الي اين نحن ذاهبون سؤال نبحث له عن اجابة يوميا في شتي مجالات الحياة
ولا احد يعرف
الاجابة عنه رغم بوادر الامل التي تلوح في الافق
احيانا وتبشر بانفراج الازمة السياسية التي تحاصرنا ليل نهار وتهدد مسيرتنا
الوطنية وهي تحاول اعادة بناء مؤسساتها الدستورية عقب نجاح ثورة
٥٢ يناير المجيدة.
ووسط ما نعانيه من دوامات سياسية مثيرة تهب علينا عاصفة لاتزال رياحها
تزكم الانوف منذ عدة شهور عندما قام محام سلفي برفع دعوي قضائية تتهم
الفنان الكبير عادل امام بازدراء الاديان وحددت في دعواها اربعة اعمال
سينمائية ومسرحية وهي »الارهابي«
و»حسن ومرقص«
و»مرجان احمد مرجان«
و»الزعيم«
علي انها تحمل كل معطيات ودلائل وافعال
تسييء
للاسلام والمسلمين يستحق عنها العقاب بالسجن وهي ادعاءات
جانبها الصواب ولا تمثل اية حقائق تدين صاحبها خاصة ان هذه الاعمال لم
يصنعها عادل امام بمفرده وانما شارك في صنعها كتيبة من المبدعين في مجالات
السيناريو والتصوير والاخراج والتمثيل وقد وافقت عليها الرقابة علي
المصنفات الفنية فلماذا الاصرار علي النيل من عادل امام بمفرده ولماذا
محاصرته بهذه الاكاذيب والدعاوي الباطلة وكأنهم ارادوا ان يتخذوا منه هدفا
للترهيب والتخويف لكل زملائه من كبار المبدعين.
والطريف ان تلك الدعوي القضائية التي رفعها محام يطالب فيها بالقصاص
من عادل امام جاءت ممن لا يملك الي من يستحق الاحترام والتقدير فصاحب
الدعوي القضائية نصب من نفسه حامي للاسلام والمسلمين في عالم كله خطايا
ومعاص تستوجب العقاب والتوبة والمغفرة علي ايدي دعاة الاصلاح الجدد الذين
يريدون اطفاء كل مفردات عصر التنوير في وطن كان وسوف يظل الي قيام الساعة
مهدا للحضارات والعلوم والفنون.
ان ما يحدث مع عادل امام ليس هو المقصود به ولكنه رسالة تحذير وانذار
وتهديد لكل من يجرؤ ان يقدم فنا جيدا به عناصر الابداع التي تغوص داخل
اعماق
المجتمع وتشخص الداء وتحدد الدواء وتدعو الي الصحوة الكبري التي تعيد بناء
هذا الوطن الذي ورد ذكره في كل الكتب السماوية الثلاثة وانه محفوظ ومصان
برعاية الله العزيز القدير الذي قال في كتابه الكريم »ادخلوا
مصر إن شاء الله آمنين«.
لم يكذب وحيد حامد عندما كتب جملته الشهيرة في فيلم عمارة يعقوبيان
وقالها عادل إمام صارخا: »إحنا في زمن المسخ«
فمن يتحدثون عن ديمقراطية الصناديق -
التي وصفوها بغزوة الصناديق
- هم الآن من يمارسون مصطلحا سياسيا واجتماعيا جديدا هو ديكتاتورية
الاغلبية.. واي اغلبية؟ الصامتة ام المتحدثة ام المتأسلمة؟
لا ادافع هنا عن فنان نختلف معه وعليه وربما نتفق ايضا..
فلا شك ان عادل امام احد رموز الفن المصري خلال القرن الاخير وربما هو أحد
عناصر القوة الناعمة التي تغلغلت عبرها مصر الي شرايين الوطن العربي في زمن
ما قد لايعود مجددا.
المشهد في ام الدنيا ينذر بعصر الجفاف في كل منابع الابداع التي روت
ابناءها واشقاءها بجميع الوان الفكر والثقافة والفن والابداع خاصة وان حكم
حبس الزعيم لن يكون الاول ولا الاخير، فمن ينسي تصريحات الإخوة ضد العالمي نجيب محفوظ
حتي قبل ان يغزو الصناديق-..
الازمة اننا امام رقابة جديدة علي الفن..
رقابة لاتعرف الاختلاف في الراي..
رقابة تحكم بمنطق من ليس معي فهو ضدي وربما اكثر
من ذلك..
رقابة استغلت قانون الازدراء لتحويله من وسيلة لحماية الامن
القومي والسلام الانساني والوحدة الوطنية الي
»سبوبة« يتشدق بها بعض الباحثين عن الشهرة في اروقة المحاكم.
حكم علي عادل امام بالحبس ثلاثة اشهر في حكم
-مجبرين علي الصمت امامه احتراما للقضاء تماما مثلما احترمنا القضاء الذي
منح ابو اسماعيل حكما »دوخ مصر« تحت حصار الانصار وتهديد الهتافات امام مقر
مجلس الدولة.. الآن نحن في عصر جديد..
عصر قامت فيه الثورة لتمنح بعض التيارات الحق في محاسبة
المصريين علي آرائهم..
انها الحرية علي طريقة
ما يخدم اهدافهم وتفكيرهم واتجاهاتهم فقط .
المحامي الباحث عن عقاب عادل إمام
قال في دعواه ان النجم الكبير ازدرأ الاسلام وسخر منه في اعماله ومنها
الارهابي ومرجان احمد مرجان وحسن ومرقص ومسرحية الزعيم وفيلم طيور الظلام
والاخير علي وجه التحديد قد نكون في امس الحاجة لرؤيته مجددا الآن لنقارن
ونحلل مارأه وحيد حامد وعادل امام وشريف عرفه منذ
٥١
عاما.
في مطلع التسعينيات كانت مصر تعيش حربا ضارية ضد الارهاب
.. تحول الصعيد الي بركة دماء وهجرت السياحة ارض الأمن والأمان .. »الإرهاب
المتأسلم« لم يفرق بين مصري واجنبي فالكل في نظرهم كفار، اتذكر وقتها عندما قرر عادل امام عرض مسرحيته
»الواد سيد الشغال«
في اسيوط ليقدم للعالم رسالة بأن مصر لن تخضع لجماعة معينة ولا
لاي ارهاب من اي نوع..
لم يقدم عادل امام مشهدا واحدا في مسرحيته
يتناول رمزا دينيا او ينتقده حتي ان مشهد المأذون الذي مازلنا نتذكرة
بعبارته الشهيرة »لابد ان تدخل بها«
لم يمس الاسلام بقدر ما اثار حماس الواد سيد للزواج من ابنة الاثرياء بما
لايخالف شرع الله-
كما يقول المتأسلمون سياسيا.
قبلها بفترة ليست بعيدة كان فيلم الارهاب والكباب قد حقق اعلي
الايرادات في دور السينما..
الفيلم بمنتهي البساطة طرح فكرة معاناة
المواطن البسيط مع الروتين وكيف حولته الحكومة الي ارهابي بالصدفة..
غضب الاسلاميون لان الفيلم قدم نموذجا لموظف ملتح يهرب من عمله بحجة الصلاة
واعتبره البعض محاولة للنيل من الاسلام بالرغم من اننا نواجه يوميا وفي كل
المصالح الحكومية عشرات النماذج كهذه، ولكن الغاضبين لم ينظروا الي بقية النماذج
الفاسدة التي قدمها صناع الفيلم مثل الضابط الفاسد الذي يستغل نفوذه لاذلال
المجندين ولا وزير الداخلية ضعيف الشخصية الباحث عن امن كرسيه قبل امن
البلد.
واجه عادل امام تهديدات بالقتل في مطلع التسعينيات ولكنه لم يهتم حتي
انه قرر الوقوف امام كاميرات السينما في فيلم الارهابي الذي كان اول وآخر
عمل سينمائي يناقش قضية »الارهاب المتأسلم«
في مصر.. كثير من الفنانين قرروا الابتعاد عن الساحة مؤقتا، قرر البعض
الصمت خوفا علي حياته وتواري البعض الآخر في اعمال بعيدة عن الواقع بينما
وقف عادل امام ليمثل ويتكلم ويتحدي وينقل تفاصيل مايدور في خلايا الجماعات
الارهابية التي كانت تغسل عقول الشباب لتصنع منهم مشاريع »قنابل بشرية«
تنفجر امام مسجد الخازندارة والحسين وميدان التحرير والاقصر.
نعم سخر عادل امام من الارهابيين ولكنه لم يسخر من الاسلام..
قدم المواطن المصري المسلم الملتزم وقدم العائلة المتحررة وقدم المواطن
المسيحي المتمسك بدينه ولم يمس عقيدة اي منهم حتي انه لم يمس ممارسات
الارهابيين لشعائر الاسلام.. في الارهابي تعامل عادل امام او بمعني ادق
المؤلف لينين الرملي مع الكبت الجنسي الذي يعيشه هؤلاء المتطرفون
والمتاسلمون وها هي عجلة الزمن تدور ويجلس بعض المنتمين لهذه التيارات اسفل
قبة البرلمان فماذا فعلوا؟ تناسوا الام وهموم المصري البسيط من فقر وجهل
ومرض وتجاهلوا قوانين تنظيم الفساد التي صاغها النظام السابق ولهثوا وراء
ارساء قوانين لاتعبر سوي عن ممارسة السياسة التي يؤمنون بها فقط بصرف النظر
عن الآخرين من شركاء الوطن .
لدي عادل امام قناعة شخصية بان الاسلام السياسي مفسدة..
الرجل لم يعلن رفضه للاخوان المسلمين ولا الجماعات الاسلامية وصرح بذلك في
كثير من لقاءاته ولكنه يرفض الوصاية علي الفن والابداع وعلي المجتمع أيضا
تحت شعار »نحن نقودك الي الجنة«..
ومن هنا كانت مواجهاته مع تلك التيارات صادمة ومثيرة للجدل
ولكن العجيب انهم لم يواجهوه قبل الثورة كعادتهم في كثير من القضايا التي
مستهم بداية من موقفهم من الخروج علي الحاكم ووصولا الي الخروج علي
»الفنانين«.. في فيلمه طيور الظلام طرح عادل امام والكاتب وحيد حامد
التزاوج الذي يتم بين البيزنس والسياسة ليخلق نموذجا فاسدا بوجهيه »الوطني
الديمقراطي« والاسلامي ايضا، فالمحامي »الفلاتي«
الذي ينمو في مهد سياسي ووزير فاسد من رجال النظام لايختلف كثيرا عن
المحامي »الملتحي« الذي يولد في رحم الجماعات المتطرفة ليلتقي الاثنان في
النهاية في ملعب سجن طرة.
هل سخر عادل امام من الاسلاميين فقط ام قام بتعرية الفساد بكافة
الوانه وتوجهاته قبل ان تندلع ثورة او يفكر الشعب في خلع نظام استباح
ثرواتهم وافكارهم وتعمد تجهيلهم وتضليلهم؟
في مسرحيته الشهيرة »الزعيم«
انتقد عادل امام الحكومات العربية والحكام العرب وربما مازال المقطع الشهير
الذي يتحدث فيه عن الزعماء يحقق يوما بعد الاخر اعلي معدلات المشاهده علي
موقع »يوتيوب«.. مازلنا نضحك حتي الان علي جملته »الزعيم يلهط علي طووووووول«..
نعم لقد »لهط« الزعيم كثيرا وجاء الدور علي المتاسلمون لــ »يلهطوا«
الوطن باكلمه.. ففي الوقت الذي اعلن فيه امام موقفه تجاه ديكتاتورية
الحكام العرب ربما كان المحامي الذي قاضاة الان اخر من يفكر وقتها في
مقاضاة نظام افسد حياة المصريين وذلك بحجة »تحريم الخروج علي الحاكم«.
انه عادل امام الذي خرج في فيلمه
»السفارة في العمارة«
ليهاجم التطبيع مع الكيان الصهيوني..
وطالما استمرت اسرائيل في اراقة الدم العربي بينما كان هذا المحامي واخوانه
يبحثون عن مشروعية »ارضاع الكبير«..
عادل امام الذي طرح في مرجان احمد مرجان
فساد رجال الاعمال وشرائهم للذمم بل وللمثقفين ورجال الدين ايضا وفي فيلم
حسن ومرقص قدم نموذجا للتسامح الذي عاشته مصر بين مختلف اطيافها وواجه
الفتنة الطائفية هو وعمر الشريف وقالا ان المسلم والمسيحي دم واحد..
بينما كان امثال هذا المحامي واخوانه يبحثون
في قضايا اخري هامشية لافائدة منها .
ان الحرب التي تشن علي عادل امام الان تبدو حربا علي الابداع والحرية
ولكنها في صورة نجم ربما هو الاهم والاشهر والاكثر تاثيرا في مصر والوطن
العربي..
فاليوم عادل امام وغدا اي مبدع يختلف مع التيارات الاسلامية التي اتخذت من
قانون ازدراء الاديان سيفا ودرعا لقمع كل من يختلف معها حتي لو كان خلافا
سياسيا وهو ما قد يتطور ليدخل بنا الي دائرة العنف التي لوح بها قادة
التيارات الدينية مؤخرا بمختلف مسمياتها..
هذا العنف الذي قد تتكرر معه ماساة الوزير الباكستاني سلمان
تيسير عندما انتقد التطرف الاسلامي وانتقد قانون ازدراء الاديان الذي صاغته
جيوب تنظيم القاعدة فكان مصيره القتل علي يدي
احد حراسه بتسع وعشرين رصاصة تقريبا..
الدفاع عن عادل امام ليس تأييدا لكل مواقفه ولا هو ولع واعجاب
تام بكل ماقدمه ولكن الصمت علي مايواجهه الان لايعني سوي اننا نرحب ونؤيد
باغتيال الابداع الفكري والفني ..
فماذا نحن فاعلون
.
ميرفت أمين: لا يمگن تقييد حرية الإبداع
وعبرت الفنانة ميرفت أمين عن استيائها من قرار تأييد المحكمة للحكم
بالسجن علي عادل إمام
ثلاثة اشهر في القضية المتهم فيها بإزدراء الدين
الاسلامي والسخرية من الزي الاسلامي كالجلباب والحجاب والنقاب في افلامة
وقالت:
هذه الاعمال التي يحاكم عادل امام بسببها
مرّ عليها أعوام كثيرة وأجازتها الرقابة بأي منطق او قانون يتم محاكمة مبدع
علي عمل قدمه منذ سنوات طويلة.واكدت ميرفت أمين أنه لا يمكن لأي شخص أن
يقيّد حرية الإبداع والتعبير في مصر وأنه لا يصحّ
لأحد أن يصادر علي إسلام أي شخص مهما كان.
يســـرا : مصدومة من الحكم والموقف اصبح خطيرا
أعربت الفنانة يسرا عن صدمتها وغضبها الشديد للحكم الصادر والذي قضي
بتأييد سجن الفنان عادل امام لمدة 3 اشهر بتهمة الاساءة للاديان وقالت يسرا
:كيف يصدر هذا الحكم في مصر وتداعياته الخطيرة جدا علي الفن وحرية الابداع
والفكر، مطالبة بتحرك عاجل من الفنانين والنقابات والصحفيين دفاعا عن عادل
امام وحرية الابداع.
واضافت: لا أستطيع تصديق هذا الحكم حتي الآن، ومع الأسف نحن نرجع إلي
الوراء في الفترة الحالية، ولابد أن يتضامن كل فناني مصر مع الفنانين
المعرضين للمحاكمة والسجن بسبب أعمال فنية سابقة، ولابد أن يكون لكل نجوم
الفن في شتي المجالات وقفة عقلانية سلمية واضحة من خلال كل وسائل الإعلام،
بعد تأييد الحكم علي عادل إمام، الموقف أصبح خطيراً للغاية".
وأشارت يسرا الي انها فور صدور الحكم اتصلت بالفنان عادل امام معربة
له عن دعمها الكامل ومساندته في هذه القضية.
هند صبري: سابقة خطيرة علي الفن
النجمة التونسية هند صبري علقت علي قرار حبس الفنان عادل إمام
3 أشهر علي صفحتها الخاصة علي موقع الفيس بوك قائلة "قانونيا
لا أفهم التهمة المنسوبة لعادل إمام..
لا هو منتج ولا مؤلف ولا مخرج ولا يملك أي حقوق
أدبية بصفته ممثلا وليس مسئولا قانونا عن سيناريو لم يكتبه والرقابة آنذاك
صرحت به.
وتساءلت من يحاسب من وعلي ماذا وبأي صفة؟ إنها سابقة خطيرة علي الفن وليس
هناك مجال الآن لذم شخص عادل أمام وآرائه، والذي طاله سيطولك فتكلم اليوم أو اسكت للأبد.
أشرف عبدالغفور:
النقابة في صف أبنائها
بالرغم من التأكيد الكامل علي احترام أحكام القضاء إلا أن نقيب
الممثلين الفنان أشرف عبدالغفور ألقي بالكرة في ملعب القاضي الذي أصدر
الحكم حيث قال:بالطبع كنا متوقعين نفس الحكم خاصة أن القاضي هو نفسه الذي
نطق بالحكم الابتدائي في القضية وكلما أمد في الطعن والاستئناف خاصة أن
القضاء أصبح معرضاً
دائماً لتهديدات من قبل التيارات السياسية ذات الانتماءات والمرجعيات
الدينية وكلنا تابع ما حدث من قبل من وقائع مشابهة.وأضاف عبدالغفور:
نحن كنقابة نقف في صف حرية الابداع وفي نفس الوقت ضد أي مساس بالأديان
السماوية والفنان عادل امام لم يتجاوز في حق الدين أو مسه وموقفه نابع من
انتقاد أو تعبير عن الرأي تجاه بعض التيارات وليس تجاه الدين.وأشار
عبدالغفور إلي أن النقابة تتابع الموقف وتساند عادل امام باعتباره أحد رموز
الفن المصري والهجوم عليه يعد محاولة للنيل من حرية الابداع فما يتم مع
عادل امام حالياً
قد يتعرض له أي مبدع مستقبلاً.
خالد يوسف: الحكم علي عادل امام يمس الشعب المصري
هاجم المخرج خالد يوسف رافعي القضية الذين يمثلون التيار الديني علي
الفنان عادل إمام وعلي أثره قضت المحكمة بحبسه
3 شهور بسبب ازدراء الاديان وقال إن دولة القانون جاءت لتحمي كل مواطن
وتعطيه حقوقه من الحريات وغيرها وليس لتأخذها منه والحكم علي عادل امام يمس
الشعب المصري ويشكك بمعتقدات الجمهور المصري الذي تابع فن امام علي مدي 30
عاما.
واشار يوسف الي هذه القضية بسبب انتقاد الفنان عادل امام التيارات
الاسلامية
وهذا يعتبر قمعا
.. متسائلا :هل ستحاكمني كلما انتقدت وتحبسني؟
وانا لم أخف أثناء النظام القمعي الامني ولن أخاف
الان وسأقدم ما أقتنع به.
وانهي يوسف حديثه بإعلان تضامنه الكامل مع الفنان عادل امام وان ذلك
لن يخيفه تماما وسيقدم كل جديد ينتقد كل خطأ يراه من وجهة نظرة وليس من
وجهة نظر السلطة الحاكمة.
مسعد فودة: أطالب مجلس الشعب
بحماية الإبداع والمبدعين
يقول مسعد فودة نقيب السينمائيين:
ان ما يحدث من هجمة شرسة علي الابداع والمبدعين وإصدار أحكام قضائية ضدهم
ما هو إلا نوع من الارهاب الفكري ومحاربة صريحة لحرية الابداع، فما حدث
للفنان عادل امام لا يصدقه عقل فكيف يتم محاكمة فنان عن مجمل أعماله بتهمة
ازدراء الأديان وهذه الأعمال ربما يكون مر علي تقديمها اكثر من ٥١ عاماً.
وأضاف نقيب السينمائيين:
شعرت بالصدمة الشديدة من صدور هذا الحكم ولا أعرف علي أي أساس يتم بناء
الحكم فالأعمال التي تم محاكمة عادل امام علي أساسها أعمال تمت إجازتها من
الرقابة علي المصنفات الفنية التي تحكمها نصوص قانونية واضحة وصريحة حيث
يقول قانون الرقابة: يمنع عرض أي عمل يزدري الأديان ويدعو للفتنة وأعمال
عادل إمام التي تمت محاكمته عليها حصلت علي موافقة الرقابة بالعرض وبالتالي
لم تجد فيها الرقابة طبقاً للقانون شيئاً يدل علي ازدراء الأديان.
وقال فودة:
للأسف الشديد هذا الحكم يأتي في الوقت الذي
نطالب فيه بحرية الابداع وإلغاء الرقابة علي المصنفات الفنية،
كما أننا الاسبوع الماضي كمبدعين التقينا بلجنة الثقافة والاعلام بمجلس
الشعب ناقشنا فيها حرية الابداع والمبدعين واتفقنا علي اعداد وثيقة يتم
الاستعانة بها أثناء كتابة الدستور الجديد تحافظ علي حرية الابداع
والمبدعين.وأشار مسعد فودة الي ان ما يحدث غريب جداً وأري أنه مقصود لإلهاء
الناس في أمور فرعية وطالب مسعد فودة لجنة الثقافة والاعلام بمجلس الشعب
القيام بدورها لحماية الابداع والمبدعين ضد الهجمة الشرسة التي يتعرضون
لها.
نبيل الحلفاوي : فتح
هذا الباب سيطول كل الفنانين
أكد الفنان نبيل الحلفاوي رفضه للحكم الصادر ضد الفنان عادل امام
مؤكدًا أن الاسلام لا يتجسد في أشخاص وإلا وجب علينا قتل من يعتدي علي أي
رجل دين.
وقال الحلفاوي
عبر تدوينته عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر: »عادل أمامه الاستئناء
، ولكن متي أصبح الاسلام
متجسدًا في أشخاص؟ إذن من يعتدي علي رجل دين لابد أن يعدم«
وأكد نبيل الحلفاوي أن فتح
هذا الباب سيطول كل الفنانين.
دلال عبد العزيز: ما حدث
»حاجة بايخة وغريبة« !
عبرت الفنانة دلال عبد العزيز عن
غضبها من الحكم الصادر ضد الفنان عادل أمام واعتبرته حربا صريحة ضد الابداع
والمبدعين وتساءلت كيف يحاكم مبدع علي رأي له او عمل قدمه بعد سنوات طويلة
من تقديمه. وأبدت دلال عبد العزيز دهشتها واستياءها من الأمر،
وعلقت عليه قائلة: »حاجة بايخة وغريبة«
وأول مرة في حياتي أشوف حاجة بالشكل ده،
لأن عادل إمام أو غيره هو
صاحب رسالة مهمة جداً
للفن، فالفنانون هم سفراء لبلادهم وأتعجب من محاسبة شخص علي عمل تم تقديمه
منذ سنوات.
أخبار اليوم المصرية في
27/04/2012
صباح السبت
بقلم :- مجدى عبد العزيز
مساء الثلاثاء الماضي اتصلت هاتفيا بصديقي الفنان الكبير عادل امام
عقب صدور الحكم بتأييد حبسه ثلاثة شهور بتهمة أزدراء الاديان في القضية
التي رفعها ضده المحامي السلفي عسران منصور والتي احدثت ضجة كبري داخل
وخارج مصر لانها بكل صراحة ووضوح محاولة لإغتيال الإبداع الفني مع سبق
الإصرار والترصد.
وقد جاءني صوت عادل امام عبر الهاتف كعادته دائما قويا ومرحا ومؤكدا
انه لن يعقب علي احكام القضاء التي يحترمها وانه كلف محاميه بتقديم استئناف
في القضية التي تطارده منذ عدة شهور.
وقد احترمت اصرار عادل امام علي التزامه الصمت وعدم الخروج باية
تصريحات صحفية لوسائل الإعلام او حتي الدردشة مع اصدقائه في هذا الشأن الذي
لاشك انه واجه ردود افعال قوية من داخل وخارج الوسط الفني فهو يمثل ردة،
الهدف منها عودتنا لعصور الظلام ومحاكم التفتيش واغتيال حرية الإبداع
ومصادرة حق المبدعين في التعبير عن ضمير ووجدان الامة فالفنان هو الاداة
التي تجسد كل تلك المفردات ويحمل علي عاتقه ليل نهار كل مشاعل التنوير التي
تدعو للخير والجمال والحب والتسامح وتطهير النفوس من كل الشرور وامراض الغل
والغدر والإنتقام في محاولة لخلق المجتمع المثالي الذي يوفر الامن والامان
لابنائه.
وقد عشت بجوار عادل امام لاكثر من
٥٣ عاما وحضرت تصوير معظم افلامه الشهيرة وحضرت ايضا كل مسرحياته وامضيت
معه ساعات الليل والنهار في كواليس مسلسلاته التليفزيونية ووجدته دائما
مهموما بقضايا وطنه واهله وناسه باعتباره من طين هذه الارض وابنا بارا من
ابنائه عاش سنوات طفولته وشبابه بين ابناء المناطق الشعبية واكتسب منهم كل
صفات الشهامة والرجولة والجدعنة ولم ينسلخ عنهم ابدا وصار سفيرا لهم ومعبرا
عنهم وصوتا مدويا يحذر وينبه من خطورة انفجار ملفات الجوع والفقر والحرمان
والفساد السياسي والتطرف الديني وتضخم الثروات وبيع النفوس وخراب الذمم في
مجالات الإستثمار ونهب وسرقة اموال الناس الغلابة وسيطرة اصحاب النفوذ علي
مقدرات هذه الامة واهمال حقوق المواطن في الحياة الكريمة والرعاية الصحية
وانتشار الأوبئة والامراض وتزايد مناطق العشوائيات في كل مدن وقري ومحافظات
مصر التي جعلت طيور الظلام تخطط وتنفذ مؤامراتها لخطف هذا الوطن تحت دعاوي
دينية مزيفة لا تمثل صحيح دنينا الاسلامي الحنيف ولا تعترف بمبادئه ولا
شريعته التي تؤمن بالوسطية.
كل ما ذكرته في سطوري السابقة كان يدور داخل عقل وفكر عادل امام وعبر
عنه من خلال عشرات بل مئات من اعماله السينمائية والمسرحية والتليفزيونية
ولم يكن انهزاميا ابدا في الهروب من مواجهة الاخطار التي تهدد امته ورفض ان
يدفن رأسه في الرمال او يختبيء خلف جدران الخوف كلما هبت علي بلادنا ازمة
او عاصفة تهدد بإقتلاع الاخضر واليابس مثلما حدث منذ عدة سنوات طويلة عندما
ظهرت بوادر فتنة طائفية في اسيوط ارادت ايضا مصادرة حق المبدعين ومنع عرض
اعمالهم الفنية حيث سافر الي هناك وكنت من بين المرافقين له في رحلته
الشهيرة بالقطار ليكون بين اهله وناسه في عروس صعيد مصر-
اسيوط-
واذكر كيف انفعل بشدة علي احد زملائنا من
الإعلاميين كان يحاول اقناعه بخطورة تلك الرحلة علي حياته وهو الامر الذي
اعتبره نوعا من انواع الجبن والتردي والتخاذل في مواجهة امر جلل يهدد
سلامنا الاجتماعي.
هذا هو صديقي عادل امام احد رموزنا الغالية واحد اهم فنانينا الكبار
في هذا العصر وصاحب التاريخ المشرف في صناعة السينما والنجم القدير الذي
سجلت اعماله ايرادات اسطورية لم يعرفها من قبل شباك دور العرض السينمائي او
المسرحي وهو معشوق الجماهير وصديق البسطاء علي الشاشتين الكبيرة والصغيرة
وفوق هذا وذاك سفير النوايا الحسنة الذي اختارته الامم المتحدة مع كوكبة
اخري من كبار نجومنا للعمل في المجالات الانسانية والانمائية والدعوة لنشر
السلام ونبذ اخطار الحروب.
يا سبحان الله أليس من
غرائب الامور وعجائب الاشياء ان تخطط فئة من »خفافيش«
الظلام لإغتيال فنان في حجم وقيمة عادل امام بتهمة باطلة لا اساس لها من
الصحة فكيف سمحت ضمائر من يقفون وراء اطلاق شائعة ازدراء الاديان ان يدعوا
كذبا علي اعمال فنية شديدة التميز جسدها بعبقرية وابداع تام هذا النجم
الكبير محذرا من خطر داهم يمزق وحدة شعب من نسيج واحد يعيش في تآخ ومحبة
وسلام منذ آلاف السنين ولو كان ما يقدمه من اعمال تمس من قرب او بعد
شرائعنا السماوية ما سكت له احد من رجال الدين الاسلامي والمسيحي او لتصدت
له اجهزتنا الرقابية في المصنفات الفنية وواجهته ايضا اقلام كتابنا
ومفكرينا ومثقفينا المدافعين عن حق كل انسان منا في ان يمارس دوره الابداعي
حبا وعشقا في ترابه الوطني دون ترهيب أو تخويف أو تكفير أو ازدراء لدين أو
جنس أو عقيدة فالوطن للجميع والدين لله.
وإذا كان لي من كلمة اهمس بها في اذن صديقي العزيز عادل امام وهو يمر
حاليا بتلك المحنة القاسية فإنني اقول له قدر اصحاب القامات العالية من
المبدعين تحمل طعنات الغدر ولكنهم ابدا لا يسقطون وتظل جباههم شامخة صامدة
مؤمنة بقضاء الله وقدره وسلمت لنا ولمصر رمزا غاليا في سماء الفن.
أخبار اليوم المصرية في
27/04/2012 |