أكثـر من كل أبنائها، والتي قال عنها -محدثنا- إنها إلى جانب ما تتمتع به من ثقافة وأخلاق، كانت فاتنة الجمال.

ومن سوء الحظ أن كل الصور التذكارية مع المرحومة وعائلتها، سلبت منه من طرف الدرك الفرنسي أثناء محاولته الدخول بها إلى التراب الوطني، لكنه يؤكد، أن وردة ظلت تتصل به هاتفيا، وتسأله عن أحوال أبنائه الذين سماهم جميعا بأسماء عائلة وردة الجزائرية، فله بنت اسمها وردة، كما سمى أبناءه، مسعود واحميدة وكمال

ويضيف محدثنا أنه كانت لوردة أمنية لم يتسن لها تحقيقها، وهي زيارة مسقط رأس والدها ولو مرة واحدة، مرجعا ذلك إلى كثـرة ارتباطاتها والتزاماتها.. وكم كانت تتمنى القيام بذلك.

الخبر الجزائرية في

19/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)