هذا اللقاء اجري منذ سنة واعيد نشره الان لنتذكر
مسيرة الفنان خالد تاجا الذي وافته المنية الاربعاء رحم الله فناننا
المبدع
في الوسط الفني، هو فنان يذهل الكاميرا بنجاحاته، هو من قلة مبدعة مرت
على عالم الفن العربي، متقن في تأدية أصعب الأدوار.
في الحياة هو شخصية متواضعة صنعت مجدها بتعب لا يوصف، لا يعرف الغرور
مكانه في روزنامته، وإلى اليوم يسعى إلى ما بدأه منذ البدايات.
التقته سيريانيوز في حوار متميز، صارحنا بلحظات الضعف، الحب والنجاحات
الكثيرة, يتكلم في الدين والسياسة وهو واثق الخطى، يؤمن بفلسفة النملة
والنحلة.
لنتعرف على خفايا هذا الممثل الذي مازال يبدع في عالم نجوميته لنقرأ
الحوار مع أنطوني كوين العرب الفنان خالد تاجا:
·
يقال أنك صاحب الأرقام القياسية
في عدد مسلسلات الموسم الرمضاني الماضي، ألا تخشى الحضور المستمر؟
لا أبداً... هذا الموضوع يعطيني مساحة أكبر وفسحة حتى أخرج كل مخزوني
الثقافي والمعرفي واستحضر ثقافتي في التمثيل، أنا اتلون مع شخصياتي
المكتوبة، عادةً أضيف من عندي للشخصية إذا كانت غامضة المعالم.
وإذا أُمعن النظر في الشخصيات المقدمة نجد عملي في "الدبور" مختلفاً
تماماً عن "أبو خليل القباني" في كل شيء من حيث الشخصية، الملابس، الحوار
وكلا الدورين كانا بشدة الاختلاف بالنسبة للدور الذي مثلته في "الخبز
الحرام" إضافة إلى دور كضيف في مسلسل "لعنة الطين" وباقي أعمالي للموسم
الماضي فيلمين سينمائيين الأول بعنوان "انفلونزا" والثاني "دمشق مع حبي".
·
حقق الموسم الرمضاني الماضي جرعة
عالية من الجرأة في الطرح المقدم والتطرق لثالوث المقدس "الدين، الجنس،
السياسة"؟
أنا مع الجرأة بالطرح فلنخرج من خلف الستار وننظر إلى التنوع في
الأنواع الدرامية بين التاريخي، المعاصر والجرأة، حيث كانت نسبتها عالية من
جانب الطرح ولكن في الحقيقة العديد من المسلسلات الشامية كانت PHOTOCOPY ولم تعطي جوهر الشام باستثناء مسلسل "أيام شامية" فجل الأعمال
البيئية كانت مجرد فلكلور وهذا برأي الشخصي.
فالنضال كان موجود من أيام العثمانيين ولم يكن لكل حارة باب ولم يكن
هناك خروج عن القانون، فعنصر المبالغة كان طاغي بشكل كبير في الأعمال.
وللأسف أن الدراما السورية أصبحت نوعاً ما تجارية والمحطات أصبحت
مهتمة بعرض الأعمال الرائجة والأكثر مشاهدة وهمها الدعايات بالدرجة الأولى.
·
وبالنسبة للدراما الكوميدية، ما
سبب عدم انضمامك لبقعة ضوء هذا العام رغم طلبهم الشديد لمشاركتك؟
مسلسل "بقعة ضوء" في أجزائه الأولى مختلف عما هو مقدم حديثاً، وسبب
عدم مشاركتي يعود إلى أني لعبت هذا الموسم الرمضاني أدواراً متعبة فعلاً
وأنا في السبعين من عمري ولا أريد أن أنهك جسدي.
·
أتقصد باختلاف أجزاء "بقعة ضوء"
هو تراجع سوية العمل؟
في الحقيقة خفت جرعة الجرأة، لكن أعتقد أن السبب هي توجيهات رقابية
جاءت "من فوق" علماً أن العمل يحمل اسم "بقعة ضوء" وإن لم أرى حدثاً هاماً
في هذه البقعة لا داعي له، ولكن هناك عنصر خارجي خفف من ألقه.
·
لكن ما حدث في "ضيعة ضايعة"
العكس تماماً فهو ارتفع مستواه ككوميديا ناقدة؟
أنا لم أركز على الموقف بل ما شدني المخرج وعمل الممثلين فكم هم
ملتصقين بالبيئة التي يصورونها وعاشوها علماً أني ضد توالي الأجزاء، بما أن
هذه النماذج تقدمت فلنبحث عن غيرها ونبتكر كاركترات، وبالنهاية "ضيعة
ضايعة" و"أبو جانتي" خلقا من عمل "بقعة ضوء".
·
كيف ترى تجربة الكوميدية في
مسلسل "أبو جانتي"؟
الكوميديا اعتبرها فسحة وراحة من الهرولة الجادة، رغم أنها متعبة أكثر
من الأنواع الدرامية الأخرى، إلا أنها تبقى بالنتيجة نسيج كاريكاتوري
للممثل، أما بالنسبة لرأي الشخصي فيه كعمل بعد عرضه، فالناس أحبوه ويلقى
مشاهدة عالية وأنا فنياً لا أستطيع التكلم على عمل أنا مشارك فيه.
(شهر كامل يقنعوني أشترك) على الرغم من أن دوري في المسلسل ذو مساحة
كبيرة لكنه كان مؤثراً، وأنا مؤمن بسامر المصري وبالمخرج زهير قنوع إيماناً
كبيراً.
·
من لقبك بأنطوني كوين العرب؟
انطوني كوين العرب اسم أطلقه عليّ الشاعر العظيم الراحل "محمود درويش"
ربما لأنه رآني أشبهه في مواقف معينة، مع أنني لا أحب مبدأ أن يقارن أحد
بآخر، ولكنه أخطأ في تسميتي هذه فهو خلق لي أكثر من عدو في الوسط من أجلها.
·
كيف تقييم تجربة خالد تاجا
لخمسين سنة مضت ؟
أنا أسير في طريقي بشكل طبيعي، ولا أتصنع في شيء، أتعلم من كل أخطائي،
ومسيرتي فيها النجاحات والإخفاقات المهم أن نستمر، وأنا مؤمن بفلسفة النملة
والنحلة، وليس عندي مبدأ " ستوب" فلازال أمامي الكثير مما لم أحققه أتمنى
أن يساعدني العمر بذلك.
·
هل تعتقد أن نجومية خالد تاجا
تأخرت قليلاً؟
ربما لأنني منذ الصغر كنت أغرد خارج السرب فأنا للأسف لم أُحصل تعليمي
في المدارس، ولكني بدأت بقراءة الثقافة الغربية وحدي وغرقت بالسير الذاتية
والفنانين الغربيين، حتى أنني قمت بسرقة بعض الكتب بسبب عدم امتلاكي
للنقود. فعندما أعيش في هذا الزخم من الثقافة أغدو بعيداً عن ثقافة المنشأ
التي أعيش فيه الذي هو بلادي، فأنا دوماً كنت أشعر بوجود مسافة وفارق بيني
وبين الناس في وسطي الفني.
·
هل تتمنى أن يتوقف الزمن بك
وتعود إلى الوراء ؟
لا أبداً. أتمنى لو أنني أتيت بعد مئة سنة، استعجلت بالمجيء للحياة
ربما لكنت أتيت في ظروف أفضل وربما أسوأ، ليتني درست الفلك لأعرف أشياء
كثيرة، تربيت في بيت لم يعرف اللوحات، أهلي بسطاء ووالدتي امرأة ذكية جداً
كان ينقصها العلم الأكاديمي لو كان والدها باشا في اسطنبول لربما كانت في
وضع مختلف.
·
ألم يدغدغك حلم العالمية؟
لن أفكر في عمري بالعالمية ولا حتى منذ سنوات، فحلمي فقط يتمركز في
قدرتي على تأدية الأدوار بالطريقة التي تناسبني، والموضوع المادي حالياً لا
يعني لي شيئاً فأنا أشعر بالرضى (مستور الحمدلله) وأسير بالنهج الذي
يريحني، والشهرة التي حصدتها موجودة وتحيطني بإيجابياتها وإزعاجاتها، وهذا
يكفيني للاستمرار.
·
ماذا عن حياة خالد تاجا من وراء
عدسة الكاميرا؟
أنا رجل تزوج بهولندية ولدي صبية تعيش في هولندا اسمها " ليزا" إضافة
إلى ثلاث سوريات واحدة ماتت بحادث سيارة واثنتين انتهت بالانفصال، وزوجتي
الأخيرة طلقتها بعد زواج دام 18 عاماً فقد آلمتني كثيراً تلك التجربة التي
أضاعت زمناً من عمري هدراً.
·
والآن أين الحب من حياتك؟
الحب يمر مرة واحدة في حياة الإنسان، والكثير من الناس قادرون أن
يعيشوا الحب أكثر من مرة أما أنا فعشت حالة حب حقيقية وكانت صدمتها أكبر
بكثير، فبقدر كبر الحب وقوته فجعت بالحبيب، وعلى كل الأحوال أنا خرجت من
هذا المخاض العسير. وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة في حياتي بهذا السن ولكن
بنهاية مختلفة.
·
ماذا تعني لك عبارة "مسيرة الحب
مليئة بالجنون"؟
اشتريت قبراً باسمي، مكتوب على حافته "مسيرتي حلم من الجنون كومضة
شهاب تزرع النور بقلب من يراها لحظة ثم تمضي" منزل الفنان محمد خالد ابن
عمر تاجا من مواليد 1940 توفي ومتروك هذا التاريخ إلى الأجل.
وأقصد من العبارة أن الشهاب كتلة كبيرة مشتعلة تحترق وفي أغلب الأحيان
تتحول إلى غبار، وهي ما نراها عادةً في لحظة زمنية عمرها آلاف السنين بينما
تشكلت وتكونت حتى انتهى بها الأمر إلى الاختفاء، لهذا أتمنى أن أكون ومضة
أدخلت لحظة نور لمن حولي.
·
أسست موقعك الالكتروني مؤخراً،
فما رأيك بالصحافة الالكترونية وهل تعتبر أنها قد تصل إلى مستوى وأهمية
الصحافة المكتوبة يوماً ما؟
أشعر بالخوف على الصحافة المكتوبة من تلك الالكترونية، لأنهم اليوم
يحتفلون في بيروت بإنشاء مدرسة لا تحوي ورقاً، وهذا شيء يبشر بالخير ومحزن
في الوقت نفسه، فكأننا
اليوم نودع مرحلة مرت من حياة الإنسان واستمرت آلاف السنين وهي مرحلة
الورق، فالإنسان غدا تخاطبه مقتصراً عن طريق الضغط على الأزرار وهي مشكلة.
·
هل من قراءات جديدة لمشاريع
درامية؟
على الصعيد المهني أنا بصدد تصوير الجزء الثاني من مسلسل "الدبور"،
أما حياتياً اشتريت بستان وقررت أن أسكن فيه ويكونوا أصدقائي في البستان
عبارة عن مجموعة من الحيوانات "بقر، غنم، ماعز، وسمك" أتمنى أن أعيش مع
الطبيعة، وقصدت أن أقول بستان لأنني لا أريد أن أعمر فيلا أو مزرعة بل أريد
بقعة من الشجر والفواكه والحيوانات.
·
أرجو إنهاء حوارنا بكلمة أخيرة
لموقع سيريانيوز:
لا حوار مختوم بسيريانيوز، هناك كلمات دائمة ومستمرة "أتمنى لكم
التوفيق وأتمنى أن تجتهدوا ومهما بلغتوا من المجد اعرفوا أن هناك طريقاً
طويلاً، والجهد في سبيل الاستكشاف والتجربة ليس فيه خسارة، وأتمنى لكم أن
تخوضوا جميع التجارب وتستفيدوا منها، لتفيدوا من حولكم وتكونون شهباً.
رحم الله الفنان القدير واسكنه فسيح جناته
سيريا نيوز في
05/04/2012
"مسلسل محمود درويش مأساة حقيقية غاب عنه حساسية الشاعر التي اشتهر
بها درويش"
خالد تاجا: باشرت بكتابة سيرتي الذاتية.. وأفضل باسل خياط لأدائها
كونه الأقدر على تقديمي من الداخل
سيريانيوز
رشح الفنان السوري خالد تاجا "كلا من الفنانين تيم حسن و باسل خياط
لتمثيل سيرته الذاتية التي يقوم بكتابتها حاليا"، لافتا إلى أن "المذكرات
ستفاجئ الجمهور بجرأتها ومصداقيتها".
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن الفنان خالد تاجا قوله إنه "بدأ
بكتابة مذكراته والتي ستعتبر المادة الرئيسية لسيناريو المسلسل الذي سيقدّم
سيرة حياته".
وأضاف تاجا "أرشح تيم حسن أو باسل خياط لتأدية شخصيتي، وأفضّل الأخير
لأنه قادر على أن يقدمني كما أنا من داخلي".
وبين تاجا أن "السيرة الذاتية ستتناول سيرة حياته من يوم مولده حتى
اليوم الحالي، أي إلى عامه الـ 72، كما أنها تضيء على تفاصيل عدة عن البيئة
التي نشأ فيها منذ الطفولة، وأهم الخطوات التي مر بها، كما ستتضمن سنوات
الشهرة، متطرّقةً إلى أبرز الأعمال التي شارك فيها".
وأشار تاجا إلى أنه "سيفاجئ كل من يعرفه لأنّ المذكرات تملك من الجرأة
القدر الكافي لقول الحقيقة كاملة والتركيز على حسنات صاحبها وسلبياته، حيث
سيتطرّق إلى عيوبه وقصص الحب التي عاشها باعتبارها محطات مهمة جداً في
حياته".
وتابع بالقول إن "إمكان الاتفاق على العمل مع جهة إنتاجية مسألة
مستبعدة الآن، ولا يزال الوقت مبكراً على الانطلاق في هذا المشروع، لأن
العمل يحتاج إلى ميزانية ضخمة وتصوير في أماكن متعددة من العالم".
ورأى الفنان السوري خالد تاجا أن "مسلسلات السير الحالية التي تناولت
حياة نجوم معاصرين كانت إساءة بالغة إلى هذه الشخصيات التي عايشناها
وتعرفنا إليها عن كثب، وتسللت إنتاجاتها إلى أرواحنا".
واعتبر تاجا أن "ما تابعه عن محمود درويش في مسلسل (في حضرة الغياب)
كان مأساة حقيقية لأنه تناول حياته بسطحية كبيرة"، موضحا أن "المسلسل غاب
عنه الأرستقراطية و الجاذبية و لمعة العينين وحساسية الشاعر وطبقة الصوت
المذهلة التي اشتهر بها الشاعر الفلسطيني".
يذكر أن خالد تاجا مواليد 1942، بدأ حياته كممثل في فيلم سائق الشاحنة
التي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 وقدم العديد من الأفلام
وله رصيد كبير من المسلسلات والأعمال التلفزيونية والمسرحيات ومن الأفلام
السينمائية فيلم أيام في لندن وفيلم الفهد وفيلم خيرو العوج وفيلم العار.
سيريا نيوز في
16/10/2011
بعد 46 سنة من العطاء الفني...الموت يغيّب
الفنان السوري خالد تاجا
وائل العدس - تصوير: طارق السعدوني
توفي ظهر أمس الفنان السوري الكبير خالد تاجا الملقب بـ«أنطوني كوين
العرب» بعد صراع مرير مع سرطان الرئة حيث نقل إلى العناية المركزة في مشفى
الشامي بدمشق منذ أسبوعين بسبب نقص حاد في الأوكسجين، لتخسر الدراما
السورية أحد أعمدتها الأساسية وقامة فنية لا تعوض.
وكان من المقرر نقل الفنان تاجا إلى أحد المستشفيات في الأردن
لاستكمال علاجه هناك، لكن الموت حرمه من أمل الشفاء وغيبه على عجل.
وقام وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام بزيارة الفنان السوري
الراحل خالد تاجا في مشفى الشامي بدمشق بتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد
للاطمئنان على صحته ونقل إلى أسرته تمنيات الرئيس الأسد له بالشفاء العاجل.
يشار إلى أن الفنان العملاق خالد تاجا أو كما سماه الراحل محمود درويش
أنطوني كوين العرب من مواليد حي ركن الدين في دمشق 1939، وبدأ حياته الفنية
في فيلم «سائق الشاحنة» الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام
1966، وقدم العديد من الأفلام السينمائية منها: أيام في لندن، الفهد، فيلم
العار، كما شارك في العديد من الأعمال المسرحية مثل بيت الآجار، الناس اللي
تحت، الطلقة الأخيرة، وله رصيد كبير من الأعمال الدرامية من أهمها التغريبة
الفلسطينية، أيام شامية، ليس سراباً، الفصول الأربعة، زمن العار، أهل
الراية، أولاد القيمرية، غزلان في غائبة الذئاب، كسر الخواطر، خالد بن
الوليد، حاجز الصمت، رجال تحت الطربوش، الثريا، نهاية رجل شجاع، جريمة في
الذاكرة، وغيرها الكثير.
وغيب الموت تاجا قبل إكمال دوره في مسلسل «الأمّيمي» للمخرج تامر
إسحاق، ومشاركته في مسلسل «ابن الميتة» لناجي طعمة والجزء الثاني من «أبو
جانتي»، وقبل أن يقص شريط العمليات التصويرية لفيلم «مريم» للمخرج باسل
الخطيب، ومسلسل «سيت كاز» للمخرج زهير قنوع.
نال الفنان الراحل العديد من الجوائز منها: تكريم في مهرجان بودابست
بلجيكا 2010، والميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع،
والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر، ودرع تكريمي عن
دوره في مسلسل التغريبة في أبو ظبي 2005، جائزة لجنة التحكيم للدراما
السورية أدونيا 2005 ودروع مختلفة من جهات عدة: نقابة الفنانين السوريين،
وزارة الإعلام، وزارة الثقافة.
وختم تاجا الذي لقبه الشاعر الفلسطيني بـ«أنطوني كوين» مشواره
السينمائي بمشاركته في فيلم «دمشق مع حبي» للمخرج محمد عبد العزيز عام
2011، وعلى الصعيد الدرامي شارك في عدة أعمال منها «الدبور» و«كشف الأقنعة»
والجزء الثاني من «يوميات مدير عام» و«الزعيم» و«العشق الحرام» و«عائلة أبو
حرب».
أما آخر الكلمات التي كتبها تاجا في موقعه الإلكتروني فكانت «مسيرتي
حلم من الجنون كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها لحظة ثم مضت».
وسيشيع خالد تاجا إلى مثواه الأخير عصر اليوم من جامع الزهراء في
المزة في دمشق بحضور شعبي ورسمي كبير متوقع.
الوطن اللبنانية في
05/04/2012
وفاة الفنان خالد تاجا بعد أكثر من نصف قرن من العطاء
الفني
(مسيرتي حلم من الجنون.. كومضة شهاب.. زرع النور بقلب من رآها..لحظة
ثم مضت) هذا ما كتبه المبدع خالد تاجا على قبره الذي حضره لنفسه تاركاً
تاريخ الوفاة شاغراً ليملأ بتاريخ الرابع من نيسان منهياً بذلك أكثر من نصف
قرن من العطاء الفني فقط لأن رئتيه ما عادتا تحتملان نهم هذا المبدع للحياة
والدخان معاً.
توفي الفنان تاجا ظهر أمس بعد صراع مع المرض وأكد ذوو الفقيد أنه تعرض
إلى أزمة صدرية حادة أصابت رئتيه منذ أسبوعين ما استدعى نقله بشكل طارىء
إلى مستشفى الشامي في دمشق.
والفنان تاجا من مواليد دمشق 1939 ويعد من الفنانين المخضرمين الذين
لعبوا دورا هاما في الدراما السورية إذ كرس قيماً اجتماعية ووطنية في
أعماله مساهماً في تميز المشهد الدرامي السوري على مدى عقود.
واعتبر تاجا أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم عام 2004 بحسب مجلة
التايم الأمريكية و (أنطوني كوين العرب) حسب ما لقبه الشاعر الراحل محمود
درويش لكنه ظل يفضل لقب (تاجا الشامي) وأن يدعوه الناس به.
كان خيال الظل أول مشاهداته الدرامية الذي أسره عندما كان في الثامنة
وفي سن العاشرة بدأ يتردد إلى مسارح دمشق السبع.. النصر.. الرشيد..
الأندلس.. وقام بأداء دور البطولة في عملين مسرحيين من تأليف وإخراج أحد
أساتذته في المرحلة الثانوية تحت اسم (نادي الزهراء الفني لشباب المساكن
الشعبية) عام 1955.
وانتقل عام 1956 إلى فرقة المسرح الحر مع توفيق العطري والتي ضمت نخبة
من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد.. وحكمت محسن.. وأنور البابا وكان
يرأسها الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي وقدم حينها عدداً من أدواره على
الخشبة لينتقل بعدها إلى الكتابة والإخراج للمسرح ومن أعماله في هذا المجال
(بالناقص زلمة) و(خدام الأكابر) (الطفر كنز لا يفنى) التي شارك ببطولتها
أيضاً.
انتقل عام 1965 إلى المسرح العسكري ومن على خشبته اختاره المخرج
اليوغسلافي بوشكو فوتونوفيتش للقيام ببطولة الفيلم السينمائي (سائق
الشاحنة) الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 ليليها
بالعديد من الأفلام السينمائية من مثل (أيام في لندن) و(الفهد) و(خيرو
العوج) و(العار).
وابتعد تاجا عن العمل الفني مدة اثني عشر عاماً لظروف صحية خاصة وعند
عودته للعمل قدم أكثر من مئة مسلسل تلفزيوني بعد أن كان رافضاً للعمل في
التلفزيون الذي كان ناشئاً قبل عودته للعمل كممثل ومن أعماله التلفزيونية
نذكر: آخر أيام التوت.. دنيا.. ليس سراباً.. نساء بلا أجنحة.. يوميات مدير
عام.. إخوة التراب.. تمر حنة.. الدغري.. غزلان في غابة الذئاب.. قاع
المدينة.. التغريبة الفلسطينية.. أيام شامية.. الفصول الأربعة.. الزير
سالم.. بقعة ضوء.. الحصرم الشامي.. أهل الراية.. حاجز الصمت.. زمن العار..
عش الدبور.. أبو جانتي ملك التاكسي.. الزعيم.
وقبل دخوله المستشفى كان تاجا أحد المشاركين في مسلسل (الأميمي) مع
المخرج تامر اسحق إضافة إلى ارتباطه بالجزء الثاني من (أبو جانتي ملك
التاكسي) و(سيت كاز).
نال الراحل مجموعة من الجوائز والتكريمات منها الميدالية الذهبية في
مهرجان دمشق السينمائي التاسع والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان
القاهرة الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون 2005 ودرع تكريم عن دوره في مسلسل
التغريبة الفلسطينية بأبو ظبي وجائزة لجنة التحكيم للدراما السورية (أدونيا
2005) وتكريماً في مهرجان بودابست بهنغاريا 2010 وغيرها الكثير.
SANA
سانا ـ مراسل في
05/04/2012 |