حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

«وردة» تنهى «حكايتها مع الزمان»

أعد الملف   محسن محمود

فى منزلها المطل على نيل القاهرة عاشت النجمة الكبيرة وردة، تتابع عن كثب، تطورات الأحداث، وتصاريف الأيام، لم تفقد قدرتها على الرصد والتحليل، وربط وقائع الحاضر بحكايات عاشتها أو كانت طرفاً فيها خلال سنوات طويلة قضتها من أجل الفن، واستطاعت أن تترك لنفسها بصمات لا تمحوها الأيام على خارطة المشهد الغنائى العربى، وبقيت أعمالها فى ذاكرة المستمعين، وفى تاريخ النغم.

رحلت «وردة» عن عالمنا عن عمر يناهز ٧٣ عاماً، وشيع جثمانها أمس «الجمعة»، من مسجد صلاح الدين بالمنيل، ملفوفة بعلمى مصر والجزائر، وتحدثت «المصرى اليوم» مع كبار الشعراء والملحنين والمطربين والمنتجين الذين أعربوا عن عمق حزنهم لرحيلها، وأكدوا أنهم افتقدوا آخر نجمة فى جيل العمالقة.

وكانت «المصرى اليوم» أجرت حوارا مع المطربة الكبيرة، قبل رحيلها، وبعد فترة صمت طويلة استمرت أكثر من ٣ سنوات، عاشتها بعيدا عن الإعلام، وتحدثت «وردة» عن علاقتها بالنظام السابق، وشائعة علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر، مرورا بزواجها من بليغ حمدى والعقبات والأزمات التى واجهتها منذ بداية طريقها فى عالم الفن.

ستغيب وردة عن المشهد بجسدها، لكنها لن تغيب عن قلوب ووجدان من رددوا معها أجمل أغنيات الحب والوطن.

الأبنودى: لم تخن جزائريتها ولم تتنكر لمصريتها

قال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى: «من الأسف أن ترحل الفنانة الكبيرة وردة ومصر فى حالة من القلق العارم، وبالتالى فإنها لن تأخذ حقها من الحزن، فالمطربة العظيمة التى جاءت من الجزائر واستوطنت مصر لم تخن جزائريتها يوماً، ولم تتنكر لمصريتها أبدا، فجذور وردة ضاربة فى التربة المصرية، وقد كانت واحدة منا».

وتابع: «كانت وردة صريحة لدرجة موجعة، وربما اكتسبت ذلك من حياتها فى فرنسا، وكانت تواجه الذين يتقولون على بعضهم البعض بصورة مدهشة، وهى أولاً وأخيراً طيبة جدا، وقضينا وقتا خلال تجربتى الغنائية معها، سواء بمصاحبة الشريعى أو جمال سلامة.

وجدى الحكيم: اختارت أن تموت على أرض مصر

قال الإعلامى وجدى الحكيم: «رأينا أن يشيع جثمان وردة من مصر بعد أداء صلاه الجنازة عليها، لأنها أحبت مصر، وحرصت على أن تموت على أرضها، وكانت تقول لى دائما: إنى بمجرد أن أسمع أصواتكم فى مصر أبقى كويسة وهى اختارت الأرض التى تحبها».

وأضاف الحكيم: «آخر مكالمة دارت بينى وبينها كانت عقب عودتها من باريس، وتحدثنا خلالها حول الأغنية التى تستعد لتسجيها عن الثورة المصرية والتى كتبها عوض بدوى ولحنها وليد سعد وطلبت منى أن نسجلها بعد أيام قليلة حتى تحصل على قسط من الراحة، وعدت واتصلت بها فى يوم وفاتها، فأخبرونى أنها نائمة ثم عدت واتصلت بها مرة أخرى ققالوا لى إنها فارقت الحياة».

عوض بدوى: رحلت قبل أن تغنى للثورة

قال الشاعر الغنائى عوض بدوى: «أشعر بحزن شديد بعد رحيل المطربة الكبيرة وردة، ونحن كعرب خسرنا عملاقة وهرماً كبيراً له تاريخ حافل بالنجاحات على مدار سنوات طويلة، وأعتبرها حالة نادرة لن تتكرر، فمنذ بدايتها الفنية وهى تعى جيداً طريق النجاح، مررواً بفترة زواجها من المبدع بليغ حمدى، وتعاونها مع كبار الشعراء والملحنين، وحتى بعد أن تقدم بها العمر لم تتوقف عن الغناء لحظة».

وأضاف «عوض»: «قدمت مع وردة عدداً كبيراً من الأغنيات آخرها أغنية (عدت سنة) من أغنيات ألبومها الأخير، وكانت تستعد لتسجيل أغنية عن ثورة يناير من كلماتى وألحان وليد سعد، ورعاية الإعلامى وجدى الحكيم.

صلاح الشرنوبى: آخر نجمة فى جيل العظماء

أعرب الموسيقار صلاح الشرنوبى عن حزنه الشديد لرحيل «وردة»، وقال: «أعتبرها آخر نجوم جيل العظماء، فكم هى كريمة وطيبة وتدرك جيداً كيف تحافظ على فريق عملها، ومن النادر أن تتكرر موهبتها».

عمار الشريعى: لن نجد صوتاً يشبه صوتها

قال الموسيقار الكبير عمار الشريعى: «وردة من أعظم المطربات المعاصرين، وهى تمتلك صوتاً قوياً وعريضاً وحساساً، صوتها تربية محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وكان لديهما ثقة فى قدراتها الصوتية، وأعتبرها من أكثر المطربين الذين يفهمون الملحن ويحترمون الشغل، ولأننا تعاونا فى أكثر من عمل فإنى أدرك جيداً أنها دؤوبة جداً وتتابع شغلها بدقة وعناية شديدين، ومن النادر أن نجد صوتا يشبه صوتها». وأضاف «الشريعى»: «قالت لى إن أغنية (قبل النهاردة) التى تعاونا فيها معا، وكتبها عبدالرحمن الأبنودى أفضل أغنية قدمتها خلال الـ٢٥ سنة الماضية، وأكدت أنها كانت تتمنى أن تقدم هذه الأغنية قبل موعدها بـ١٠ سنوات حتى تغنيها بشكل أفضل.

جابر: لقَّبونى بـ«بتونِّس بيك» بعد نجاحى معها

قال المنتج محسن جابر: «وردة آخر المطربين العظماء، وربنا يعطى الصحة لشادية ونجاة، لكنى ارتبطت بوردة فنياً لسنوات طويلة، وكانت نعم الأم والأخت والصديقة، وحققنا معاً أعلى مستوى من النجاح لدرجة أنهم لقبونى بـ(محسن بتونس بيك) بعد النجاح الكبير الذى حققته الأغنية على مستوى الوطن العربى.

وأضاف «جابر»: «عشرتى بوردة أفادتنى كثيراً، ورغم هيبتها واسمها الكبيرين، فإنها كانت متواضعة إلى أقصى الحدود.

كما كانت تعى جيداً ما تغنيه، ولم تكن تحتاج إلى توجيه، ومهمتى كانت أن أوفر لها مناخا مناسبا داخل الاستديو أثناء تسجيل الأغنيات، حتى تتسلطن.

محمد منير: أدت رسالتها حتى آخر نفس

قال المطرب محمد منير: «أنا فى شدة حزنى لوفاة المطربة الكبيرة وردة، وأجمل ما فيها أنها أكدت أن الفن ليس له سن معاش، فالفنان عطاء، ورسالتها كانت الغناء، وقد أصرت عليها وأدتها بإخلاص حتى آخر نفس فى حياتها.

هانى شاكر: موهبتها خارج نطاق التقييم

قال المطرب هانى شاكر: «رحيل وردة خسارة كبيرة على المستوى الإنسانى والفنى، ومن الصعب تقييم موهبة كبيرة مثل وردة، لأنها من عمالقة الغناء العربى، ومن الصعب أيضاً تعويضها فى هذا الزمن، لأن زمن العمالقة انتهى».

فى آخر حواراتها لـ«المصري اليوم»:

إذا وصل الإسلاميون للحكم سأغادر مصر

فى حوارها الأخير مع «المصرى اليوم» قالت المطربة الراحلة وردة، الجزائرية إن النظام السابق «كابوس وانزاح»، وإنها توافق على محاكمة عادلة للرئيس السابق حسنى مبارك، وترفض أن تراه مذلولاً لأنه كان رمزاً للدولة طوال ٣٠ سنة، وأكدت أنها نادمة على الغناء له لكنها لم تكن تتخيل حجم فساد نظامه، كاشفة عن تعرضها للظلم فى عهده بعد أن اتهموها بالغناء فى احتفالات نصر أكتوبر وهى مخمورة، لافتة إلى أن «مبارك» رفض منح ابنها الجنسية المصرية فحرمت منه ومن حفيدها، كما تحدثت ولأول مرة عما أشيع حول علاقتها بالمشير عامر وقالت إنها لم تقابل عبدالحكيم عامر طوال حياتها، وإن شائعة علاقتها به هى أكثر الشائعات التى أغضبتها، ولولا أن شقيقها كان يعلم أنها مع والدهما بعد سماعه الشائعة لذبحها، وقالت: إنها عادت إلى مصر عام ١٩٧٣ أى بعد وفاة المشير، واستبعدت أن يكون الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وراء قتله.

وأضافت «وردة» أنها وثّقت بصوتها العديد من المناسبات والأحداث الوطنية فى مصر والجزائر، خاصة أنها صاحبة الأغنيات التى ألهبت حماس الشعب الجزائرى أثناء ثورته، وأصدر الاستعمار الفرنسى حكما بالإعدام ضدها، كما كانت صوت المصريين أثناء حرب أكتوبر بأكثر من أغنية، منها «وأنا على الربابة باغنى» وقالت فى حوارها إنها مع الدولة المدنية وأعربت عن خوفها من صعود التيارات المتشددة، وأكدت أنها ستغادر مصر إذا وصلوا إلى الحكم، وكشفت عن أملها فى أن يكون الرئيس القادم شاباً وقالت: إنها رفضت الهروب أثناء الثورة، وإن بليغ حمدى ملحن ناجح وكان زوجاً فاشلاً، وغير ملتزم بالمواعيد حتى فى يوم زفافه، وإن والدها رفض زواجها منه فى البداية، وانتقدت ما سمته «التسخين فى برامج التوك شو»، وعلقت على الأزمة التى اندلعت بين مصر والجزائر، بسبب تصفيات كأس العالم، بقولها إنه لا يصح أن تكون العلاقة بين بلدين عربيين مرهونة بنتيجة مباراة.

وردة الجزائرية..

الغناء من منطقة عميقة فى الروح

عندما اختارت الفنانة الراحلة «وردة» لآخر ألبوماتها عنوان «اللى ضاع من عمرى»، لم تكن ترثى لحالها، أو تبكى على فرص ضائعة، ونجاحات لم تنتقل من فضاء الحلم إلى أرض الواقع، فقد حققت الكثير بالفعل، وغنت من أعمق المناطق فى الروح، لكنها ظلت على مدار سنوات عمرها، التى قاربت الثلاثة والسبعين عاماً، تحلم بالمستحيل، وتقبض على جمرة المنافسة بشراسة، حتى آخر نفس.

نشأت وردة محمد فتوكى فى بيئة مؤهلة تماماً لصناعة نجمة فى عالم الغناء، إذ ولدت فى باريس، عاصمة النور والثقافة، لأب جزائرى يمتلك نادياً ليلياً فى فرنسا، رواده العرب المهاجرون الذين يأتون لسماع أغنيات أم كلثوم وعبدالوهاب بأصوات بعض الجزائريين فى المهجر، وبينهم الصادق ثريا، الذى التفت مبكراً إلى خامة صوت ابنة صاحب النادى، التى كانت تأتى بصحبة والدتها اللبنانية لقضاء الأمسيات هناك.

نقل «الصادق» إلى الأم حلم النجومية التى تنتظر ابنتها، فصعدت «وردة»، وهى دون الخامسة، إلى المسرح لتشدو بأعمال أسمهان وليلى مراد، وهمس «الصادق» فى أذن الأم بأن الغناء فى باريس بالعربية لا مستقبل له، فكان قرارها بالعودة إلى لبنان، لتبدأ الفتاة التى كانت على أعتاب المراهقة، مشواراً مع الغناء لم ينته إلا مع آخر نبضة فى قلبها.

عندما أتت إلى القاهرة، كان لاسم الجزائر سحر خاص فى مصر، سمح لـ«وردة» ابنة الحادية والعشرين بأن تقف أمام كاميرا السينما بطلة لفيلم ألمظ وعبده الحامولى، لتقيم بعده فى القاهرة سنوات قليلة، قبل أن تغادر إلى بلدها الجزائر، لتتزوج أحد المجاهدين، وتنجب ابنيها رياض ووداد، وبدت الأمور وكأن المشوار انتهى.

وفى احتفالات الجزائر بعيد استقلالها طُلب منها الغناء، وكان الثمن أن تغادر منزل الزوجية إلى الأبد، فدفعته راضية لتبدأ مرحلة أخرى من مشوارها ارتبطت خلالها فنياً وإنسانياً بعبقرى النغم الراحل بليغ حمدى، الذى قدم لها ومعها عشرات الأغانى الوطنية والعاطفية، التى جعلتها على قمة المشهد الغنائى، وأعادتها روح المقاتل إلى المشهد بقوة فى أوائل التسعينيات، لتصبح هى الناجى الوحيد فى فترة الانقلاب الموسيقى، وسيطرة ما عرف وقتها بـ«موسيقى الجيل».

علاقة «وردة» بالسياسة والسياسيين لا يمكن إغفالها، أو اختصارها فى سطور، لكن المؤكد أنها اقتربت من السلطة، فأصابها الكثير من الضوء، وطالتها أحياناً شائعات كادت تقضى على مستقبلها الفنى، لكنها استمرت فى الغناء إلى آخر نفس، وصورت منذ شهر تقريباً دويتو غنائياً يجمعها بعباد الجوهر.

فى منزلها المطل على نيل القاهرة، رحلت وردة الجزائرية، عربية الشهرة والانتشار، وعقب الصلاة على جثمانها، غادر فى طائرة رئاسية، ليحتضنها تراب وطن لم تولد فيه، ولم تعش بداخله إلا سنوات قليلة من عمرها، لكنها أبداً لم تتخل عن عشقه والاعتزاز به.

المصري اليوم في

19/05/2012

 

مصر تودّع الفنانة «وردة».. و«طائرة حربية» تنقل الجثمان للدفن فى مقبرة «زعماء الجزائر» 

كتب   محسن محمود ويوسف العومى وهشام يس 

شيّع مئات المصريين، أمس، المطربة الكبيرة وردة الجزائرية، التى توفيت مساء أمس الأول، عن عمر يناهز ٧٣ عاماً، إثر أزمة قلبية، وانطلقت الجنازة من مسجد صلاح الدين بالمنيل قبل أن يتم نقل الجثمان إلى مطار القاهرة، حيث كانت تنتظره طائرة حربية، أرسلها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لنقله إلى الجزائر لدفنه هناك.

ومن المقرر إقامة مراسم العزاء فى الجزائر لمدة ٣ أيام، على أن يعود بعدها «رياض»، ابن المطربة الراحلة، إلى القاهرة لتلقى العزاء. وحرص المئات من المصريين على المشاركة فى تشييع جثمان المطربة الكبيرة، الذى ظهر ملفوفا بالعلمين المصرى والجزائرى، وكان من بين الحاضرين هانى شاكر، ومحمود ياسين، والمنتج محسن جابر، والسفير الجزائرى بالقاهرة، وممدوح الليثى، وهانى مهنى، وسامح الصريطى، ولبلبة، وأصرت كل من فيفى عبده ونبيلة عبيد على مرافقة الجثمان فى السيارة أثناء نقله إلى المسجد.

ومنح مطار القاهرة الدولى «وردة» تأشيرة مغادرة بلا عودة، بعد أن ترددت عليه ذهاباً وإياباً على مدار ٥٢ عاماً قضتها فى القاهرة، ليوارى الثرى جثمانها اليوم السبت فى مقبرة «العالية» بمدينة الجزائر العاصمة، وهى المقبرة التى دفن فيها زعماء الجزائر الراحلون. ورافق الجثمان على نفس الطائرة السفير الجزائرى بالقاهرة، وثلاثة من أعضاء السفارة، الذين أكدوا أن ابنها «رياض» وشقيقته سيكونان فى استقبال الجثمان بمطار الجزائر. وتعد مقبرة «العالية» التى سيتم دفن جثمان «وردة» فيها أهم مقبرة فى الجزائر، حيث دفن بها زعماء ورؤساء الجزائر الراحلين.

المصري اليوم في

19/05/2012

 

وفاة وردة الجزائرية تلقي بظلالها على مهرجان «كان» السينمائي

محسن حسني 

على إيقاع أغنيات المطربة الجزائرية وردة، التي رحلت عن عالمنا، مساء الخميس، أقيمت ليلة مصرية ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائي الدولي، في وجود فريق عمل فيلم «بعد الموقعة» المعروض ضن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان.

الحفل المصري أقيم في «لو شاتو دو سيركل»، إحدى القلاع التاريخية بمدينة «كان»، وذلك بعد انتهاء العرض الرسمي للفيلم، والذي سبقه مرور فريق العمل فوق سجادة «كان» الحمراء، يتقدمهم يسري نصر الله مخرج الفيلم ، وأبطاله منة شلبي وباسم سمرة وناهد السباعي، فيما انتهى عرض الفيلم بتصفيق حار من كل الحاضرين الأجانب استمر لمدة 5 دقائق، مما زاد من فرحة المصريين المشاركين.

ورغم مشاعر الفرحة العارمة، التي أبداها الفنانون ليلى علوي، ومحمود عبد العزيز، ويسرا، وإلهام شاهين، وعمرو وأكد، بهذا الإنجاز السينمائي المصري، فإن خبر وفاة وردة الجزائرية أشاع حالة من الحزن باعتبارها واحدة من قامات الغناء العربي التي يصعب تكرارها.

واختلطت مشاعر الحزن لدى الفنانين المصريين بفرحة مشاركة الفيلم المصري في المهرجان، وقالت الفنانة يسرا: «كانت وردة مدرسة مستقلة في الغناء العربي، وإذا كانت قد رحلت عنا فهو رحيل بالجسد فقط، بينما روحها باقية في فنها الخالد».

وعن المشاركة المصرية في «كان» قالت الفنانة: «هذا الحدث يؤكد للجميع أن السينما المصرية لا تزال بخير، وأنها ستظل هوليوود الشرق، مهما كانت هناك محاولات لتشويهها».

وقالت ليلى علوي: «هذا الإنجاز له فرحه كبيرة، ليست لفريق الفيلم وحده، وإنما لكل المصريين. ومن هنا نوجه رسالة للعالم بأن مصر ترعى الفن السابع، ولن تعود للوراء، مهما طفت على السطح تيارات رجعية».

وعلقت «علوي» على وفاة وردة قائلة: «نتمنى لها الرحمة ولذويها الصبر، فقد أخلصت لفنها وأبدعت كثيرا، هي بصدق مدرسة غنائية يصعب تكرارها».

من جهتها، قالت الفنانة إلهام شاهين: «هناك أجيال تربت وأحبت وعاشت لحظات جميلة بأغنيات المطربة الراحلة وردة، وبالتالي فمسألة فراقها لها أثر كبير في نفوسنا».

المصري اليوم في

18/05/2012

 

صدمة في الوسط الفني بعد وفاة وردة الجزائرية

جورج وسوف : الله يرحم وردة.. صحتي بتحسن 

لاتزال ردود الفعل تتواصل على وفاة الفنانة وردة الجزائرية المفاجئة أمس الأول في القاهرة إثر سكتة قلبية.

فقد قالت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي ان وردة تعتبر من اروع الاصوات في الجزائر والعالم العربي».

واضافت في برقية تعزية اوردتها وكالة الانباء الجزائرية «ان وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتا مطبقا وحزنا عميقا».

وقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها الى ذوي الفقيدة «لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى».

واضاف الرئيس الجزائري في البرقية بحسب ما اوردتها وكالة الانباء الجزائرية الرسمية «لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا».

وقد وصلت طائرة عسكرية جزائرية الى القاهرة امس الجمعة حيث اقيمت الصلاة على روح الفنانة، لنقل جثمان وردة على ما اوضح مسؤولون مصريون.

واوضح احد هؤلاء المسؤولين «وصلت الى مطار القاهرة الدولي صباح امس (الجمعة) طائرة عسكرية خاصة ارسلها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لنقل جثمان المطربة وردة الجزائرية إلى الجزائر».

وستوارى المطربة الكبيرة الثرى اليوم (السبت) في مقبرة «العالية» شرق العاصمة الجزائرية.

وقالت الاذاعة الجزائرية العامة ان جثمان وردة سيسجى اعتبارا من الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش السبت في قصر الثقافة في القبة في العاصمة الجزائرية للسماح للمواطنين بالقاء نظرة الوداع عليها.

وقبل وفاتها كانت وردة صورت ڤيديو كليب بعنوان «مازال واقفين» بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر في الخامس من يوليو.

ومنذ 26 ابريل يبث هذا الشريط باستمرار على كل المحطات التلفزيونية الجزائرية العامة.

هذا وقد استقبل الوسط الفني الخبر بالصدمة، مؤكدين أن وفاة وردة تمثل خسارة كبيرة للفن.

وشدد الفنانون والمهتمون بالوسط الفني في حديثهم لوكالة أنباء الشرق الأوسط على ان وردة ربما تكون رحلت، لكن أعمالها الخالدة ستظل إلى الأبد تطرب مستمعيها.

وقال الفنان محمد ثروت إن وردة تعتبر من جيل الرواد واستطاعت من خلال مشوار فني طويل ومختلف ومتعدد أن ترسي أعمالا في حياة المستمعين موجودة بعد رحيلها. وأضاف أن صوت وردة تعامل مع كل العمالقة بدءا من رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي أبدع معهاا أعمالا خالدة، واستطاعت أن تكون شخصية مستقلة في الغناء واستطاعت ان تثبت نفسها في زمن العمالقة.

وعبر الملحن حلمي بكر عن حزنه الشديد لوفاة الفنانة القديرة وردة، مشيرا إلى أنها منذ انطلاقتها الفنية في مصر في الستينيات من القرن الماضي تعرضت للظلم الشديد سواء في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أو أنور السادات أو حسني مبارك، مشيرا إلى انها كانت تختزل كل هذا الظلم وتبتسم. وأشار بكر إلى ان الراحلة لها الفضل على كثيرين، وقال: هي من اكتشفني وأتاح لي فرصا كثيرا. وأضاف قائلا: لها أياد بيضاء على الجميع وبالتأكيد خسرت الحركة الفنية الكثير برحيلها.

وقالت الناقدة ماجدة خيرالله وردة آخر شيء جميل في حياتنا الفنية فهي ضلع أساسي في الغناء المصري، مشيرة إلى ان وجودها في زمن العمالقة زادها قوة واستطاعت أن تتنافس مع قامات كبيرة سواء عبدالحليم حافظ او فريد الأطرش. وأضافت أن الفنانين في بداية حياتهم عندما يريدون أن يثبتوا انفسهم يغنون أغانيها.

وقالت د.إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية: وفاة وردة خسارة فادحة فهي قيمة فنية عربية. وأضافت: وردة لم تكن وردة الجزائرية كانت مصرية من الطراز الأول، مشيرة إلى أنها ربما تكون رحلت عن عالمنا لكن أعمالها ستظل خالدة إلى الأبد.

واعربت الشحرورة صباح عن حزنها الشديد على وفاة الفنانة وردة الجزائرية التي كانت مطربة كبيرة وخسارتها لا تعوض، صباح قالت لموقع «النشرة»: وردة مطربة كبيرة خسرها العالم، وما بقا تتعوض، كان في بيناتنا صداقة ومحبة، وكانت تحب لبنان كثيرا، وكلما حضرت الى لبنان كانت تزورني ونلتقي سويا. واضافت الشحرورة: وردة حضرت الى بعلبك واطربت الجميع ونجمت، وردة خسارة كبيرة، ولا يأتي مثلها الا كل 100 عام، الله يرحمها.

من جانب آخر، وقع خبر رحيل وردة الجزائرية كالصاعقة على المطربين، وسارع كثيرون إلى نعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب عمرو دياب عبر حسابه على تويتر: «إنا لله وانا اليه راجعون. خالص عزائي بوفاة الفنانة وردة. للفقيدة الرحمة وللأسرة الصبر والسلوان».

أما شيرين عبدالوهاب، فقد توجهت إلى منزل المطربة الراحلة فور علمها بالخبر لتقديم واجب العزاء لأسرتها، وقررت إعلان الحداد عبر صفحتها على فيسبوك.

كذلك، نعى تامر حسني الفنانة الكبيرة عبر صفحته كاتبا «إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. نتقدم بأحر التعازي القلبية لأسرة وجمهور الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية رحمها الله».

ونعت أصالة الفنانة وردة عبر صفحتها على فيسبوك قائلة «الله يرحمك يا حبيبتي، إنا لله وإنا إليه راجعون. نسألكم الدعاء». كما وضعت صورتها وهي تحتضنها ونشرت الدويتو الذي قدمته معها في برنامج «تاراتاتا» وغنت معها «أوقاتي بتحلو».

كما كتبت إليسا على حسابها على تويتر «فلترقد روح وردة العظيمة بسلام. واحدة من أعظم أساطير العصر. أسطورتك ستعيش من خلال موسيقاك في قلبي الى الأبد».

بينما كتبت هيفاء وهبي «أنا في حيرة من الكلمات. فقد توفيت أسطورة وسيدة الفن. الله يرحمها. ارقدي في سلام».

وشيعت الفنانة الراحلة عقب صلاة الجمعة امس، ونظمت نقابة الموسيقيين برئاسة إيمان البحر درويش مسيرة تضم عددا كبيرا من الفنانين انطلقت من مسجد صلاح الدين في المنيل للتوجه إلى منزل الراحلة فور صلاة الجمعة على جثمانها.

وكانت وردة واسمها الاصلي وردة فتوكي ولدت في فرنسا لأب جزائري وام لبنانية ولطالما رافقت الجزائر منذ استقلالها في الاحتفال بالمحطات الرئيسية في تاريخها.

وبعدما توقفت عن الغناء لسنوات عدة اثر زواجها الاول، قبلت وردة دعوة الرئيس هواري بومدين (1965-1978) للغناء في العاصمة بمناسبة الذكرى العاشرة لاستقلال البلاد في العام 1972.

وقدمت المغنية للشعب الجزائري أغنية «من بعيد» الوطنية التي تكرم فيها الجزائر الحرة وتلمح إلى عودتها إلى بلدها بعد غياب طويل اكتنفه الغموض.

وذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية ان زوجها هجرها بعدما عادت وردة إلى الساحة الفنية فرجعت إلى القاهرة لتكرس وقتها لمسيرتها الفنية.

وقد أعادت الكرة في الخامس من يوليو 1982، بعد 20 سنة تحديدا من الاستقلال، مع تأدية أغنية وطنية أخرى حملت اسم «عيد الكرامة»، ثم مجددا في العام 1987 مع أغنيات ناجحة أخرى محورها نضالات الجزائر من أجل الحرية والتنمية.

وكانت وردة قد بدأت الغناء في الخمسينيات عندما كانت في الخامسة عشرة من العمر، في ناد ليلي يعود لوالدها في باريس.

ثم سطع نجمها في الشرق عموما ومصر خصوصا حيث تعاونت مع كبار أعلام الأغنية العربية من أمثال محمد الموجي ورياضي السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي تزوجته وألف لها أغاني تعتبر من أجمل الأغاني العاطفية في العالم العربي، وباعت المطربة أكثر من 20 مليون ألبوم عبر العالم وأنشدت أكثر من 300 أغنية.

موقع "تيار" في

19/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)